آخر الأخبار
The news is by your side.

السلاح الأبيض “السكاكين” مهدد لبراءة الأطفال

السلاح الأبيض “السكاكين” مهدد لبراءة الأطفال

الفاشر .. تقرير: سلافة محمد احمد

بدأت ثقافة حمل السلاح الأبيض “السكين” من قبل الأطفال وارتكاب جرائم القتل في تمدد مستمر خصوصا بولاية شمال دارفور جعلت الأسرة في قلق متزايد إزاء هذه المسألة لاسيما عند خروج الأطفال من المنازل بغض النظر من أجل ماذا.

أميرة إبراهيم الاختصاصي النفسي بوزارة الصحة عزت سلوك حمل الأطفال للسكين للظواهر الاجتماعية السالبة من تشرد وتفكك أسري، بجانب الضغوطات الاقتصادية ،والتطور التكنولوجي السريع. وأكدت أن ظاهرة حمل السكاكين وارتكاب جرائم القتل اعتلال في الصحة النفسية.

وقالت: ” إن من الطبيعي أن تظهر علامات كثيرة تدل على هذا الاعتلال منها ظاهرة العنف المفرط لدى الأطفال يدفعهم إلى رتكاب الجرائم جراء هذه الانفعالات.

واستعرضت الحلول المناسبة لمحاربة هذه الظواهر التي باتت تشكل خطرا على المجتمع خاصة على شريحة الأطفال، وشددت على إجراء دراسة مسحية تتضمن عينة عشوائية من المجتمع تتناول محاور كثيرة تخضع للرصد والتحليل لتخرج بنتائج علمية، بجانب دراسة سلوك عينة من مرتكبي هذه الجرائم ومقارنة النتائج ومن ثم العمل بعد ذلك على معالجة جذور المشكلة ،وتحمل المسؤولية الكاملة من قبل المختصين النفسيين والاجتماعيين والتربويين ورجال الدين والأسر وأولياء الأمور.

وأمنت على تفعيل دور التوعية والتثقيف عبر الوسائل الإعلامية من خلال تناول هذه القضية من جميع المحاور.

وأضافت بأن هناك إهمال لدور الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين وأن أدوارهم اقتصرت في المؤسسات دون وجود يذكر وأضافت في هذا الصدد بقولها :”إذا لم ينفض الغبار من هذه الجهة ،ويتبعها زيادة وعي الأسر والمجتمع وتضافر جهود الحكومة والمجتمع لن يتحقق معالجة هذه الظواهر خاصة إذا نظرنا إلى التغيير الفكري الممنهج الممارس ضد أطفالنا من خلال وسائل التكنولوجيا واستهداف القيم في نفوس الصغار”.

وأكدت أن معالجة مثل هذه الظواهر يتم أيضا بتكامل الأدوار من قبل السلطات وفعاليات المجتمع عبر الآليات المختلفة و منابر الإعلام باعتبارها وسيلة للتخاطب والتواصل بين المجتمعات،متمنية أن تكون الثقافة والإعلام منبر يصحح مسار المجتمع والشمعة التي تنير الطرق المظلمة للخروج لبر الأمان.

مدير شرطة محلية الفاشر العميد شرطة ياسر أدم أبكر قال : “إن ظاهرة حمل السلاح الأبيض لدى الأطفال شكل هاجسا كبيرا للشرطة حيث دونت في الشهر الماضي خمسة حوادث قتل بالسكين ،مما دفع الحكومة إلى وضع تدابير وقاية لمنع وقوع الجريمة في إشارة إلى أمر الولاية الأخير القاضي بمنع حمل السلاح الأبيض للأشخاص دون سن الأربعين لتلافي الأثار الوخيمة.وأشار ياسر إلى أن التطبيق سيكون بمداخل الأسواق والمدارس بالتعاون مع المجالس التربوية والمعلمين للحد من انتشار السلاح الأبيض لدون سن الأربعين.

وأضاف أن الشرطة حتى الآن لم تنفذ أي حملة بشأن قرار الوالي بمنع السلاح الأبيض معزيا ذلك إلى أن القرار لم يأخذ بعده الإعلامي بتوعية الفئات المستهدفة بعدم حمل السلاح الأبيض.

