آخر الأخبار
The news is by your side.

نحتاج ثورة Facebook جديدة

نحتاج ثورة Facebook جديدة

كتب: منعم سليمان

السلام الذي تحقق بالأمس في مدينة جوبا يجب ان نقرع له الطبول ونرفع من أجله الأعلام في الشوارع ونضيء له الشموع في المنازل.. لأنه حدث إستثنائي تاريخي تحقق في فترة زمنية قياسية.. وكان أكبر دافع لتحقيقه بهذه السرعة هو مناخ الحريات الذي حققته ثورة ديسمبر-ابريل المجيدة وأداء حكومتها المدنية الإنتقالية في إشاعة مناخ الحريات بكل أشكالها وبمستوى يساوي أداء الحكومات الديمقراطية العتيقة.. وهو سلام كامل غير منقوص حتمًا سيلحق به في محطة أخرى من تخلفوا عنه في محطة جوبا.

ان أحداث العنف التي تظهر بين الفينة والأخرى وحوادث الإقتتال القبلي التي تحدث هنا وهناك – بتحريض وتحريك من كوادر النظام الدموي البائد- يجب ان لا تجعلنا نخاف ونكفر بالحكم المدني.. هذه الحوادث بمآساويتها حوادث طبيعية إذا نظرنا لها نظرة واسعة ووضعناها في إطارها الطبيعي وفي مقارنة مع دول عاشت ظروف إنتقال مماثلة: من حكم ديكتاتوري دموي شمولي متسلط إلى حكم ديمقراطي مدني.

وقد قمت برصد الأحداث التي وقعت في بلادنا ومقارنتها مع دول لها تجارب مماثلة – وهو اجتهاد شخصي وليست دراسة علمية- وكانت كالنحو التالي:

– منذ الأول من يناير من العام الحالي وحتى اليوم 1 سبتمبر – أي في 9 أشهر- وقعت في بلادنا 18 حادثة إشتباك قبلي في جميع أنحاء البلاد أدت إلى وفاة 281 من المواطنين.

– منذ الأول من يناير من العام الحالي وحتى يومنا هذا 1 سبتمبر – 9أشهر- انتظمت بلادنا اعتصامات مدنية مطلبية سلمية بلغت في مجملها (17) حدثت في ميادين اعتصام بمختلف أنحاء البلاد.

وبالمقابل إذا تمت مقارنة الأحداث التي وقعت في بلادنا بالبلدان التي مرت بظروف إنتقال مماثلة نجد:

– في جنوب افريقيا وبعد عام من سقوط حكم التميبز العنصري (الابارتهايد) المشابه للنظام البائد -وحسب إحصائيات لمنظمات حقوقية عالمية- سقط في عام واحد أكثر من 3500 قتيل في أحداث عنف مشابهة تمت بتحريض أو دعم من النظام العنصري البائد بغرض إغراق البلاد في الفوضى لعرقلة الإنتقال.

– والحال كذلك في ناميبيا التي شهدت مقتل أكثر من 3000 .

– وكذلك في أوروبا الشرقية وبلدان الإتحاد السوفيتي السابق التي شهدات سقوط عشرات الآلاف في أحداث عنف وحروب إثنية ودينية بعد سقوط الحكم الشمولي الشيوعي.

هذه ليست مقارنة في السوء ولا هي دراسة تطبيع مع الموت والوحشية وإنما هي تأكيد للأثمان الباهظة التي تدفعها الشعوب من أجل نيل حريتها.. وفي هذا يتفوق الشعب السوداني على جميع الشعوب.. ويتصدر جميع تجارب الإنتقال السابقة وذلك بإجتراحه وسيلة مطلبية سلمية مدنية بطولية عبقرية صنعت بالسودان وخصيصًا له.. وهي(الإعتصام) هذه الوسيلة السلمية التي هزمت بندقية القاتل المستبد الأثيم ستهزم كذلك كل الأسلحة.. الخفيفة منها والثقيلة.. مهما تخفت بشعار القبيلة ومهما تزيأت بأزيائها المزركشة الجميلة.

ولا يزحزحنا عن هذه الصدارة التي نلناها بكل جدارة واستحقاق ونلنا معها إعجاب وتصفيق العالم سوى ما نخطه بأيادينا التي صنعت هذه الثورة النظيفة الزاهية المبهرة على حوائط الفيسبوك.

ان الذي يجب ان يقلقنا حقيقة ليس كيد الكائدين وتربص المتربصين وإنما التحريض الإثني والقبلي والعنصري وخطاب الكراهية الذي أصبح يشوه صفحاتنا كما صحائف ثورتنا الناصعة.

نحتاج إلى ثورة Facebook شبيهة بثورة ديسمبر-ابريل المجيدة حتى نعبر وننتصر ونبني الوطن الذي مهرناه -ولا نزال- بالدماء والدموع.

#سلام_السودان

#التعايش_السلمي

#أدعم_حكومتك_المدنية

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.