آخر الأخبار
The news is by your side.

والي الخرطوم.. الأسف يدوم..!

والي الخرطوم.. الأسف يدوم..!

بقلم: عثمان شبونة
* باعتراف والي الخرطوم أيمن نمر؛ فإن القوة التي استخدمتها الشرطة تجاه موكب (جرد الحساب) يوم الإثنين الماضي كانت مفرطة؛ وأبدى أسفه لذلك.. وتعهد الوالي بمواصلة التقصي حول الإنتهاكات التي وقعت للمتظاهرين بكل جدية وحسم.. و.. طالب النائب العام بالتحقيق حول الأحداث التي جرت أمام مجلس الوزراء وتحديد المسؤولية؛ تحقيقاً لمبدأ العدل والمحاسبة.. أو كما قال.

* مثل هذه اللغة لا غبار عليها وهي تمثل نهجاً لم يكن مطروقاً إبان النظام الإسلاموي، إذ لم نقرأ في ذلك العهد أسفاً لمسؤول تجاه أي فعل يكون المواطن ضحيته.. فكيف إذا كانت الأفعال مظاهرات واحتجاجات ضد ذلك النظام!؟ هذا هو الجانب الحَسُن من حديث الوالي.

* لكنها ــ أي اللغة ــ تظل بلا قيمة مهما زهت بقيم الحق والعدل والتجمُّل؛ عندما لا تلامس المأمول واقعياً.. ثم.. أظنه الوالي لن يكون أفضل حالاً من غيره في مسألة الوعود؛ إذا لم تستقم منظومة الفترة الإنتقالية برمتها وتتحرر من أدرانها وحالتها الرخوة..! فقبل هذا اليوم كم من الأحداث الخطيرة والكبيرة والصغيرة مرت دون أن يحصد الوطن النتيجة لصالحه (عدلاً ــ انتصاراً)..!

إن ظاهرة السلطة المفتونة بتكوين لجان التحقيق؛ أو السلطة المُمَثِلة لدور المجرم والمحقق؛ هذه الظاهرة يجب أن تغرب شمسها.. فقد شبع المواطن واستفرغ بسبب تكالب اللغة المجانية من قبل المسؤولين؛ ابتداء من العسكر ورئيس الوزراء د. حمدوك وليس انتهاء بوالي الخرطوم.

* هل ترانا (نربِّع أيادينا) لننتظر نتيجة تعهُّد الوالي بمواصلة التقصي في أمر الموكب السلمي الذي تعرض للإذلال والعسف أمام مكتب رئيس الوزراء؟! أم نضرب بحديثه عرض الحائط إلى حين أسف آخر؟! فالراجح أن الأسف سيدوم في وجود (النظام القديم) الذي تحرسه الحكومة الجديدة بقواتها ومليشياتها..!

* وسيدوم الأسف بالجبن والمحاباة تجاه قمع الشرطة لأي موكب سلمي قادم؛ حتى لو كان مكمم الأفواه مكتوف الأيادي.. لأن دولة (الكيزان) قائمة داخل القوات التي تسمى مجازاً (نظامية)..!
أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.