آخر الأخبار
The news is by your side.

قصة قصيرة..مسامرة عازف الأوتار

قصة قصيرة..مسامرة عازف الأوتار

بقلم: محمد هارون عمر

مافتأ الطرف الصناعي بين صدرها وحجرها هاهي تجهش وتنتحب وتنوح كأرملة كثاكلة. . ياله من جرح نازف غائر!وعندما تهدأ عاصفة الحزن تغني أغنية ياعازف الأوتار للمطرب التاج مصطفى. والتي كان يشدو. بها العازف بعد العودة من. السهرة. .. في الذكرى الأولى لاندلاع الحرب اللعينة استيقظت من كر اها. دائما منذ رحيله اعتادت على زمن العودة بعد السهرة. كان. جميلا يسلمها العائد من. عزف الكمنجة مع. تلك الشادية الساجعة الرائعة المبدعة . كان يعزف الآلة. حينما يلج الدار غانمًا من تلك الأمسية. الغنائية ويغني ياعازف الأوتار . لم تتس اليوم. التالي للحرب حيث اجتثت القذيفة. رجله اليمني قتلت صديقه وأسرته حينما ذهب ليعزف في ذكرى ميلاد رباب الطفلة الجميلة لم يتأثر لرجله بمثلما تأثر للأسرة المكلومة التي تناثرت أشلاءً.. ارتسم الشحوب والذبول والامتقاع على محياه . لقد غدا مشوهًا. أعرجَ. لم يشارك المغنية. غير حفلين ولم يتقن فيهما. آلته كعازف.
سقط أثناء الحفل بداء الذبحة أو الحزن على الرِجل منذ ذاك التاريخ غدت الأرملة. تلعن الحرب لعنًا، فرت لمدينة. ود مدني ثم سقطت ود مدني وهربت للمدينة عرب ثم للمناقل هرولت لقرى كثيرة للعثور على صياصي تحميها من. شواظ الحرب.
ما أنفك. بركان. الحرب يزمجر ويلفظ الصهير والحمم. الآن في أقصى جنوب الجزيرة لاتبعد كثير ا عن سنار تنفست الصعداء ظنت بأن طبول الحرب قد صمتت ووجمت لنأيها عن. فوهة البركان. الثائر . بدأت تحتضن أيقونة. الزوج الصناعية. وهي تدندن وتترنم الرِجل على صدرها. غنت لزوجها اغنية شعبية. حماسية.
أهلك سموك الأصم.. ماسرحوك بالبهم
ياالتامي الرأي والفهم
حيرت الفصاح والعجم؛ َ الطرف الصناعي على جِيدها تقبّله. مثنى. وثلاث ور باع الساعة. الآن الساعة الثانية. صباحًا هو. وقت عودة العازف الراحل. تجهش في البكاء وهي تحتضن وتحتوي الطرف تهدهده وتناغيه كطفلها. الطرف رمز للوفاء للبعل الراحل. المبدع. هي الآن مع خالتها في أقاصي جنوب الجزيرة.. دمدم الرصاص. اغمضت عينيها وضعت الطرف وانتظر ت ور نت. دخل ملثم أهوج. ساد. ووجد الطرف على صدرها ظنه. مليئًا بالذهب أو النقود. دمدم مطالبا إياها بالذهب والنقود. أعطت الخاتم. والغويشة. انفتحت شهيته التقط الطرف الصناعي قاومته بشراسه رغم. زخات الرصاص هرول وهي تركض وتلهث. خلفه لانتزاع الطرف ولكن هيهات ! أطلق النار في الهواء لم تستسلم. وحينما.ر أى تصميمها وعزمها. انزل الطرف وغرس فيه خنجره وشرحّه وفتحه للبحث عن الكنز المخبأ كان هناك. ثعبان أقرع داخل تجويف الطرف فح. فحيحًا ثم لدغه. صرخ. ورمي الخنجر و الطرف الصناعي ثم أطلق النار على رجليها وهو. يزمجر طرف مفخخ بثعبان لعنة الله عليك، أيتها الملعونة. طفق يترنح ويتأرجح.ويغمغم. ويهمهم ويتمتم كالنشوان. يمم شطر المشرق جزعًا فزعًا . إنقذه زملاؤه أخذوه وغنائمه.وتركوا القرية المعطوبة والمنكوبة.تستعر وتتقد لتلعق آهاتها وأناتها  وجراحاتها !

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.