آخر الأخبار
The news is by your side.

هل يمكن للإنسان أن يحيا بدون دين؟!… بقلم: ولاء أمين

هل يمكن للإنسان أن يحيا بدون دين؟!… بقلم: ولاء أمين

نعم، ولكن سيصل إلى نتيجة حتمية وهي عبادة المادة…عبادة المادة تعني العيش في إطار الجسد، وذلك يعني انفصال الإنسان عن دوره الاجتماعي ومهمته الآدمية بصفته مخلوق مكرم ليصبح المبدأ المادي الذي يحكمه مبدأ سعادة كمي، السعادة الكمية تعني إرضاء أكبر قدر ممكن من الرغبات لأكبر عدد من الناس، فكلما زادت الممتلكات المادية زادت السعادة الكمية.

الإنسان هنا ينعزل عن وجوده الإنساني ويعيش في إطار الجسد ورغبات النفس بحثاً عن المتعة التي لا علاقة لها بالمبادئ ولا بالقيم. المجتمع بجميع مكوناته (أسرة، مؤسسات، علاقات اجتماعية…) بالنسبة لإنسان المادة المتمركز حول ذاته غير مهم، ومثل هذا الفرد المكتفي بذاته لا يمكن أن يقبل مؤسسات المجتمع، فهي مؤسسات تلقي على كاهله مسؤوليات اجتماعية شتى، وتفرض عليه حدوداً وقيوداً عليه أن يقبل بها وهو من الصعب أن يفعل ذلك…فهو يعيش لنفسه ولمتعته وفائدته ولذته، ولهذا تضمر مؤسسات المجتمع تماماً ويزداد العزوف عن المشاركة الاجتماعية، مع زيادة الشعور بأن المشاركة الاجتماعية عبء لا يطاق ومسؤولية فوق طاقة البشر…ويبرر تخاذله عن القيام بدوره ومهمته فيقول “لست نبي” ويستمر عيشه في حلقة مفرغة من الاستهلاك والسعار المادي.

ولذلك جاء الدين، لينقذ الإنسان من نفسه…والدين هنا هو الإسلام انطلاقاً من قوله تعالى “إِنَّ ٱلدِّینَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَام”، الدين الإسلامي…ينقذ الإنسان لأنه يشبه فشأنه شأن الإنسان له روح وجسد، روح متملثة في غيب وقيم روحية كفيلة بخلق حالة توزان بين جميع مكونات الإنسان فتخلق بذلك إشعاع الروح الذي بدوره يخلق إشعاع العقل والتعطش للفهم والإرادة للعمل…وجسد متمثل في حركة اجتماعية وسياسية، حركة تجلي إشعاع العقل وانتشار الفهم والوعي بحقيقة الحياة وكيفية العيش فيها.

من هنا ندرك بأن الدين ليس مجرد دين تعبدي يلجأ إليه الفرد لتسكن به نفسه ويملئ فراغ قلبه، إنما طريقة تحقيق الذات نفسها في الوجود، بحيث يوجد المسلم في الدين وجوده في العالم ويدرك دوره الحياة…ليس هذا فحسب، بل يدرك دوره ويخلق مجتمعه ومؤسساته.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.