آخر الأخبار
The news is by your side.

هل يستطيع بوتين رسم خارطة سياسية جديدة للاتحاد الأوروبي

هل يستطيع بوتين رسم خارطة سياسية جديدة لدول الاتحاد الأوروبي.

تقرير : عبدالقادر جاز

توسع دائرة الحرب الروسية الأوكرانية، وتكتيكات بوتين في إقحام العالم الإسلامي في الحرب عبر سياسة الالتفاف الأيديلوجي الموجه، هل يعني ذلك بأن بوتين فقد الثقة في الليبراليين والكنيسة نتيجة لمراوغة أمريكا وحلفائها ؟ أم شعوره بأن العالم الإسلامي أكثر التزاما بمشروع السلام العالمي؟ ما الذي يمكن أن نتوقعه في ظل اتجاه روسيا للتقارب مع الإسلام السياسي الذي حاربته الإمبراطورية الروسية عشرات السنين على مستوى اليابسة… هل بالإمكان أن يعود الإسلاميون للواجهة الأوروبية كما حدث قبل قرون خلت عبر تركيا للواجهة وعبر مشروع بوتين الجديد وكحليف استراتيجي؟
علاقات المصالح:
أكد د.نجم الدين السنوسي الأستاذ المشارك بكلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الأزهري أن العلاقة ما بين روسيا والعالم الإسلامي تقوم على مبدأ المصالح بعيداً عن الثقة، معتبراً أن العلاقة تتجزأ وتختلف من دولة إلى أخرى على سيبل المثال: علاقة روسيا مع إيران وسوريا تختلف عن علاقتها مع دول الخليج العربي، لكل دولة سياستها المختلفة، مبيناً أن بعض الدول مازالت تنظر للغرب وأمريكا كحلفاء لها بالرغم من الخلافات في بعض القضايا، وأقر بأن روسيا غير ملتزمة بقضايا السلام العالمي والدليل على ذلك تدخلها في أوكرانيا وجورجيا وسوريا ودعمها لأنظمة الاستبداد في المنطقة، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن روسيا لا تتعامل مع العالم الإسلامي ككيان استراتيجي موحد.
سياسية الدفاع عن المصالح:
وأضاف بالقول إن روسيا لا تتقارب مع الإسلام السياسي بقدر ما تتعامل مع الأنظمة الداعمة لها، فالنظام بالسودان ليس إسلامي بقدر ماهو عسكري يدعم مصالحها في أفريقيا، وأكد أن دعم الروس لإيران نتيجة لعدائها مع الغرب فهي لا تعترف بنظام طالبان رغم أنه إسلامي. فروسيا تبني سياستها وفقاً لمصلحتها الذاتية القائمة على الدفاع عن المصالح.
عدم إدارة التنوع :
أوضح نجم الدين أن الإسلاميين كمجموعات سياسية ليس لديهم القدرة على البروز في الواجهة في أوروبا أو في دولهم نتيجة لسياساتهم في عزل بقية المجتمعات، وعدم إدارة التنوع والاعتراف بالآخر، مضيفاً بأن الإسلاميين يعيشون داخل الدول الأوروبية في إطار علماني وليس ديني، مؤكداً أن ذلك سيشكل لهم عقبة حال حاولوا التحول لمجتمع ديني.
توسيع دائرة التحالف :
قال نجم الدين إن العلاقة ما بين روسيا والغرب تكاد تكون ودية بقدر ما كانت قائمة على الندية وصراع المصالح ومرتبطة بالأبعاد الأمنية والتوسع لحلف النيتو في الحدود الروسية، لافتاً إلى أن هذا ما جعل روسيا تتخذ سياسات هجومية للحد من هذا التوسع، موضحاً أن تركيا من دول النيتو المتحالفة مع الغرب بالرغم من عدم دمجها في الاتحاد الأوروبي، مرجحاً أن علاقة تركيا الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية أقوى مع أمريكا والدول الغربية، من الصعوبة بمكان أن تكون تركيا حليفاً استراتيجياً لروسيا فعلاقة روسيا مع الصين أقوى، وتصنف في إطار العلاقات الاستراتيجية.
