آخر الأخبار
The news is by your side.

التمييز على أساس الاملاء ..!! … بقلم: عاطف الحاج سعيد

التمييز على أساس الاملاء ..!! … بقلم: عاطف الحاج سعيد

 

الفيس بوك السوداني يمثل ارفع مؤسسة ثقافية ديمقراطية في السودان، يتثاقف الناس تحت مظلته الزرقاء بحرية تزعج البعض من حراس اللغة الرسمية المتعالية والأفكار الإقصائية!

يلاحظ على صفحات الفيس البوك لا سيما القروبات الكبيرة أن هناك تنمراً شديداً حيال الأشخاص الذين لا يجيدون الكتابة ويرتكبون أخطاء إملائية كثيرة في النص الواحد سواء أن كان هذا النص منشور أصلي أو تعقيب على منشور. وأظن أن هذا الأمر يمكن أن يصنف على أنه تمييز مثله مثل التمييز على أساس النوع والعرق والتوجه والدين والجنسية!

في السابق كانت حلقات النقاش تعقد بعفوية في المقاهي وعلى أطراف الميادين وفي الحوش الكبير والديوان الناصية ويشارك فيها الجميع دون اعتبار لمسألة اجادة الكتابة والإملاء، اضمحلت حالياً هذه المنابر التقليدية لكنها انفجرت في الواقع الافتراضي بصورة أوسع حيث أصبحت النقاشات تدور في هذا الفضاء الإسفيري الحر متخذة الكتابة وسيطاً.

ووجد كثيرون، ممن لم يمارسوا الكتابة كفعل في مؤسسة رسمية (مدرسة، معهد، جامعة، إلخ) أو تعبيراً حراً في أي من الأجناس الكتابية، أنفسهم مضطرون للتعبير عن طريق الكتابة بدلاً عن التعبير الشفاهي في المنابر القديمة. لكن هل يصادر منهم حق التعبير بسبب أخطاء الإملاء؟! هل نقصيهم بترديد الجملة الشهيرة (اذهب وتعلم الكتابة ثم عد وشارك في النقاش)، وتصبح القاعدة: من يجيد الاملاء والنحو مرحب برأيه ومن لا يجيد ذلك عليه التراجع للصفوف الخلفية والبقاء مستمعاً!!

يحدث ذلك مع أن الإملاء ليست مسألة جوهرية، فاللغة أصلها المشافهة، والكتابة ما هي إلا تحويل لأصوات اللغة إلى رموز منقوشة على وسيط مادي (ورق، حجر، شاشة الكترونية، إلخ)! كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست قاعات درس في مؤسسة اكاديمية، هي منصات شعبية يعبر الناس فيها بتلقائية عن اهتماماتهم وشواغلهم وصراعاتهم، وفيها براح للجميع!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.