آخر الأخبار
The news is by your side.

استغلال المبدعين كأدوات دعائية للسلع الاستهلاكية

استغلال المبدعين كأدوات دعائية للسلع الاستهلاكية

بقلم: محمد هارون عمر

درجت بعض الشركات والمؤسسات التجارية أن توظف وتستغل بعض المبدعين والمبدعات للترويج لمنتجاتها الكاسدة عبر القنوات الفضائية. مطربون. مسرحيون ورياضيون. الغرض هو الاستفادة من شهرتهم. ومن عشاق فنهم للترويج لتلك السلع التجارية الجيدة أو المضروبة. قد تغرى الشركة أو المؤسسة المنتجة المبدع أو المبدعة للظهور في سيناريو طفولي ركيك. وهزيل وفاقد للمسات الإنسانية و الفنية ويطلبون من المبدع أن يردد في ببغائية مايملى أو يلقن له. حقيقة تلك الشركات تستهين بقيمة الفن والفنان. وهذ ا ابتذال واحتقار وامتهان لكرامة الفنان بزجه للترويج لزيت أو صابون أو حتى ماكينة سيارة أو شحم. ينبغي للفنان أن ينصرف لفنه أو يزواج. بينه ووظيفة أخرى. شريفة؛ لكيلا يتعثر ماليًا و أخلاقيًا ومن ثم يتفرغ لفنه وينأى عن هذا التوظيف السيء لمو هبته لكيلا يزجها في حقل مشبوه لايناسب الفن..

في المجلس القومى لرعاية الثقافة. . كنت قد ناقشت ممثلة بارعة. شاركت في الدعاية التجارية بعائد كبير.. وقالت إنه عمل غير لائق وغير حميد للمبدع.. ثم تراجعت وعادت تارة اخرى لتشارك في الدعاية التجارية. لسلع هامشية..

احتراما لجمهوره ينبغي أن يعف المبدع لكيلا يسف و يسقط في مسرح فوضوى يقلل من. قيمته الفنية .. إنّه التنطع والتقعر والتمثيل الصناعي الزائف الذي يسلب ويغمط المبدع قيمته الأخلاقية والر وحية السامية. فليحذر المبدع هذا اللون والنمط من الدخل لأنه يمس كر امته ويزلزل ويزعزع كرامته ويظهر ه. بمظهر اللاهث و راء المال بأي صورة قاتمة أو مشرقة، إنّه(كمذاق الحلوى في العسل المسموم) ولات ساعة ندامة للذين ضُللوا ببريق المال.

و طوبى للصامدين الصابرين الذين رفضوا الامتثال و الأذعان والانغماس في لهو رأس المال الدعائي ولم يزجوا بأنفسهم. في تلك المتاهة التجارية. تقريظ السلع .دعاية لاتتناسب مع المقام الإبداعي السامي لتلبية رغبات الأسواق . إن المرء ليحس بالحياء حينما ير ى نجمًا كالطفل يُستغل وهو يسقط في فخ التسويق..

وهو خصمًا على موهبته وكر امته وشعبيته. خاصة أن بعض السلع (تقليد) و هزيلة وعجز أصحابها من تسويقها، مع ذلك يروج لها المبدع ألا يساعد ذاك في ختل وتضليل الناس بشراء تلك السلع؟ ربما استغل أولئك السماسرة ظروف المبدعين المادية القاسية . ليجعلونهم فرائس لكي يغرروا بهم.

.. الفنان الاصيل لايقبل أن يسوق لسلعة لايعرف جودتها مقابل عائد مادي. لا يعقل أن يُستغل المبدع ليظل كببغاء يردد وهو لايعرف هل هذه السلعة. جيدة أم رديئة. أيّها المبدع إرفق بنفسك عن هذا التسويف والتسويق.. ستجد كل الاحترام والتقدير و التبجيل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.