آخر الأخبار
The news is by your side.

ﻏﺪﺍً ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮِ ﺑﻌﺪ ﻛﺒﺶ ﺍلأُضحية

ﻏﺪﺍً ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮِ ﺑﻌﺪ ﻛﺒﺶ ﺍلأُضحية

بقلم: الطيب صالح

“ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺟﻨﻴﻬﺂ ﻳﺎﺭﺟﻞ ﺗﺤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ، ﻭﺗﺼﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻟﻚ. ﻭﻏﺪﺍً ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺍﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮ ﺑﻌﺪ ﻛﺒﺶ ﺍﻻضحية، ﻭﺍﻗﺴﻢ ﻟﻮلا أنني ﺍﺭيد ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻓإﻥ ﻫﺬﻩ ﺍلنخلة ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻋﺸﺮة ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ”.

ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻴﺦ محجوب ﻟﻢ ﻳﻔﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ بإﺟﺎﺑﻪ ﺳﻮﻯ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﻤﺘﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﺎ ﺗﻤﺮﺗﻲ ﻣﺎ ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﺭﺩﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺎﺩﻩ ﺫﻟﻚ الى ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ في سورة الفتح من القران الكريم (إﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ) الفاتحة – ﺍﻟﻔﺮﺝ .

ﻭﺍﺣﺲ ﻻﻭﻝ ﻣﺮﻩ بأﻥ ﻋﺒﺎﺭة ” ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ” ﻫﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﻪ ﺗﻨﻬﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﻳﻌة ﻭﺗﻔﻘﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻤﻦ ﺍﻋﺴﺮﻩ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﻣﻀﻪ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﺛﻘﻠﺖ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﺍﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎة ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﻮﺝ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﺣﻴﻨﺌﺬ.

ﻭجذﺏ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻋﻨﺎﻥ حماره في صلف، ثم همز بطن الحمار بكعب رجله ﻭﻗﺎﻝ في صوت بارد : ” يفتح الله يفتح الله ﺑﺎﻛﺮ ﺑﺘﺠﻲ تدور ﺍﻟﺪﻳﻦ”.

ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ الحمار ﺍﺑﺼﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﻩ ﺗﻬﺮﻭل نحوه في ﻓﺮﺣة مضطربة. ﻓﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻣﻞ ﺑﺪأ ﻋﺴﻴﺮﺍ مستحيلا عنه ابعده عنه.

ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻠﻪ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﺑﻞ ﺍﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮﻫﺎ يسألها عن الخبر: “ﺷﻨﻮ؟ ﻣﺎﻟﻚ؟” ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺼﺒﻴﻪ ﺍﻥ ﺗﻔﺾ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺑﺼﻮﺕ متكسر ﺍﻟﺜﻎ : ” ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺩﺍﻟﻮ ﻭﺩ ﺳﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺩﺍ ﻣﻦ ﻣﺴﺮ .. ﻭﺩﺍﺏ لنا معاه ﺩﻭﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﺧﻮﻱ”.

ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺱ ﺳﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺑﻴﻦ صفوف المستقبلين، ولم تخطئ عينه الشاب الذي عاد من مصر، ود ست البنات يرتدي ملابس نظيفه ككل عائد من السفر ويتكلم لهجة غريبة على شيخ محجوب بادي الثقة بادي الكبرياء .

واخيرا لمح الشاب شيخ محجوب بين المستقبيلن فدلف نحوه مبتسما. وشعر الرجل بالضيق والحرج إذ تحولت كل الابصار نحوه. ولم يسمع شيخ محجوب من كلام محدثه الا (حسن مبسوط – قال لك تعفي عنه أرسلك ثلاثين جنيه وطرد ملابس).

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺗﺤﺴﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭزمة ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺮﻫﺎ ﺟﻴﺪا في طرف ثوبه ثم غرس اصابعه في الطرد السمين تحت ابطه ﻭﺍﻧﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻋﻞ ﺍﻟﻲ ﻏﺎبة ﺍﻟﻨﺨﻞ اﻟﻜﺜﻴﻔﻪ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﻩ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭتميز في وسطها نخلته ﻣﻤﺸﻮﻗة متغطرسة جميلة تتلاعب بجريدها نسمات الشمال. وخيل اليه ان سعف النخلة يرتجف مسبحا: يفتح الله ، يفتح الله.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.