آخر الأخبار
The news is by your side.

” نوح بن مدني ” إهداء لوالي الخرطوم أيمن

” نوح بن مدني ” إهداء لوالي الخرطوم أيمن

بقلم: عواطف عبداللطيف

نوح بن عامر مدني أكمل عامه الحادي عشر قبل أشهر وكان قد زار الخرطوم برفقة والدته البريطانية وعمره لم يغاد الثلاثة أعوام وكعادة اهلنا وجيراننا الطيبين جاءوا للسلام والترحاب نوح كثيرا ما كان يحكم غطاء رضاعته ويعافر ليحشرها بالثلاجة ويتقافز هنا وهناك ليلتقط لفافات الحلوة وحصى التمر التي رمى بها ضيوفنا الاكارم و يطنطن ” ذس رونق ” هذا غلط هذا غلط فيقهق الجميع و يخرجوا وهم يتداولون مقولته فقط كنكته بينهم سألت أم نوح عن انطباعاتها قالت ” لأحظت اللحوم معلقة كاشفة والأحذية داخل البترينات الزجاجية ” ..

بمدينة خورنجا جنوب هولندا استلمنا مع مفتاح الشقة كرت ذكي وشرح لنا مضيفنا كيفية استعماله لفتح ما يشبه المنهول بالشارع لانزال كيس الاوساخ وفي صباح اليوم التالي جاءت سيارة البلدية وبضغطة زر من السائق فتح المخبأ و شطف كيس النفايات الضخم آليا ….
في واشنطن تجهز ست المنزل البصل والبطاطا والبقدونس وكل خضرواتها بحوض المطبخ وبعد غسلها تضغط على زر كهربائي فاذا جميع بقايا الخضروات تفرم وتشفط وتنزل كسماد للأشجار والمزروعات بالشوارع ….

سوق البازار باسطنبول الذي يحج له الكثيرون قبل الإغلاق بدقائق فالباعة لا يعيروا المتسوقين أي اهتمام رغم معرفتهم ان للسائح نهم عالي للشراء حيث ينشغل الباعة بلملمت النفايات وبقايا المبيعات وتهيئة المتجر او المطعم ليكون لائقا نظيفا لمتسوقي اليوم التالي وبالمداخلً الرئيسية لهذا السوق العريق المؤغل في التاريخ مكائن لضغط وتدوير النفايات.

 هذه المقدمة ما هي إلا نماذج لكيفية تعامل بعض العواصم والمدن مع الاوساخ وكيف أنها ثقافة مجتمع متجذرة كما راينا من نوح مدني الذي اقتبسها من أمه ” حشر رضاعته بالثلاجة ” وانزعاجه من ما يدفقه الضيوف فيلملمه بتلقائية ويرمي اول درس لكن ضيوفنا كأن شيئا لم يكن..

او بالأنظمة واللوائح والقوانين الصارمة و التي تجعل البائع يضحي بالدراهم ليحفظ نظافة دكانه ويتحاشى العقاب وسياط القانون الحاسم والذي ربما يحرمه حتى من رخصة التجارة …
نثمن عاليا حملة النظافة التي انطلقت بالعاصمة الخرطوم والتي افتتح بها الوالي ايمن خالد عمله ونشاطه وحظيت بمتابعة كبيرة وانتشار لاخبارها وإنجازاتها بوسائل التواصل الاجتماعي بنقل صور للاسواق و الاحياء قبل وبعد الحملة والتي ازدانت بزخم مشاركة مؤسسات الدولة والقوات النظامية والدعم السريع والجيش بالآليات والمعدات وا لتواجد الحيوي للجان الاحياء والناشطين ولاستهدافها فتح المجاري وشطف مياه الامطار وردم الحفر وتلوين بعض الامكنة والحيطان …

الحملة ربما بالكاد تقضي على تراكمات الاوساخ الضارة و المخجلة وتردم الحفر ويجب ان ينظر لها كجرس وضربة بداية لغرس ثقافة النظافة بالتشء اولا و لحض سكان المدن والأحياء للطريقة المثلي للتخلص من النفايات والتي لن تكتمل الصورة الذاهية لها دون متابعة لصيقة من لجان الاحياء نساء ورجال ومسؤولي المحليات وتسيير سيارات البلدية بانتظام لان المواطن لن يكون باستطاعته الاحتفاظ بالأوساخ بأكياس متينة ومحكمة الإغلاق بل من اين له بهذه الأكياس غالية الثمن وهو اصلا يعاني الفاقة والحوجة والبعض ينبش هذه اللفافات ليسد رمقه وجوعه وكثافة المشردين واصحاب الحاجة وموجة الغلاء التي طالت كل شيء مما يحتم استمرارية تواجد عربات تحميل النفايات ويوميا … وينطبق الامر علي الأسواق ووسط الباعة المتجولين والمطاعم الشعبية ليتبعها لائحة ملزمة وصارمة بنظافة مساحات أمكنتهم تتبعها الغرامات وسحب التراخيص التجارية الخ .

مع ضرورة ادخال تشجيع ثقافة تدوير النفايات وسط الاسر والمدارس وحض كبار التجار للقيام بحملة تبرعات عينية لتجميل واجهات الامكنة وصبغها واستقطاب المبدعين والتشكيليين والمواهب الطلابية لانزال مواهبهم وابتكاراتهم لتجميل الطرقات والتزيين والاستزراع وابتكار جوائز علي مستوى الاحياء والمتاجر والمقاهي ثم المدن لتبقى الخرطوم الجميلة والمستحيلة
mailto:Awatifderar1@gmail.com
اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.