الدمازين : المواقع الأثرية للسلطنة الزرقاء تأريخ حافل طغي عليه الإهمال
الدمازين :المواقع الأثرية للسلطنة الزرقاء تأريخ حافل طغي عليه الإهمال
الدمازين : فريد الأمين
تعد ولاية النيل الأزرق ، من الولايات الأكثر ثراء بالتعدد والتنوع الثقافي ، وهي ميزة قلما تجدها فى رصيفاتها ، الأمر الذي جعل نسيجها الإجتماعي مترابطا ، وبرغم الكشوفات والمسوحات الأثرية التي شملت البلاد ، وتم وضع أسس لحمايتها إلا أن المواقع الأثرية فى هذه الولاية المذكورة ، التي تم مسحها فى 2005م ، تعاني إهمالا كبيرا .
وظل الإهمال يتسيد الموقف ، بالرغم من الإستعدادات للإحتفال بمرور خمسمائة عام على قيام السلطنة الزرقاء ، وعشرة أعوام على قيام جامعة النيل الأزرق .
وشهدت الولاية ، عمل مسوحات شملت مناطق سوبا ، وحلة الحجر ، وجبل القري ، والديسة ، وأبو رماد ، وجبل قلي وفازوغلي .
وظلت النيل الأزرق ، على إتصال دائم بهيئة الآثار القومية ، والمتاحف ، للتوثيق ، وتسجيلها رسميا ، وما أوجده المسح لتلك المواقع الأثرية .
وخلال البعثات الأثرية ، تم التحقيق من شظايا الأواني الفخارية ، والخرز ، والمقابر ، التي تمثل إمتدادا لبقية حضارة السودان .
مسوحات محدودة خلال الفترة السابقة :
جرت عمليات مسح أثري ، قامت بها إدارة الآثار والسياحة بالوزارة ، على أربعة مواقع ، ومنها السريو ، الديسة وأبو هشيم ، وهذه المواقع تقع شمال مدينة الدمازين ، ويلاحظ عليها التشابه من حيث البعد التأريخي .
وفى مجملها تعود تلك الآثار ، للعصر الحجري الحديث ، حسب القراءات الأولية ، نسبة لتوفر الكسارات الفخارية ، والجرار المصنوعة من الفخار ، بموقع السريو ، بجانب أدوات الزينة المصنوعة من قشر بيض النعام ، وآليات مصنوعة من الطين .
وتلك الكسارات الفخارية ، تشبه إلى حد كبير فخار منطقة مروي وكرمة .
كسرات حجرية:
كما ظهرت على السطح ، بعض الهياكل العظمية ، ونلاحظ عدم وجود طريقة معينة للدفن ، ووجود بعض الأوانى الفخارية مع الهياكل .
مما يفسر وجود طقوس جنائزية كانت تمارس عند دفن الموتى .
أما موقع أبو قضاف ، فنجد فيه كسرات حجرية ، ويعني أن إستعمال إنسان تلك المنطقة هو الحجر وليس الفخار .
وبرغم من تعدد المواقع الأثرية بالولاية ، لم يتم الحفر والتنقيب ، نسبة لعدم التمويل ، أضف إلى ذلك عدم وجود معينات بشكل عام لإدارة الآثار بالوزارة ، وبالتالي يجب على الهيئة القومية للآثار والمتاحف ، الإسراع فى وضع خطة إسعافية لحماية المواقع الأثرية بالولاية .
قدم التأريخ :
مدينة الدمازين تحمل إرثا تأريخيا زاخرا بالإكتشافات ، ويوجد بها عددا من المواقع الأثرية ، وهنالك مواقع بمدينة رورو ، تم إكتشافها من قبل بعض الأهالي ، وأن معظم الفخار الذي وجد بتلك الموقع تم الإحتفاظ به عند أهالي المنطقة .
ويعد موقع الغزالة ، من أهم المواقع الأثرية التي تم الكشف عنها مؤخرا ، ويمثل إضافة حقيقية للتراث الأثري لمناطق النيل الأزرق .
ويقع الغزالة ، جنوب شرق مدينة الروصيرص ، وجنوب قرية العزازة ، ويضم عددا من كسارات الفخار ، بجانب أدوات حجرية ، والكثير من أدوات الزينة ، ك(الخرز) فى سطح الموقع .
إضافة إلى وجود عدد من أواني الطهي بمختلف أرجاء الموقع ، ووجود طبقات تأريخية ، ترجع إلى العصور القديمة من التأريخ .حيث تدل على وجود إرث تاريخي تليد .