آخر الأخبار
The news is by your side.

منتدى الثلاثاء يحتفي بذكرى الشاعر القدير محمد المهدي مجذوب

منتدى الثلاثاء يحتفي بذكرى الشاعر القدير محمد المهدي مجذوب

كتب: عمار حسن

وعدت إلى ظل على الرمل ضارب
اسائله عن قسمتي ونصيبي
وقلبي مشتاق على الخوف آمل
يلج ذبيحاً في شباك وجيب
أقلبه في الدمع تقليب ثاكل
ربيبا مضى لم تتله بعقيب
أفارق من عمري ثلاثين حجة
ولما انج في هذا المدى بحبيب
اصطفى روادُ منتدى الثلاثاء هذا الماضي الموافق الثالث من شهر مارس يوماً مخصصاً بالاحتفاء بذكرى هذا الشاعر الذي كانت له بقعة كبرى في باحة الشعر السوداني.
أدار الشاعر عمار حسن المنصة ، واستهل الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر، مدير معهد العلامة عبدالله الطيب
حديثهُ عن الشاعر المجذوب متناولاَ طفولتهُ ونشأتهُ وتعليمه، وكيف أنه خرج من أسرة متصوفة بالشمال الأوسط للسودان وبالتحديد مدينة الدامر، وكان أبوهُ شيخاً معروفاً، ولكن الشاعر محمد المهدي المجذوب لما أحس في نفسه من نبوءة الشعر تمرد على تقاليد أهله التي كان يحترمها،
وحكى أنه أول من الذين امتطوا صهوة الحداثة في الشعر السوداني.
وهو القائل:
عينيك عينيك لا ضوءا وتشبيها
صبح تحجب في ظلماء خابية
تقيد الشمس لم تبرح دواليها
تعر في الخمر لم تكتم حقيقتها
وأنت تطعمها وهما وتسقيها
تلاهُ بقراءةِ ورقة الشاعر والناقد أسامة تاج السر حيث قال :
إنّ الشاعر محمد المهدي المجذوب يعد ذا فرادةٍ وخصوصيةٍ في تاريخ الشعر السوداني، فهو ذو جرأة في تناول موضوعاته الشعرية، وقد جمع في زمن باكر بين عمود الشعر والتفعيلة وقصيدة النثر.
وللمجذوب رؤى نقدية ثاقبة حول الشعر السوداني، تجلّت من خلال المقدمات التي صدّر بيها دواوينه الشعرية، لا سيما “نار المجاذيب”، و”الشرافة والهجرة”، بجانب ما قدّم به دواوين أصدقائه الشعراء، مثل مقدمته لديوان “ألحان وأشجان” للشاعر محمد محمد علي. ومقدمته لديوان “الناصريات”، للشاعر الناصر قريب الله.
يستطيع الناقد أن يقول: إن المجذوب وشاعر جيله هم الذين صبغوا الشعر العربي في السودان بصبغة سودانية خالصة، تميزه عن غيره من الشعر المكتوب في البلاد العربية الأخرى، وهذا الذي راهن عليه المجذوب، ومن قبله حمزة الملك طمبل.
وجنحت ورقةُ الشاعر والناقد أبو بكر الجنيد يونس إلى تناول قدرة المجذوب العالية على التقاط الصورالشعريةوجاءت بعنوان *دقَّة التصوير واقتِناص المشهد لدى المجذوب* مستهِلًّا لها بالحديث عن أهمَّيَّة الصُّورة في الشِّعر العربيِّ قديمًا وحديثًا .. لا سيَّما في الحداثة
مستشهِدًا بِرؤية الدُّكتور الصِّدِّيق عمرالصِّدِّيق عن أنَّ {الصُّورة هي أميز ما يُمَيِّز المجذوب} وقد حصر الجنيد ملامح الصُّورة عند المجذوب في خمسةِ ملامح:
١/ المجذوب يلتقط ما لا ينتبه له الآخرون من خاصَّة الشُّعراء
٢/ المجذوب يعتني.. بالتّفاصيلِ الأكثر دِقَّةً وخفاءً ولطفًا
٣/ المجذوب يبعث الحياةَ في صورِهِ .. بِكلِّ يُسرٍ .. وينفخُ فيها من روح الفنّ
٤/ المجذوب يُصوِّر الأشياء والأحداث والأشخاص والإحساس.. ويشحن الأنفس بالإثارة واللذَّة
٥/ إيقاع المجذوب الرَّاقص وموسيقاهُ المتدفِّقة، يؤكِّدانِ مهارتَهُ العالية وإبداعَهُ البديع في إغناء تصويرِهِ، بالحركة والحياة ممَّا يرتقي.. بصورِهِ إلى مشاهِدَ مفعمة بالحيويَّة والفتنة.
يقول المجذوب

غدير يدور الليل من كل جانب
عليه ولم تظفر يداه بكوب
إلى الشمس فانظر تلقم الليل ثديها
عقيم الهوى من حسرة ونضوب
أأحبلها يأس قديم بضوئه
فجاءت بصبح أنكرته غريب
تبرأ منها الكون أما صريعة
فما مسها ستر الدجى بمغيب
تلوح لم تمسك بشيء صياحها
شرار نجوم في دجون غيوب
وتنفضها عن أسها كل قنة
تهاوى دمع في الرحيل سكوب

وتخلل هذه الأوراق قراءات من قصائد الشاعر المجذوب على لسان الشعراء( الواثق يونس، الحسن عبدالعزيز ، د.عمر عبدالعزيز ، محمد جدو الدرديري، سماح إبراهيم).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.