آخر الأخبار
The news is by your side.

«قوندو ساكت»: الوتر الحساس الذي لمسه جون فروغ في الجنوبيين

«قوندو ساكت»: الوتر الحساس الذي لمسه جون فروغ في الجنوبيين

كتب: قور مشوب

بمزيجٍ من الجدية، السخرية، عدم الفهم، والحيرة، إستقبل الكثيرون، في جنوب السودان، أغنية «قوندو ساكت» للمُغني «جون فروغ» . هذا، كان بمثابة الدافع، بالنسبة لكثيرون، للإسراع في تحميل الأغنية، الإستماع إليها، وتكررت طلبات الإستماع إليها عبر الإذاعات، كثيراً.
بعد أيام، كان الوضع قد إنقلب رأساً على عقب، إذ لم تعد جوبا – قبل وبعد الأغنية – هي ذاتها.

***
كان لافتاً، التفاعل الكبير مع الأغنية. فقط، يكفي الإشارة إلى أنها، لاقت إهتماماً يفوق أغانٍ

قديمة تفوقها شهرةً، مثل: «ويلي لسيلفر إكس»، «الإحتفال لإيمانويل كيمبي»، «موسم

السلام لدبليو جي»، «كبو جوا لمادونيتا»، و«أنا قاعد لكريزي فوكس».

مع ذلك، فإن الإنتشار الحقيقي والأكبر للأغنية، كان على مواقع التواصل الإجتماعي، فبينما وصلت المشاهدات على اليوتيوب إلى 4549، فقد أنشئت صفحات، مجموعات، حسابات جديدة، وتحدي باسم #تحدي_قوندو_ساكت . أما على الإذاعات، فقد وصلت إلى المرتبة الأولى، في قائمة أكثر 10 أغانٍ طلباً، في إذاعة «سيتي إف أم».

كان لافتاً أكثر، تحدي «قوندو ساكت»، إذ أسهم في إنتشار الأغنية أكثر. هذا التحدي، يبدأ بسرد قصة، موقف طريف، الرقص على أنغام الأغنية، السخرية من حدثٍ ما، الترويج لشيء، التعبير عن شعورٍ ما، ومن ثم نشر كل ذلك تحت الهاشتاق.

اليوم، وبعد فترةً طويلة على إنطلاق التحدي، يبدو كبيراً عدد الذين شاركوا فيه، إذ لم ينحصر على فئة معينة فحسب، حيث شارك فيه الجميع: شباب وشابات، صغار وكبار، كافة أطياف المجتمع، ومن داخل وخارج جنوب السودان.

***
إلى ماذا تهدف الأغنية؟ كان هذا السؤال، واحداً من المواضيع التي قتلت بحثاُ، من أجل محاولة الإجابة عنه، في الفترة الماضية. قبل كل شيء، سيكون من الرائع التعريف بما تعنيه «قوندو ساكت»، قبل الغوص في الرسائل التي أراد فروغ إرسالها، بالأغنية.

عصف ذهني كبير، أن تحاول الوصول إلى المعنى الحقيقي والدقيق لـ«قوندو ساكت»، فهي تحتمل التأويل، بسبب أنه ليس لها معنى محدد، وعدم إرتباطها بسياق محدد يمكن أن تأتي فيه، فهي تعني أحمق، غبي، شخص غير مسؤول، أولويات غير مرتبة، ..إلخ.

لكن، الحقيقة التي لا يمكن تفاديها، أنها قد لمست الأوتار الحساسة للجنوبيين: متلازمة الإستعراض، الغرور، السمعة الخادعة، وغيرها. لذا، لم يكن مفاجئاً، أنها قد وقفت على جميع القضايا الإجتماعية المعاصرة، في جنوب السودان.

في الأغنية، حاول فروغ، الإشارة إلى قضايا الإستغلال السيء للنفوذ، حب السلطة، القبلية، الفساد، تردي البيئة التعليمية، الإقتصاد، الكذب، الغرور، عدم المسؤولية، كافة القضايا الإجتماعية، الحرب، السرقة، زواج القاصرات، عمالة الأطفال، المحسوبية، التبذير، والغباء، وغيرها.
كل هذا، حاول جون فروغ معالجته في الأغنية، بالإشارة إليه.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.