آخر الأخبار
The news is by your side.

المثقف الحائر وذلك التابع

المثقف الحائر وذلك التابع

بقلم: جورج حدادين
المثقف الحائر، هو مثقف يعتمد اسلوب اعادة صياغة “السخط الشعبي العام” والتعبير عنه بجمل ومواقف ثورية، أو جمل ومواقف اصلاحية، بحسب ما يرى هو المزاج العام، ينتقل من موقع لموقع آخر، ومن موقف إلى نقيضه، ومن ايدولوجيا إلى نقيضها، ينفعل بالحالة وغير فاعل بها، غير وفي ولا مخلص للموقف ولا للمبدأ، ونتيجة لهذه السمات، لا يهمه المساهمة في رفع مستوى الوعي لدى جماهير الشعب الكادحة والمنتجة، بقدر اهتمامه في افتعال سجالات فوقية بين جماعات معزولة، خارج سياق الفعل النضالي الجماهيري المباشر، المستند إلى مشروع واضح المعالم.

المشكلة في هذا المثقف الحائر لا تكمن فقط في تردده المستمر وعدم قدرته على حسم موقفه، بل مساهمته في ارباك من هم حوله، وبالتالي تعطيل مساهمتهم في فعل التغيير على الأرض.


المثقف التابع، هو الانتهازي الأكبر والعدو الأخطر على وعي الشعب وطموحات الشرائح الاجتماعية الكادحة والمنتجة، كونه يمتلك أدوات المعرفة، ويمتلك الخبرة، بالإضافة لقدرة لا أخلاقية على توظيفهما لمصلحة القوى والمجموعات السائدة في المجتمع والدولة.

فهو الأقدر على تزييف الوعي الجمعي، كونه عدو مستتر بثوب صديق، يتقن فن التمثيل ويتقن توظيف قدراته بحجة الواقعية والعقلانية، وموازين القوى السائدة، وموروث الخنوع والاستكانة، وثقافة العبيد، يستخدمها بمهارة من أجل إحباط أي فعل وتحرك إجابي.

المثقف التابع يتميز بقدرة فائقة على الاستهتار بكرامته أولاً، وقدرة على بيع ثقافته وقدراته إلى من يدفع، ويمتلك القدرة على تبرير كافة الأعمال القذرة والمتوحشة والٌلا أخلاقية، التي يقوم بها التحالف المعادي “مراكز رأسالمال العالمي، والصهيونية، ومجموعة التبعية الحاكمة” الذي يستعبد الشعوب ويمتص دمائها، ويستغل ثرواتها ومقدراتها، ويحولهم إلى مجموعات من الفقراء والجياع والمتخلفين لا رابط بينهم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.