آخر الأخبار
The news is by your side.

الانقاذي يصلي ليمحو جرائم يومه، ويصوم ليمحو جرائم شهره، ويحج على نفقة الدولة ليمحو جرائم سنته ؟

الانقاذي يصلي ليمحو جرائم يومه، ويصوم ليمحو جرائم شهره، ويحج على نفقة الدولة ليمحو جرائم سنته ؟

بقلم: ثروت قاسم

الذكرى 61 لانقلاب عبود ؟
صورة عبود مع كينيدي الذي هتف : ( يا إلهي … عبود أنت عظيم )!
اليوم الاحد 17 نوفمبر 2019، صادف الذكرى 61 لانقلاب عبود في يوم الاثنين 17 نوفمبر 1958 . استمر نظام عبود العسكري 6 سنوات حتى اكتوبر 1964، واستمر نظام نميري العسكري 16 سنة من مايو 1969 وحتى ابريل 1985 ، واستمر نظام الابالسة الكوزجويد الامنجي الدموي 30 سنة من يونيو 1989 وحتى ابريل 2019 .
52 سنة نظام شمولي عسكري ، و11 سنة نظام ديمقراطي تعددي … في ال 63 سنة منذ استقلال السودان في يناير 1956 .
نتذكر في هذه الذكرى ال 61 لانقلاب عبود ، 4 طرائف نختزلها في النقاط ادناه :
واحد :
غنى وردي بكلمات الفيتوري داعماً لانقلاب عبود :
في 17 هب الشعب طرد جلاده …
في 17 ولى الظلم الله لا عاده .
ولاحقاً ندم الشاعر والفنان على هذه الاغنية .
اتنين :
اصدر الانقلاب صحيفة( الثورة ) ، وكانت تصدر بصفحات طويلة وعريضة ( محاكية برش الصلاة ) ، وعلى غير المألوف في احجام الصحف الاخرى في ذاك الوقت .
كان باعة الصحف ينادون عليها :
البرش بقرش …
والصحيفة اليوم ب 17 الف جنيه اي بمليون و700 الف قرش .
تصور تدهور الجنيه السوداني في فترة ال 61 سنة المنصرمة من 1958 الي 2019 ، نقص مليون و700 الف مرة بحساب القوة الشرائية للصحيفة اليومية … من قرش واحد في عام 1958 الى مليون و700 الف قرش الآن .
انقرض القرش المعدني ، وانقرضت التعريفة المعدنية ، وانقرضت المليم المعدنية ، وانقرضت الطرادة ( 25 قرش ) الورقية ، وحتى الجنيه الذي صار معدنيا الآن ، وكان وقتها ورقياً له شنة ورنة … في طريقه الان للانقراض .
قال الشاعر الاندلسي :
هي الايام كما شاهدتها دول ..
من سره زمن ، ساءته ازمان .
تلاتة :
في اكتوبر 1964 ، عندما كان السيد الامام وصحبه الكرام يفاوضون الرئيس عبود على التنحي عن السلطة ، طلب السيد الامام الاحتكام للدستور .
تسآل الرئيس عبود :
الدستور ده شنو يا الصادق ؟
واُسقط في يد الصادق …
اربعة :
بعد تنحي الرئيس عبود عن السلطة بحوالي سنة ، ذهب الى سوق الخضار متسوقاً . عرفه الناس ، وصاروا يصيحون :
ضيعناك وضعنا معاك …
في الثقافة السودانية ليست هناك غبائن واغتيالات كما في الثقافات الاخرى ، الامر الذي مكن عبود من الذهاب للسوق متسوقاً بدون حراسة ، ومكن لنميري ان يقعد في ضل الضحى امام منزله في ودنوباوي دون ان يخشى حتى لومة لائم ؟ ويمكن للبشير ان يقدل في شوارع الفاشر دون ان يصيبه مكروه، رغم انه اغتال اكثر من نصف مليون دارفوري .
اهو ده السودان ، او كما قال ؟
كما ان تسوق عبود المعزول في سوق الخضار يعني انه لم يسرق ، وقعاد نميري المعزول في ضل ضحى منزله في ودنوباوي يعني انه لم يسرق . قارن بين عبود ونميري ، وكليهما بدون ايدولوجية اسلامية ، من جانب ، ومن الجانب المقابل البشير الذي يدعي الاسلام ، والذي وجدوا في خزائن منزله ملايين العملات الصعبة ثمار عمالته وسرقته ، فهو الحرامي الاكبر، العميل الاكبر ، والابادي الجماعي الاعظم ، ومجرم الحرب الاكبر … هذا وذاك هم الاخوان المسلمين ، الذين يبغبغون بالشريعة الاسلامية ، وهي منهم براء… والاصح هم اخوان، بل آباء وامهات ، الشياطين .
يصلي الانقاذي ليمحو جرائم يومه ، ويصوم ليمحو جرائم الشهر ، ويحج على نفقة الدولة ليمحو جرائم السنة … يصفر الجرائم حسب مفهومه المنتن ، ثم يبدأ في الجرائم مع بداية السنة… ابادة جماعية ، قتل ،اغتصاب ، تعذيب ، سرقة واختلاس ، عمالة ، وكل ما نهى عنه سبحانه وتعالى من خطايا .
