آخر الأخبار
The news is by your side.

الحرية والشذوذ الجنسي

الحرية والشذوذ الجنسي

بقلم: د. ولاء امين

نغرق عادة في الحديث عن الحلال والحرام عند ذكر الشذوذ الجنسي ويغيب عنّا الهدف تسيلط الضوء على الحريات الجنسية والممارسات الغير منضبطة.

الدكتور عبد الوهاب المسيري يقول “حين يتحدث الغرب عن الجنس هو في حقيقة الأمر يتحدث عن شيء ما، أي شيء آخر غير الجنس نفسه، ينبغي أن لا يغيب هذا البُعد المعرفي عن الذهن”.

الحقيقة أن البُعد المعرفي لتسليط الضوء على الشذوذ أو ما يُعرف بالحريات الجنسية هو ترسيخ مفهوم اللذة كمفهوم يوجه حياة المرء، والبحث عن اللذة ينتج فرد يدور حول ذاته لا يطيق أي حدود أو قيود، أو مسؤولية، ولهذا فهو غير قادر على إرجاء تحقيق رغباته، فهو يود أن يحققها في التو (الآن وهنا).

هذا الفرد لا يتجاوز ذاته الضيقة ويعيش حالة سعار جنسي تمكنه من عيش لحظات لذة مؤقتة.

سعار يحطم الأسرة، فالأسرة لمثل هذا الشخص مؤسسة تُلقي على كاهله (كأب وكأم) مسؤوليات اجتماعية شتى، وتفرض حدودًا وقيودًا، عليه أن يقبلها، وهو من الصعب عليه أن يفعل، فهو يعيش لنفسه ولمتعته وفائدته ولذته، ولذا تَضْمُر مؤسسة الأسرة تمامًا.

ولعله لهذا يزداد العزوف عن النسل أو الزواج، مع ازدياد الإحساس بأن الأسرة عبء لا يُطاق وأن مسؤولية تنشئة الأطفال تفوق طاقة البشر.

لا علاقة بين الجنس والحرية، الجنس مجرد لغة لتمرير رسائل للأجيال القادمة.

رسائل تقول بأن لا حدود ولا مسؤوليات تقع على عاتق الفرد فهو يعيش لأجل اللذة وباحثاً عنها.

لذلك تجد من يعيش متوهماً أنه إنسان حُر ولكنه في حقيقة الأمر إنسان تم اختزاله وتحويله إلى عبدٍ للمادة.

ذلك أنه حُصر في نطاق حواسه الخمس، وتم إنكار مقدرته على أن يُجاوز ذاته الطبيعية المادية.

وهو بذلك يتحول إلى إنسان بدائي رجعي يتبنى دعوة رجعية حتى وإن رفعت شعارات الحرية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.