آخر الأخبار
The news is by your side.

مستقبل داعش في السودان تحت قيادة ( الجزولي)

مستقبل داعش في السودان تحت قيادة ( الجزولي)

بقلم: بشرى أحمد علي

انا من المعجبين بالامير تركي الفيصل وزير الاستخبارات السعودية الأسبق ، فهو احد القيادات السعودية التي اهتمت بملف أسامة بن لادن في فترة التسعينات ، وقد ذكر في إحدى البرامج التلفزيونية ان البشير ساومه على تسليم بن لادن مقابل بعد الشروط والتي رفضتها القيادة السعودية ، وعندما لم تتم الصفقة بالشكل الذي يريده مضى البشير وقدم رأس بن لادن للولايات المتحدة، ولكن الأخيرة، وفي زمن إدارة كلنتون المترددة رفضت تسلم أسامة بن لادن بحجة انها لا تملك دعاوي عليه ..

هكذا هو الإسلام السياسي حيث يتم البيع ل high bidder السودان لن يكون ارضاً خصبة لداعش كما يتخيل الجزولي، فالسودان شعب متدين بالطريقة الوسطية ونحن نختلف عن العراق وسوريا، وحتى داعش يمكن هزيمتها وقتل قياداتها كما حدث للبغدادي، فهي لم تعد تنظيم شبح لا يمكن الوصول اليه ، وسقوط البشير لم يكن يعني فقط سقوط رئيس دولة وحاشيته عن سدة الحكم ، بل هو سقوط لفكر سياسي عنيف ربما تكون داعش كانت جزءاً من نسيجه العصبي، وكثير ما تحدي البشير الأمم المتحدة وهدد باستخدام الدواعش لجعل عاليها سافلها وذلك حتى يهرب من المحاكمة الجنائية الدولية، ولكن من أسقط (داعش) السودانية ليس الامم المتحدة او الولايات المتحدة، بل من اسقطه هو الجيل الذي نهل من معين المشروع الحضاري.


والان بدل الإرهابي الجزولي ثوبه اكثر من ثلاثة مرات، مرة تعمم بالسواد وبايع البغدادي، ومرة عاد للباس الافرنجي وأصبح محلل سياسي وضيف حاضر في تلفزيون السودان، والان يجمع بين الأمس واليوم ويهدد من جديد الأمم المتحدة ويتوعد الحكومة الانتقالية ان هي قبلت بوضع السودان تحت البند السادس.


اذاً عدنا من جديد لحقبة البشير والخضوع للابتزاز وتهديد السلم المجتمعي، وقد كفتنا الثلاثين عاماً الماضية لمعرفة أهوال ما حدث وجحيم ما سيحدث عندما يخرج السودان بسبب الإرهاب خارج مظلة المجتمع الدولي.


نحن نحتاج للأمم المتحدة كما احتاجتها كل دول العالم، ونحتاج لدورها الأمني في مراقبة السلام، فهناك شريحة من الشعب تضررت من الحروب ويهمها هذا الدور، دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وبناء مجتمع مدني يقدس الحريات ويحترم حقوق بقية المكونات..لن يعود السودان لعهد العزلة، ويكفي السودان من البلاء ان تعويضات امريكا ناتجة عن جرائم ارتكبها الاخوان.


من هنا يجب على الجزولي ان يعرف الدور الذي ينتظره، اما ان يعلن إمارة إسلامية مثل ابوبكر البغدادي ويعلن الجهاد وعندها سوف يكون هناك رصد لخمسة مليون دولار لمن يأتي براسه او ان يتقبل أن التغيير الذي حدث في السودان لا يسمح بعودة أكاذيب وهرطقات النظام القديم ، ولا أعتقد أن سعره في مزاد الإرهاب سوف يصل لهذا الرقم، فأقل من هذا المبلغ يمكن اعتقاله او التخلص منه ، وهذا لا يمنع من وضعه في قوائم الإرهاب العربية والدولية، فهو يدعو للعنف والقتل ويرفع الشعارات الجهادية في وسط الخرطوم وذلك بحجة انه يمارس حقه في حرية التعبير..
مصير الجزولي لن يختلف عن مصير نموذجه الأعلى عبد الحي يوسف ، وقريباً سوف تجمع الدوحة بين التعيس وخايب الرجا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.