آخر الأخبار
The news is by your side.

عبدالعزيز آدم الحلو: القوات المسلحة الموجودة عبارة عن مليشيا لهذه الاسباب

عبدالعزيز آدم الحلو: القوات المسلحة الموجودة عبارة عن مليشيا لهذه الاسباب

جوبا : مها التلب

أكد رئيس الحركة الشعبية / شمال، القائد عبدالعزيز آدم الحلو، أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية ضد بعض رموز النظام البائد، مخيبة للآمال، و الحكم على المخلوع ب” الإصلاحية” يقدح في نزاهة القضاء السوداني .
و اشار الي القوات المسلحة الموجودة عبارة عن مليشيا تابعة للجبهة الإسلامية تم تدجينها، مما جعلها ذراعا عسكرية لحزب المؤتمر الوطني .

– ما رأيك في عملية تجزئة مسارات التفاوض في منبر جوبا؟
هناك مساران داخل منبر جوبا، وهما مسار الحركة الشعبة شمال والحكومة الانتقالية، والجبهة الثورية والحكومة أيضا . بالنسبة لنا لدينا حلفاء هم مؤتمر البجا التصحيحي “زينب كباشي” و”تنظيم كوش بقيادة د. محمد جلال هاشم”، واستطعنا تشكيل وفد تفاوضي موحد، لأننا مقتنعون بأن مشاكل الهوامش في الأصل قومية، والخرطوم هي التي تخلق المشاكل وتعمل على تصديرها، نحن لم نناقش قضايا المنطقتين فحسب، بل مسألة إصلاح الخرطوم، ثم سننتقل لقضايا التهميش بكل أنواعه : السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
أما مسار الجبهة الثورية فقد وقع في الفخ، ووافق بالقبول على الحلول الجزئية، بالنسبة لنا هذا ليس جديدا ، بل هو نهج قديم حدث في اتفاقية نيفاشا واتفاقية الدوحة وغيرها، الجبهة الثورية وقعت في ذات الفخ لأنها لم تناقش المشكلة الأساسية التي انتبهنا لها.
– التحقت دولة تشاد حديثا بالعملية التفاوضية كوسيط . ما هو موقفكم من هذه الوساطة؟
رحبنا بانضمام تشاد للدفع بالعملية التفاوضية، لأنها دولة جارة وهنالك تداخل بين البلدين، ليس هذا فحسب، بل لأن لديهم وعيا بالمشاكل التي تحدث في السودان، وهي تكاد تكون نسخة من السودان في التعدد والنزاعات والثقافات، وعسى أن يساعدونا بخبرتهم وتجاربهم، في تجاوز الكثير من قضايا الخلاف.
– علمنا انكم التقيتم بالوساطة التشادية. ماذا ناقشتم؟
اللقاء الذي جمعنا بهم في حضور وساطة جوبا، كان عبارة عن تعارف من أجل تقديمهم كوساطة للمساعدة على التوصل لاتفاق.
– هنالك لقاء على انفراد جمعك بنائب رئيس المجلس السيادي حميدتي وعضو مجلس السيادة الفريق الكباشي.. ماذا دار في هذا اللقاء؟
هي لقاءات تمت في إطار اجتماعي وتعارف، فلدينا منبر يجمعنا، وحميدتي وكباشي فضلا اللقاء بنا خارج غرف التفاوض، وكان لقاءً جيدا لكسر الحواجز، وفي ذات الوقت يساعد في عملية دفع التفاوض، ولم نناقش أي قضايا محلها غرف التفاوض.
– يقال إن موقفكم من الحكومة الانتقالية يشبه موقف الحركة من “الإنقاذ” في السابق؟
نعم . كان ذلك في مرحلة ما قبل توقيع الوثيقة الدستورية، وأثناء المفاوضات بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري، والتي لم يكن فيها اعتراف بالآخر، وأن العسكر كانوا يرغبون في إعادة التجارب السابقة وعرقلة عملية التغيير، لكن بتوقيع الوثيقة الدستورية وقبول الشارع بهم ، لم يعد هناك سبب يجعلنا نرفض التعامل معهم.
– ما رأيكم في الإجراءات التي اتُخذت ضد أفراد النظام المعزول وعمليات تفكيكه؟
في الحقيقة هي إجراءات مخيبة للآمال، ولا تحتاج إلى تعليق، خاصة عقب الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، وكان يجب أن تكون هنالك مساءلة ومحاسبة آنية، لكن للأسف الشديد تأخرت الحكومة في ذلك مما أتاح للكثيرين منهم الهرب أو تهريب الأموال والمسروقات، ونحن نرى أن الإجراءات لم ترق لمستوى الفظائع التي تم ارتكابها.
– هل تطالبون بتسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية، أم تؤيدون محاكمته داخليا والإبقاء عليه في سجن كوبر؟
مسألة بقائه في سجن كوبر هذه غير مؤكدة، والقرار الذي صدر من خلال محاكمته على جريمة ثانوية مقارنة بالجرائم الكبيرة التي ارتكبها، ومنها القتل والإبادة والتطهير العرقي وغيرها، مخيبة للآمال.
