آخر الأخبار
The news is by your side.

هل تدفع اثيوبيا فاتورة دعمها للمشروع الديمقراطي في السودان ؟

هل تدفع اثيوبيا فاتورة دعمها للمشروع الديمقراطي في السودان ؟

تقرير : سامي سمري

يبدو أن ما تشهده الثغور الشرقية هذه الايام يكشف النقاب عن كثير من الإمور المستترة ويرجح ايضا العديد من التكهنات التي كانت مطروحة في الساحة، بخصوص علاقة الشق العسكري مع اثيوبيا.

من المعلوم أن عملية توليف الشراكة القائمة في السودان الآن، هي نتاج الهندسة والتأثير الأثيوبي على طرفي الصراع أبان سقوط النظام البائد، تلك الشراكة التي لطالما أراد العسكر فضها للإنقضاض على السلطة والإستئثار بها وحدهم ، لكن دونما جدوى فقد كانوا يفاجأون عند كل محاولة بمترايس لا طاقة لهم بها ولا سلطان لهم عليها.

وقد استفاد حمدوك من علاقته مع اثيوبيا ووزنها وعلاقاتها في الاتحاد الافريقي في قطع الطريق أكثر من مرة أمامهم وأمام تطلعات المحور الخليجي الذي ما أنفك يحاول اجهاض الثورة منذ أفول نجم النظام البائد.

إنطلاقا من هذا فإن كثير من المتابعون يرون أن إجبار عسكر السودان على تقاسم السطلة مع المدنيين، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في اثيوبيا ، وتسليم حمدوك مذكرة إلى الامم المتحدة بتحويل السودان من البند السابع إلى السادس ثم احداث الفشقة والبيان التهكمي للقوات المسحلة السودانية على الجيش الأثيوبي كلها خيوط يصبح من السذاجة بمكان فصلها عن بعضها البعض.

حقيقة أن استمرار اثيوبيا في دعم الديمقراطية في السودان وإدراك ذلك من قبل عكسر السودان ومحور مصر السعودية الامارت هو سبب العداء العلني والخفي لهذه الدول وهذه حقيقة لا يمكن غض البصر عنها البتة ، وبمعنى أخر فإن اثيوبيا تدفع ثمن وقوفها مع الشعب السوداني.

تشمير الايادي للحرب والتهكم على دولة جارة مرتطبة ديموغرافيا مع السودان أمر لن يجد أي سند شعبي في تقدير كثير من المراقبين، الذين اعتبروا بدورهم أن قضية مثل قضايا الانفلاتات الامنية المتكررة يمكن معالجتها بعيدا عن التراجيديا التي تحصل الأن؛ سيما وأن للسودان تجارب رائعة في المجال، فقد كان من الممكن طرح انشاء قوة مشتركة من الدولتين الشقيقتين وبمبادرة من الحكومة السودانية مثلما تم في قضية الحدود التشادية السودانية التي أصعب واكثر تعقيدا.

لكن القضية ليست ارض كما يرى البعض فالفشقة معروفة انها ارض سودانية واثيوبيا تعترف بسودانيتها، ومن قاموا بالهجوم هم مليشيات خارجون على الحكومة الاثيوبية وهي جاهزة للتعاون في حسمهم وحل القضية حسب اقوالها المتكررة.

  فهل قيادة الجيش السوداني تريد حل الأمر أم تريد أن تجعل اثيوبيا تدفع ثمن دعمها للثورة السودانية ومشروع الديمقراطية .. وهذا ما يبدو إلى الأن.

دولة مثل اثيوبيا دولة لها عراقتها وتاريخها وخبرتها في احتواء مثل هذه الأحداث، وماهي إلا أيام وستحسم هذه القضية ودون أي حرب فعلية أو اعلامية، بل عبر القنوات الدبلوماسية.

حنكة ابي أحمد المعروفة واحترام الشعبين له سيعريان عسكر السودان أكثر فأكثر وسيظهران، أن القوات السودانية ضلت طريقها إلى حلايب وشلاتين ضلالا متعمدا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.