آخر الأخبار
The news is by your side.

9.6 مليون جائع هل يشبعهم التطبيع ؟ … بقلم: عواطف عبداللطيف

9.6 مليون جائع هل يشبعهم التطبيع ؟ … بقلم: عواطف عبداللطيف

قد لا يختلف أثنان أن شطب أسم السودان من قائمة الارهاب سيكون له دورا تنمويا وانفراجا سياسيا واقتصاديا كبيرا هذا أن أحسن ادارة الملفات التنموية وغسلت دواوين الدولة وأروقتها من آفة الفساد التي أوصلته لحافة الفقر فالحياة هي منظومة متداخلة فلا خبز دون عدالة او حرية تشبع البطن ولا سلام حاف يروي العطش فهي حلقات متداخلة مكملة لبعضها بعضا ان 6.9 مليون سوداني يفتقدون للأمن الغذائي في وقت انفتحت كل الابواب والنوافذ للمؤسسات العالمية والإقليمية للدخول لبوابة البلاد الواسعة بعد ثورة ديسمبر المجيدة إلا أن هذا الخبر لم يحرك سأكنا في منظومة الدولة التي يقع علي كاهلها معاش الناس وفي وقت اصلا لم يكن المتابع من كبينة القيادة لأحوال ” الزولات ” المتطاحنون في صفوف ضائقة المعيشة بأركانها ” الخبز والدواء والوقود ” يحتاج لهذه الإحصائية الدقيقة والقاتلة لاي من يملك بين ضلوعه قلبا يخفق لاجل الغلابة الجوعة المتزايدة في الصفوف .
الاسبوع الماضي ذكر برنامج الغذاء العالمي ان انعدام الأمن الغذائي في السودان لايزال مرتفعا بشكل مثير للقلق، حيث يقدر عدد الاشخاص غير الامنين غذائيا بنحو 9.6 مليون شخص. وهذا هو أعلى رقم يتم تسجيله في السودان على الاطلاق أي بعد سنة وبضع أشهر من ثورة ديسمبر ٢٠١٩ م.
واعتبر البرنامج أن الازمة الاقتصادية والتضخم تشمل تحدي كبير حيث ارتفع متوسط سعر سلة الغذاء بما يقارب 200 في المائة مقارنة بعام 2019، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للأسر لوضع الغذاء على موائدهم… فقد باتت المائدة معدمة اصلا من أبجدياتها الملحة لخبزة وحبيبات فول أو عدس وكان د.حميد نورو ممثل برنامج الأغذية العالمي قال ان هذه الأزمات المتعددة مجتمعة يمكن أن تؤدي لمزيد من المخاطرة بدفع ملايين الأشخاص إلى الفقر ووصف السكرتير العام لجمعيات الهلال و الصليب الاحمر الدولي الوضع الذي خلفته الفيضانات والسيول بانه فظيع و النداء الذي اطلق لاستجلاب العون الطارئ مازال لايجد من الاستجابة بما يستحق وبدوره قال الامين العام جاغان تشاباغين وفي أول مهمة خارجية له منذ توليه منصبه في فبراير 2020 حيث زار السودان و اجتمع ببعض المتاثرين بالفيضانات وهم يعيشون في خضم حالة طوارئ إنسانية معقدة تهددهم اثار الفيضانات والتضخم والوضع الصحي المتدهور ومخاطر كرونا – 19 و اضمحلال التقدم الإنمائي
ومع ابتهاج الناس بسلام جوبا وتلاحق بشريات رفع اسم السودان من قائمة الارهاب وجدلية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ضمرت بل اختفت تماما من خارطة الاخبار سيرة الفيضانات واثارها والتي دمرت ما لا يقل عن 175 الف منزل تدميرا كليا وخلفت آلاف العائلات دون سكن هذا غير الموتى وما قضت عليه من المحاصيل الغذائية والماشية فهؤلاء يا ترى وغيرهم سيشبعون جوعهم أم ستكون المؤائد واللقمة المغموسة باطائب الغذاء لساكني مقار قيادة هذا الشعب الذي صنع أقوى ثورة في العهد الحديث لكنه ما زال يناضل لأجل خبزة عيش أم يا ترى ستتنزل علي مائدته ما لذ وطاب تماما كما تقول احد الروايات المنسوبة لماريا أنطوانيت حينما أطلت من نافذة قصرها المنيف حينما سمعت ضجيج الجوعى وقالت ” دعوهم يأكلون الجاتو ” .

Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.