آخر الأخبار
The news is by your side.

سجن كوبر دار الازلال ولكن … (1) بقلم: محمد هاشم علي /المحامي

سجن كوبر دار الازلال ولكن … (1) بقلم: محمد هاشم علي /المحامي

“المحكوم بالإعدام اثر احداث امدرمان (عملية الزراع الطويل ٢٠٠٨م”
وبتاريخ ٢١/٥/٢٠٠٨م عند الساعة الخامسة والربع تقريبا وبعد تسعه ايّام من عملية الزراع الطويل وبعد المعركة وبطريق التجسس والتخابر تم اسري ومع شخص اخر ( وسوف نسردها في مقالات لاحقا ً عن عملية الزراع الطويل خبايا واسرار دخول امدرمان …) وبعد الاستجوابات والتحريات في جهاز الامن تم ترحيلنا الي سجن كوبر وفي كوبر تم استقبالنا امام البوابة الشرقية للسجن القومي كوبر بالاصطفاف العسكر في الصفوف وفي أيديهم سياط وخراطيش ومضارب كهربائيه وهم مجموعة كبيرة من السجانين وعساكر الامن وعلي رأسهم مدير السجن القومي وغيرهم من الضباط وضباط الصف وجنود … ،وعندما تم إنزالنا من العربات وعلي اعيننا أربطة ورافعين أيدينا علي اكتاف بعضنا البعض..؛ وفي أرجلنا الأغلال والسلاسل والقيود …! وأشكالنا في هيئة العبودية والاستبعاد مثل ايّام القرون الأولي وأيام الاستعمار الانجليزي وغيرها، وكاننا في سوق النخاسة او سوق الرق والعبيد …
وتم اجلاسنا في شكل صفوف خمسة في كل صف ووقف أمامنا مدير السجن ومعه العقيد وقال لنا كل واحد يفتح عيونه ويفك الرباط وتحدث وقال اَي زول عندو اَي حاجة في جيبوا يسلمنا ليها عندك ساعة ولا قروش ولا اَي حاجة هنا كوبر وعشان تعرفونا كويس ولازم تتذكروا اليوم دا وللأبد لازم نعمل ليكم صنفرة كويس ….؟وفجأة انهالوا علينا بالضرب بالسياط من كل الاتجاهات وفي تلك اللحظة وأتذكر عدد من أفراد جهاز الامن واعرفهم جميعا وأتذكرهم وكانوا يسئون إلينا بالاستفزازات العنصرية والألفاظ النابئة ويقولون (يا غرابة ي عبيد عاوزين تحكموا….؟) وغيرها من الألفاظ وأثناء الضرب فقد عدد منا الوعي وأغمي على عدد كبير منا بسبب الجوع والتجويع المتعمد …!!
” قبل وصولنا الي كوبر كنا في معتقلات جهاز الامن السياسي في موقف شندي ….!!!؟وهناك احاديث وحكاوي واسرار عن دور وطرق التعذيب الممنهج والمنظم وفي ذلك المكان رحل عدد من الرفاق الأبطال …(نترحم علي الاخوة والزملاء الذين رحلوا بسبب التعذيب المميت بالضرب والتجويع واستخدام سياسة العطش وغيرها… وفي هذا لا نتذكر ولا نعرف كم أمضينا من الايام في ذلك المكان وبسبب التعذيب المستمر ليلا علي نهار والتعذيب والتحقيق كان بقيادة مدير جهاز الامن صلاح قوش ونائبه محمد عطاء وغيرهم من الضباط …
كوبر السجن تلك المدينة الظالمة وسكانها مظاليم ومنبوذون ومقهورين وأغلبيتهم من ابناء الهامش ، وفي ليلتنا الاولى وبعد استقبالنا بالسياط تم الزج بِنَا في زنازين ضيقة سعة كل زنزانة مترين في متر ونصف وفي كل زنزانة  عدد تسعه الي عشرة أشخاص وفي تلك الايام تم اعتقال عدد كبير من ابناء غرب السودان الطلاب والموظفون والتجار واي شخص ينتمي الي غرب السودان يتم اعتقالهم بسبب سحناتهم ولونهم وانتمائهم فقط الي غرب السودان ولا غيره وتم جمع كل الأشخاص المختلين والمعاقين عقلينا المتواجدين في شوارع الخرطوم وتم زجهم معنا في الزنازين وأتذكر في تلك الليلة ونحن في احلك الظروف ونعاني من الجوع والعطش وجدنا بقايا( جراية) .. (والجراية عبارة عن رغيفة يصنع من دقيق الذرة عرفنا عن اسمه لاحقاً) عند زاوية الزنزانة قرقشنا الجراية وتقاسمنا مع بعض اجزاء صغيرة وبعد منتصف الليل وصل السجان وفي يده خرطوش موية وقال كل واحديمسك الخرطوش ويشرب لانو تاني مافي شراب موية الا يوم بكرة ..
هكذا كان حالنا في تلك الايام الاولي في السجن(كوبر) …
وفي نفس السجن تم استقبال المدعو عمر البشير المتهم بارتكابه جرائم إبادة جماعية استقبال الفاتحين المنتصرين…!!!! و بالرغم ارتكابه جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وغيرها من الجرائم الجسيمة ضد الأبرياء في دارفور وجبال النوبة وغيرها من المناطق الهامش ادارة السجن القومي تعاملت معه وسهلت له كل سبل الراحة والتعاون …
ولابد من تسليمة الي المحكمة الجنائية الدولية Icc لكي يكون عبره وعظة لغيرة من الطغاة…
ولابد من أنصاف الضحايا واهلهم وذويهم وتطبيق العدالة وتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب ….
والعدالة لا تتجزاء…؟ الجرائم التي ارتكبها البشير ونظامه لا تسقط بالتقادم إطلاقاً …
نعم تمت احالة قضية دارفور الي المحكمة الجنائية الدولية عن طريق القرار /1593 من قبل مجلس الامن وتم تكوين لجنة تحقيق دولية برئاسة القاضي أنطونيوا كازيسزي وتوصل اللجنة الي نتاج بارتكاب نظام الخرطوم جرائم في حق المواطنين في دارفور وضد قبائل بعينها ومجموعات معينة .

نواصل ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.