– كيف تُقيم الحكم الذي صدر بحق البشير؟
يشير بوضوح إلى أن المحاكم الوطنية لا تملك القدرة على محاكمة مجرم، لأن القرار جاء بسنتين سجن، ضد شخص أعدم أبرياء في مئات الدولارات وليس ملايين، وأكثر من ذلك الإشارة إلى أن تكملة هذه المدة في الإصلاحية في وقت لا توجد فيه إصلاحية، مما يجعل من احتمال قضاء المدة بالقصر ممكنا ، وهذا ما يقدح في القضاء بالتواطؤ مع النظام السابق، مما يُفقد الناس الثقة في نزاهة القضاء الوطني.
– نصت الوثيقة الدستورية على إعادة هيكلة وإصلاح القوات المسلحة وجهاز الأمن.. ما رأيكم فيه؟
المشكلة في المؤسسة العسكرية، بل في هيكلها القيادي وعقيدتها القتالية، فالقوات المسلحة الموجودة الآن عبارة عن “مليشيا” تابعة للجبهة الإسلامية تم تدجينها، مما جعلها ذراعا عسكرية لحزب المؤتمر الوطني، وواحدة من المشكلات التي تواجه البلاد.
– هل وقعت الوثيقة الدستورية في خطأ بشأن هيكلة القوات المسلحة والأمن؟
زادت الوثيقة “الطين بلة”، حين اعترفت بوجود جيشين هما الجيش السوداني والدعم السريع، ليشكلا قوام الجيش الوطني، وهذا خلل كبير، لأن ما يؤهل الدعم السريع ليكون جيشا يجب أن ينطبق على الآخرين.
– ماذا تعني؟
أعنى يجب معالجة قضية الترتيبات الأمنية بشكل علمي وصحيح، سيما أن هناك أكثر من 50 فصيلا مسلحا، كان على الوثيقة الدستورية تناول وضعيتهم، وبالتالي خلقت إشكالية وجود جيوش كثيرة، يجب تهيئة المناخ للتحول الديمقراطي لبناء جيش وطني، ولابد من مخاطبة جذور الأزمة السياسية.
– إذا اتفقتم على العلمانية وجذور التهميش والإقصاء، هل ستكون إعادة هيكلة القوات سهلة؟
في ذلك الوقت سندلي برأينا في كيفية بناء جيش وطني على أسس جديدة، يُسهم في التحول الديمقراطي.
– توحدت قوى الثورة على كثرة فصائلها وتجاوزت خلافاتها، ما الذي يجعل إعادة توحيد فصيلي الحركة الشعبية بقيادتكم ومالك عقار عسيرا؟
هم رفاق أمضينا معهم 35 سنة، وتجمعنا علاقات شخصية واجتماعية، لكن اختلافنا الحالي حول المبادئ والأهداف والرؤية، وهو العقبة الرئيسة، فقد أدلى ياسر عرمان بتصريح قريب بأن الوقت غير مناسب الآن لتناول العلمانية وفصل الدين عن الدولة، هم يتحدثون عن حكم ذاتي في ظل الأوضاع المختلة الحالية.
– ما هي قراءتك للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للثورة، وانعكاسها على مستقبل السودان السياسي؟
هي متغيرات سالبة، لأن هناك تدهورا سياسيا واجتماعيا، والسودان يعيش الآن أزمة حقيقية، فإذا لم نتداركه بمعالجات حقيقية، ونقلنا الدولة من الشمولية إلى التعددية والاعتراف بالتنوع، ووفرنا آليات توحيد الضمير السياسي والوجدان الوطني وغلبنا الانتماء للوطن، وحللنا عقد المركز المركبة وتخلصنا من عقدة الاستعلاء على الآخر الوطني، وتشوه المجتمع السوداني، ما لم نعالج هذه القضايا ستكون الأوضاع صعبة جدا، لكن الثورة كسرت الحواجز ومهدت للانتقال، وعلينا الاستفادة من التلاحم بين قوى الثورة والحركة الشعبية.
– ما هو مستقبل الانتقال والتحول تجاه الحكم الديمقراطي في ظل وجود هذه الجيوش المتعددة؟
كما قلت من الضروري مخاطبة جذور الأزمة والقضايا السياسية بالرجوع إلى منصة التأسيس التي عجزت عنها النخب والآباء الأوائل المؤسسون للدولة السودانية، وإذا رغبنا في البقاء معا، يجب بناء الوحدة على مشروعية الاختلاف والديمقراطية وتذويب الكيانات والثقافات.
– الناس كانوا يتوقعون عودتكم للخرطوم بمجرد سقوط النظام؟
يجب أن تكوني أكثر دقة، وتقولي سقوط الفرد “سقوط البشير” لأن النظام لم يسقط، ولا تزال لديه أسنان ويطلق التهديدات، وتجرأت القوى الظلامية وخرجت للعلن للاستفادة من هامش الديمقراطية، لتعمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
مؤسسات النظام السابق والإسلام السياسي ما زالت قائمة “نرجع كيف”؟ في ظل هذا الوضع ستكون العودة صعبة، لكن إذا نجحنا في الوصول لاتفاق سياسي يضع حدا لجذور الصراع فسنذهب للخرطوم.

 

التيار

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.