هل تطوى صفحة الخلاف المحتدم بين حميدتي وكباشي بوفاة نجوى عباس

هل تطوى صفحة الخلاف المحتدم بين حميدتي وكباشي بوفاة نجوى عباس مستشارة رئيس مجلس السيادة ؟

يتساءل كثير من المراقبين للشأن السوداني ما اذا كان رحيل نجوي قدح الدم سيؤدي الي طي صفحة الخلاف بين الجنرالين ( حميدتي وكباشي) الذين وصل التلاسن بينهما حدا خرج بِه من اروقة المكاتب المغلقة في القصر الرئاسي وقيادة الجيش ليصبح اتهامات في العلن في وسائل الاعلام وحديث المجالس في العاصمة والولايات، وكانت مصادر مطلعة تحدثت لمونتي كاروو قد كشفت قبل اسابيع ان قائد قوات الدعم السريع قد طلب اعلان الاستاذة نجوي شخصية غير مرغوب فيها وطردها خارج البلاد بعد رفضها اخذ مبلغ مالي من سفارة دولة خليجية بالخرطوم مقابل التعاون معها.

الفريق اول دقلو برر في اجتماع للمكون العسكري بالمجلس السيادي ، طلبه بإبعاد المستشارة في القصر الجمهوري المهندسة نجوى قدح الدم من عملها مع رئيس المجلس السيادي بحجة ان لديها ارتباطات مع دول اجنبية حيث عملت مستشارة للرئيس الاوغندي يوري موسيفيني كما انها لها دور كبير في ترتيب اللقاء التاريخي بين رئيس مجلس السياده البرهان ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو بيوغندا كما انها ممسكة بملف الفرقاء في جنوب السودان وهو ما يشكل خطراً على الدولة وامنها القومي بتواجدها في هذا المستوى حسب “حميدتي” ، الأمر الذي رفضه الكباشي ورد عليه قائلا : ” ما اهو انت لديك ارتباط بالامارات السألك منو” فرد عليه حميدتي مذكراً إياه بضرورة إحترام التراتيبية العسكرية وقال” ارجو يا كباشي تراعي الاقدمية انا فريق اقدم منك” فداعبه الكباشي قائلاً “إنت صدقت ولا شنو” في إشارة لعدم إنتساب الفريق أول حميدتي لأي كلية عسكرية في حياته بعكس كباشي الذي تدرج في الرتب العسكرية من الكلية الحربية والدورات الحتمية حتى كلية القادة والاركان وهو ما تسبب في الغضبة العارمة للنائب الأول على زميله والتعريض به علناً في حوار تلفزيوني تم بثه اول ايام عيد الفطر عندما قال حميدتي ان هناك مسؤولا افقد المجلس العسكري مصداقيته عندما ادلى بتصريحات اكد فيها وجود العباس شقيق الرئيس المخلوع في السجن ثم تبين فيما بعد عدم صحة حديثه والمسؤول الوحيد الذي ادلى بتصريحات متعلقة بهروب العباس شقيق الرئيس المخلوع هو عضو المجلس العسكري انذاك شمس الدين كباشي خلال مؤتمر صحفي بتاريخ 17 ابريل 2019 رغم انه صحح تصريحاته في مؤتمر صحفي اخر واستدرك قائلا (كنا قد أعلنا اعتقال عبد الله والعباس شقيقي الرئيس المخلوع (البشير)،.. لكن المعلومة لم تكن دقيقة: ذاك اليوم تم القبض على عبد الله ‏البشير فقط‎ ).

في ثاني ايام العيد نشرت وكالة السودان للانباء ( سونا) تسجيل فيديو للفريق اول كباشي مخاطبا لقاءا تعبويا في ولاية جنوب كردفان قال فيه ( المحاسبة ستطال كل من شارك في الاحداث مهما كان من وراءه او من يسانده.. لان خطورة الامر حاليا انه صارت للمجرم مؤسسة وقبيله..) في اشارة الى تورط افراد من الدعم السريع في الاحداث الاخيرة بكادقلي لم يكتفي كباشي بتلك التصريحات بل امر قوات من الدعم السريع قدمت من الابيض الى كادقلي بالعودة ادراجها ، ويرى مراقبون ان هذا ياتي كرد مباشر من كباشي علي تعريض حميدتي به في الحوار التلفزيوني بقناة سودانية ٢٤.

رحلت المهندسة نجوى قدح الدم عن الدنيا متأثرة باصبابتها بفيروس كورونا فهل تطوى صفحة الخلاف بين كباشي وحميدتي ؟ ام ان الخلاف ليس مجرد خلاف شخصي بين جنرالين له ابعاد اخرى بصراع يدور في الخفاء متعلق بهيكلة القوات المسلحة والدعم السريع واستحداث قوات جديدة بمسمى الحرس الوطني ؟ هذا ما ستكشفه الايام.

مونتي كاروو