فيما قال الناشط الاجتماعي محمد الفاتح”سنفور” :” إن الذي يحدث الآن من حمل السلاح من قبل الأطفال ظاهرة غريبة وغالبا ما تستخدم هذه السكاكين في أغرض السطو والمشاجرات التي تنتهي لاحقا بقتل الأخر من الأطفال المراهقين”.

واعتبر أن بيئة الحروبات بشكل عام تنتج في الأخر إنسانا غير سوي بشكل عام ، وقال:” إن هؤلاء الأطفال نلاحظ أنهم وُلدوا في عمق فترة الحرب ألقت بظلالها سالبة على الأطفال”.

وقال: إن هؤلاء الأطفال كان في السابق إذا عرض عليهم الألعاب المختلفة نجدهم يميلون إلى اختيار المسدس نسبة للوضع الراهن والظروف التي مرت بها البلاد من ويلات الحرب مما أثر سلبا على سلوك هؤلاء الأطفال وهذه الجرائم بمنزلة ردود الأفعال لتلك السلوك .

وأضاف بأن الحرب قد أثرت على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية معزيا ذلك لغياب الدولة ومؤسساتها بمفهومها الواسع وغياب دورها الحقيقي المتمثل في التعليم الذي يساهم في زيادة الوعي وقال: “إن المناهج لا تتناول الموضوعات الحية التي تغيير من مفاهيم المجتمع خاصة و أن هؤلاء هم جيل ضحية للحروبات .

فالتعليم عجز عن بث الوعي وفتح المدارك لمعاني مختلفة عن الحياة التي نعيشها بصورة عامة ، كما أن التوقف المتكرر للدراسة شجع في عدم مواصلة الدراسة للكثير من هؤلاء الأطفال فأصبحوا بلا هدف.

و من الناحية الاجتماعية قال” إن الحرب خلفت أجيالا رضعت من ثدي العنف في المنزل،والشارع، والمدرسة ، ومع تفكيك النسيج الاجتماعي الذي ازدادت فيه الهوة بين هؤلاء المراهقين وبقية المجتمع فأضحى الأب بعيدا عن ابنه والأم لا تمتلك سوى الدعاء لأبنائها مع الغياب التام لدور الخال والعم والعمة والخالة والأخوة والأخوات ، وكذلك انتشار المخدرات والترويج لها أصبح شيئا عاديا فأصبح المراهقون يتعاطونها وهم في وقت مبكر جدا من أعمارهم ، فهذه الحبوب المخدرة (الخرشة) سبب من أسباب حمل السكين وارتكاب الجرائم.

ومن الناحية الاقتصادية نجد هؤلاء الأطفال موجودون في سوق العمل بنسبة كبيرة ،فهم يعملون في الأسواق نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية لتلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم ، فبيئة السوق مليئة بالسلوكيات المتقلبة .

وطالب الفاتح السلطات بضرورة فتح منابر للتوعية بمخاطر هذه الظواهر ومعالجة الأسباب التي لها علاقة بجذور المشاكل كحلول عاجلة متمنيا أن تخصص حلقات على أثير إذاعة الفاشر والوسائط الإعلامية الأخرى للحديث عن أوضاع هؤلاء الشباب وتوعيتهم بمخاطر العنف بشكل عام وإقامة الفعاليات الثقافية المختلفة لملء فراغ هؤلاء الفئة والترويح عن أنفسهم وتوعية بعضهم البعض بالمخاطر التي تحيط بهم مع تفعيل البرامج الصباحية في المدارس وتكون موجه بخطوط واضحة لمعالجة مثل هذه الظواهر.

وبالإضافة للحلول الأمنية من تنفيذ حملات مصادرة السلاح الأبيض “السكين” من هؤلاء ومنعهم من حمله. ووجه مناشدة للأسر بأن تعي وتهتم بأبنائها من أجل محاربة الجريمة.

وتبدو ظاهرة حمل “السكين” لدى الأطفال قضية كبيرة تحتاج لوقفة كبيرة من المجتمع والجهات الرسمية لردع هذه السلوكيات الدخيلة بالطرق الممكنة والعمل على إصدار قوانين تمنع بيع السكاكين للأطفال لخلق جيل مسالم ومتصالح مع نفسه.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.