آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير … بقلم: د. زهير السراج  ..  دروس الزحف الأغبر !

مناظير … بقلم: د. زهير السراج  ..  دروس الزحف الأغبر !

* رغم الحرية المطلقة التي اُتيحت لهم للتعبير عن رأيهم والتظاهر ضد حكومة الثورة واستخدام مكبرات الصوت وانفاق الاموال الضخمة في ترحيل ورشوة المتظاهرين، فشل تجار الدين وكتائب الظل وانصار النظام البائد في زحفهم الاغبر ولم يتمكنوا إلا من حشد بضع مئات مدفوعي القيمة يقودهم بضع عشرات من المهووسين وطالبي السلطة الذين لم تكفهم ثلاثون عاما كاملة قضوها في المتاجرة بالدين ونهب مواد البلاد وتدميرها وقتل وترويع المواطنين، والتسول في بلاط السلاطين وتمريغ سمعة البلاد في التراب، لإشباع نهمهم وشهواتهم وانانيتهم فخرجوا يمارسون مرة اخرى المتاجرة بالدين المفترى عليه ورفع شعارات دينية يعتقدون انهم سيخدعون بها الناس!

* ولكن هيهات هيهات ..فلقد أعطتهم جماهير الشعب السوداني درسا بليغا بتجاهلها لهم والسخرية منهم في البيوت والمنتديات والاسواق والمقاهي ووسائط التواصل الاجتماعي، وأثبتت لهم قلة عقولهم وسذاجة طرحهم واشتداد غبائهم وافتقادهم لأي نوع من التأييد بين الجماهير إلا من قلة ضئيلة من المهووسين والمخدوعين والمرتشين لم يتعدوا بضع مئات يتقدمهم بعض القتلة والسفاحين ولصوص النظام البائد الذين تنتظرهم لجان التحقيق والمحاكم لتكشف عن جرائمهم ومفاسدهم، وتعاقبهم على ما ارتكبوه في حق الوطن والمواطنين من جرائم ومآسي ومخازي وفضائح!

* كما اعطتهم حكومة الثورة درسا مماثلا لا يقل بلاغة عن الدرس الذي اعطاهم له الشعب، وذلك بالتعامل الحضاري مع مسيرتهم المتواضعة، ففتحت لهم كل الشوارع والساحات حتى وصلوا الى القصر الرئاسي بدون ان يعترض رجل شرطة واحد سيرهم او يقف حائلا دون افعالهم وتهديداتهم واقوالهم الخارجة عن اطار القانون ، بل كانت الشرطة تحرسهم وتؤمّن سيرهم، وهو ما لم تحظَ به حتى مسيرات وتظاهرات جماهير الثورة ووقفاتها الاحتجاجية بعد سقوط نظامهم البائد وظلت تُواجَه بالهراوات وقنابل الغاز .. بينما كانت تُواجَه بالرصاص الحي والقتل والحرق والترويع طيلة سنوات حكمهم البغيضة وبلغ عدد ضحاياهم عشرات الآلاف في دارفور وكردفان وبورتسودان وكجبار والعيلفون والخرطوم ومدن السودان الأخرى وربوعه، ولقد اعترف المخلوع نفسه على الملأ بقتل عشرة آلاف مواطن في دارفور وحدها، طالبا المغفرة والسماح !

* اثبتت لهم جماهير الشعب وحكومة الثورة إيمانها بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وسمحت لهم بكافة أشكال التعبير عن رأيهم بحرية مطلقة، وكانوا يأملون في غير ذلك وينتظرون هجوم الشرطة عليهم وتفريق مظاهرتهم المتواضعة، فيملؤون الساحات والأجواء وأجهزة الاعلام بالصرخات والصيحات والاتهامات الفجة عن انتهاك الحريات وحقوق الانسان وحرمانهم من التعبير عن رأيهم، ولكن خاب فألهم .. وعندما يئسوا ولم يروا سوى السلام والامن، ولم يستنشقوا سوى عبير الحرية وليس الغاز المسيل للدموع كما كانوا يأملون، قاموا بالاعتداء على مسيرة سلمية صغيرة مؤيدة للثورة انطلقت بعفوية في السوق العربي بالخرطوم، وهاجموا افرادها بالعصى والسواطير وذلك حتى تتدخل الشرطة وتضطر الى فض الاشتباك باستخدام القوة، ولكن مؤيدو الثورة لم يحوجوها لذلك وتصرفوا بكل حكمة وتصدوا بكل بسالة للمهاجمين واوقفوهم عند حدهم وقبضوهم وسلموهم لقوات الشرطة بكل هدوء، وكان درسا ثالثا لهم يوم زحفهم الاغبر الذى كان وبالا عليهم وكشف حالهم المائل !

* أما الدرس الرابع، فلقد لقنه لهم القاضي الذى حكم على رئيسهم المخلوع المرتشي الفاسد فاقد الشرف والأمانة والوطنية، بسنتين فقط من الاحتجاز يقضيهما في إصلاحية وليس في السجن، رغم الجريمة البشعة التي ارتكبها نظامهم البائد بإعدامه للشهيد البريء(مجدى محجوب) بتهمة حيازة مبلغ ضئيل بالعملة الصعبة لا يتعدى عشرة آلاف دولار أمريكي، وهي نفس التهمة التي حوكم عليها المخلوع بسنتين فقط رغم حيازته لملايين الدولارات والعملة الصعبة التي حصل عليها وكان يتصرف فيها بما يخالف القانون والاخلاق والشرف والامانة والوطنية !

* لن نصفكم بشذاذ الآفاق كما كنتم تصفون الشعب عندما يتظاهر ضدكم، ولن نقابلكم بالرصاص الحى والقتل والحرق والاغتصاب، ولكن نعدكم بالمزيد من الدروس كلما سولت لكم أنفسكم بزحفكم الأغبر ومتاجرتكم بالدين وتطاولكم على الشعب المعلم!

 

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.