آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق  … بقلم: صلاح الدين عووضة  .. الأخير !!

بالمنطق  … بقلم: صلاح الدين عووضة  .. الأخير !!

كما العشاء الأخير..
وهو المائدة التي أنزلها الله من السماء على الحواريين بعد غلبة خيالهم على ذكائهم..
فقد تقاصر ذكاؤهم عن بلوغ تمام الإيمان بالله..
فطالبوا المسيح – عليه السلام – بأن يدعوا ربه لينزل عليهم طعاماً يزيل شكوكهم..
ولذلك توعد الله الكافرين منهم – بعد هذا – بعذاب أليم..
فليس بعد تحقق الخيال – مع قصور الذكاء – شيء يمكن أن يُسعف صاحبه..
فهو قد خُتم على قلبه – وعقله – معاً..
والخيال المقصود هنا هو الذي تصاحبه بصيرةٌ يُعبر عنها فلسفياً بمفردة (Intuition)..
وقال أينشتاين إنه ما من عبقرية مع ذكاء وغياب خيال..
بمعنى إن المرء مهما بلغ ذكاؤه لا يمكن أن يبلغ مستوى العبقرية بلا خيال..
وهذا يفسر سبب تفوقه على من يفوقونه ذكاء..
ومذيعة قناة (الحدث) – الراحلة – نجوى قاسم جمعت بين الذكاء والخيال معاً..
وبالخيال هذا ألمحت إلى ظهورها (الأخير) عبر الشاشة..
وتفوهت بعبارة (الواحد يكون قاعد بتكلم معاك هلاَّ وبعد شوية ما في… مات)..
وبعد شوية كانت هي نفسها ما في…ماتت..
والخيال هذا – مع الذكاء – هو الذي أنتج لنا فيلم (The last destination)..
أي المصير الأخير ؛ والذي نال شهرة عالمية مدوية..
وتتلخص قصته في شاب ذي (بصيرة خيالية) كان في رحلة دراسية مع رفقائه..
وبخياله هذا استبصر سقوط الطائرة قبل إقلاعها بدقائق..
ولكن بما إنه – ومن تبعه من زملائه – كان (يجب) أن يموتوا فإن الموت يُلاحقهم..
فحتمية الموت لا تعرف التحايل عليه بالخيال الحدسي..
ووزير العدل ربما أنقذته بصيرة خيالية مشابهة من الموت في طائرة الجنينة..
فهو تخلف من الصعود إليها في اللحظة (الأخيرة)..
فهل ننصحه بالتنبه لحتمية الموت – كما في الفيلم هذا – سيما مع شائعات استهدافه؟..
لا قطعاً ؛ ولكن ندعوه إلى التنبه في سياق الاستهداف العام..
استهداف الثورة – وحكومتها – من تلقاء الذين صعب عليهم ضياع السلطة والثروة..
فمن ظل يرضع من ثديهما سنين عددا يعز عليه الفطام..
فلما فشلت حيلتهم الأثيرة – بادعاء الغيرة على الدين – لجأوا لطرائق أخرى..
ومنها طعن الثورة عبر خاصرتي الاقتصاد…والأمن..
وتساعدها حكومة الثورة هذه بافتقارها إلى بصيرة الخيال ؛ وإن توافر لديها الذكاء..
فهي تعجز عن رؤية مكامن مصرعها…ومصرع ثورتها..
وتتغافل عن المكامن (القريبة) هذه…وتتغابى…وتتباطأ ؛ وتمد بصرها (بعيداً)..
وحتى موازنتها جعلت عصبها وعظمها ولحمها هذا البعيد..
لتُثبت بذلك – وعلى رأسها وزير ماليتها – أنها أبعد ما تكون عن الخيال المستبصر..
ولا تدرك أن أي يوم يمر عليها – وعلينا – قد يكون (الأخير)..
ثم لا حتى عشاء يصاحبه لمن ارتجى (برهاناً) من حكومة حمدوك…و برهان..
برهان نجاح الذكاء…بدعمٍ من خيال الحدس..
وربما تنطبق عليها – قريباً – مقولة (كانت قاعدة تتكلم هلاَّ…وبعد شوية ما في)..
ماتــــــــــــــــــــــــــت !!.

 

 

الانتباهة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.