توليفة الصفقة الرابحة :
قال الأستاذ فؤاد إبراهيم شوشه باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن بوتين ربما فقد الثقة في الليبرالية الغربية بشكل عام، مؤكداً بأن بوتين لم يتبق له أي طرف يتوكأ عليه، ولفت إلى أن بوتين ظل يخطب ود الشيوعيين المتأسفين على ضياع مجد الحقبة الشيوعية، وكرر في أكثر من مناسبة أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان الحدث الأكثر تأثيراً في حياته، مؤكداً أن علاقته مع الكنسية أصبحت أقوى من أي وقت مضى بصورة مختلفة، وأضاف أن بوتين لجأ للكنيسة لإعطائه الشرعية لغزو أوكرانيا الذي تسميه السلطات الروسية بالعملية العسكرية الخاصة، قائلاً إذا نظرنا للمسيحية الأرثوذكسية كل منهما على فضائه، ويتركز الفضاء الرمزي الروحي في حالة الكنسية، والفضاء السياسي في حالة بوتين، أعتبرهم بهذه الوضعية قد تشاركا في العداء تجاه جميع صور التبشير الديني غير المقننة والرسمية التي مثلث تهديداً للهيمنة الرمزية للكنيسة على حياة المسيحيين الروس الاجتماعية لصالح قبضة الدولة السياسية والأمنية، وأوضح أن روسيا خسرت بسقوط الاتحاد السوفيتي نتيجة لعدم امتلاكها أيديولوجيا قوية تُوحِّد مواطنيها في الداخل وتُبشِّر بها في الخارج، مبيناً أن الحل يتمثل في توليفة تجمع بين القومية الروسية والمسيحية الأرثوذكسية تحت رعاية الدولة والكنيسة، من أجل الوصول إلى أيديولوجيا قوية مُوحِّدة، قابلة للإخضاع والسيطرة، ووصفها بأنها صفقة ذكية ورابحة للطرفين.
صورة مربكة :
أكد فؤاد بأن الإسلاميين بالأساس موجودون في الواجهة الأوروبية بطريقة أو بأخرى، مشيراً إلى أنهم ينشطون في الظلام، ويختفون عندما يحسون بقدوم الخطر، وأضاف بقوله إن الغرب بدأ مؤخراً يتعامل مع الجماعات الإسلاموية المتمثلة بجماعات ذات أفكار متطرفة بمرونة وحذر أكثر من أي وقت مضى، وقد أظهر ذلك صورة مربكة لمستقبل الأمن باختفاء البعض وراء المنظمات الإسلامية للتوسع بشكل كبير في الاستثمارات والترويج لأيديلوجيتها عبر وسائل الإعلام وسياسة صناعة القرار، وأشار إلى أن بريطانيا بدأت تتخوف من تلك المنظمات بالرغم من وضعها القانوني أن تتحول إلى أنشطة سرية لتهديد أمنها.
قدم المصالح:
أقر فؤاد بأن تركيا دائماً ما تمسك العصا من المنتصف، فيما يخص سياساتها الخارجية، منذ أن أعلن الرئيس أردوغان عن سياسة (صفر مشاكل)، منوها أن تركيا تحاول إقامة معادلة توازن في علاقاتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة بحيث تراعي الحفاظ على سيادتها ومصالحها لمواجهة التهديدات التي تتربص بها، دون مواجهة مع قوى كبيرة، مستطرداً بقوله إن تركيا تضع قدمها حيثما وجدت مصالحها، دون أية فاعلية مع قرارت خلف شمال الأطلسي تجاه روسيا بالرغم من أنها مشاركة بقوة عسكرية تعد ثاني أكبر دولة مشاركة في الحلف.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.