الانقاذي … اي انقاذي الا ما رحم ربك وهم قلة قليلة ، عجينة منتنة من الخطايا والكبائر والجرائم تمشي على قدمين .
هؤلاء واؤلئك هم العدو فاحذرهم ، قاتلهم الهش أنى يؤفكون .
في هذا السياق ، مهم ان نفتخر بالسودانيات السودانية التي اشاد بها الامير الاردني الحسن بن طلال ، ومنها التسامح ، والعفو ، وعدم حمل الضغائن، والطيبة ، بل المحبة … ونزعم ، وبعضه اثم ، انها ثقافة مُحتكرة للشعب السوداني .
هذه الايام في الخرطوم ، تجد اللاجئين الاثيوبيين والاريتريين والسوريين يتزاحمون مع المواطنين السودانيين على مراكز التطعيم ضد الحمى الصفراء …لا فرق بين مواطن واجنبي .
في مصر ، يطلق رجال الامن النار ليقتلوا اللاجئين السودانيين الفارين من مصر الى إسرائيل عبر الحدود المصرية ، ويسجنون اللاجئين السوريين قبل ترحيلهم الى سوريا .
لا رحمة لاي لاجئ في مصر، وفي السودان اللاجئ والمواطن سواسية كأسنان المشط .
اما في دول الخليج المذهبة ، فحرام دخول اللاجئ ، إن كان مسلماً او عربياً او خلافهما .
في سياق مقولة المتنبي ( بضدها تتبين الاشياء ) ، دعني اونسك بحكاية ،سبق ان حكيتها لك يا حبيب من قبل ، واكررها ادناه لأني اعرف ان آفة حارتنا النسيان
تدور احداث الحكاية في مدينة جبل العرب في سوريا .
يحكي انه في سالف العصر والاوان ، كان يحكم سوريا ، من 2 ديسمبر 1951 الي 24 فبراير 1954 ، عسكريأ أنقلابيأ يطلق عليه اسم العقيد اديب الشيشكلي ، قائد الانقلاب العسكري الثالث في سوريا في 19 ديسمبر 1949 .
يتذكر الناس ( مجزرة الشيشكلي ) التي تدعي ان الشيشكلي قتل 600 سورياً درزياً ، اثر احداث جبل العرب في المنطقة الدرزية في سوريا ، لانهم رفضوا تسليمه الرمز الوطني الثوري لتلك المنطقة ( سلطان باشا الاطرش ) ، عم الفنان المشهور فريد الاطرش .
استقال الشيشكلي من منصبه في 25 فبراير عام 1954 ، وفر الي البرازيل ، عن طريق لبنان والسعودية . وهنالك لحق به اعداؤه الدروز يفتشون عنه في غابات البرازيل شجرة شجرة ، حتي عثروا عليه بعد عشرة سنوات من التفتيش المستمر والمستدام . واغتالوه بدم بارد في قرية سيرس بالبرازيل في 9 اكتوبر عام 1964 ،وفروا بعد قتله .
قبرت السلطات البرازلية الشيشكلي في قرية سيرس .
رجع هؤلاء القتلة ، ونبشوا تراب قبر الشيشكلي ، وحملوا بقايا عظام الشيشكلي ، وكل ذرة تراب من تراب القبر .. حقأ لم يتركوا وراءهم ذرة من تراب القبر . حملوا كل ذلك في حقائب مصفحة ، رجعوا بها الي سوريا غانمين فرحين .
ان الله لا يحب الفرحين .
وفي الميدان الرئيسي في مدينة جبل العرب ، اهالوا تراب قبر الشيشكلي ، وبداخله بقايا رفاته علي مصطبة عالية . ومن فوق التراب واسفله وحوله ردموا الحطب المعطون في البنزين شديد الاحتراق .
وقضت النيران علي تراب القبر وبه بقايا عظام الشيشكلي . والقوم يرقصون الدبكة ويغنون حول مصطبة الحريقة ..
ولم يتركوا الرماد لتذروه الرياح !
بل قاموا بنثره علي جميع طرق وميادين بلدة جبل العرب . لتطأه مداسات المارة ، وحوافر السوائم ، وعجلات الحافلات . ويبصق عليه كل غاد ورائح ، ويتبول عليه الرجرجة والرعاع والدهماء .
اذا اوقعك حظك العاثر ، ياهذا ، ووجدت نفسك في مدينة جبل العرب في سوريا ، فثق انك لا محالة تطأ علي شئ من رماد اديب الشيشكلي..
رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنأ وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين ألا تبارأ !

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.