آخر الأخبار
The news is by your side.

مجزرة (مستري)..! … بقلم: عثمان شبونة

مجزرة (مستري)..! … بقلم: عثمان شبونة

* عندما ننادي بضرورة تأسيس أو هيكلة قوة نظامية محترمة تستمد هيبتها من قوميتها واحترافيتها؛ فلا غرض للمناداة أنبل من الحفاظ على أمن الناس الذين يتهددهم سلاح المليشيات والخارجين عن القانون كما يحدث في دارفور باستمرار.. والمؤكد (المشهود) أننا نفتقد هذه القوة تماماً (قبل وبعد الثورة).. بل الأسوأ من ذلك مساهمة السلطة في تربية المليشيات (باهتمام) طوال العقدين الماضيين وصولاً لعهد (برهان) والفترة الانتقالية.. ولا شك أن هذه الحكومة الانتقالية ستوسع دائرة الإقتتال في دارفور بالتراخي الشنيع تجاه الصراعات القبلية (التي تكون المليشيات والمسلحين طرفاً فيها خارج نطاق الدولة ــ القانون)..! ولولا يقين القتلة بأن يد العدالة مشلولة أو مغلولة لما استمرت الفجائع وصارت أرواح العباد رخيصة؛ تعجز اللغة عن الوصف..!

* القبلية ــ بغير حافز الجهل ــ تنشط شياطينها بغياب هيبة الدولة من حلقة الإقتتال البغيض وفشلها في حسمه.. كيف تتوفر الهيبة بلا جيش وبلا شرطة وبلا أمن؟! من أين لنا الهيبة إذا كانت المليشيات والمرتزقة وقادتهم هم ركيزة الحكم والمُتحكِّم بالقوة على الأرض؟! وسط هذا الوضع الفوضوي الراهن نتساءل: ما الذي أنجزته ثورة ديسمبر لشعب السودان إذا كنا نحصي الشهداء والجرحى بالعشرات والمئات إلى اليوم وغداً (في الغالب)؟! إنها لم تنجز شيئاً أوضح من كسر حاجز الخوف؛ حتى صار للمرجفين والجبناء والمنافقين صوتاً ظل دون الهمس إبّان حكم الطغمة الإسلاموية الفاسدة وجهاز أمنها الإرهابي العنصري..!

* رحم الله شهداء دارفور وكل الوطن.. ربنا يشفي الجرحى… يبدو أننا سنستمر طويلاً في الترحم والأمنيات بعاجل الشفاء وقد وصلنا مرحلة الإعتياد على هذا المنوال..! ومع أفق البؤس الواصل لحد الظلمة في دارفور لا ندري كيف تخرج كلمات التعازي والأسف من حلوقنا الجافة ونحن نتطلع إلى فعل أعظم من المواساة.. فعل يوقف نهر الدم.. فلا نجد قوة جديرة بالفعل؛ إلا أن تكون في الغيب!! إن كلمات التعازي تظل باهتة ونحن نرى أمهاتنا وآبائنا وأخواتنا وإخواننا وأطفالنا (يبادون) بالأيدي المسلحة التي لا تطالها يد القانون ولا تبالي.. فالذين نفذوا المذبحة البشعة بمنطقة (مستري) غرب دارفور في يوم السبت الماضي؛ لا يؤمنون بالعدالة ولا يخافونها؛ هم امتداد لمن سبقوهم في الإجرام (الخرافي) الذي صنعته جماعات الحكم وهيّأت له الملعب (في السابق) وها هي الحكومة الانتقالية (في اللاحق) تسير على الجثث بهوانها واستهانتها بالأرواح.. إنها لا تحمي المدنين ولا تستطيع القبض على القتلة ليكونوا عبرة لغيرهم.. فهل تجنح كل قبيلة لتكوين قوات خاصة بها لتستمر قوافل الموت؟!

* لا أدري كم وصل الرقم الآن في (مستري) فقد زاد عدد الضحايا عن الـ(70) نهار أمس بحسب الأخبار.. ربنا يتقبلهم مع الشهداء وشفى الله الجرحى.. لكن كيف يُشفى الوطن بلا حكومة مدنية حقيقية ومجلس سيادي (نظيف) ورئيس وزراء (حي) وقوات نظامية غير التي نراها..!
أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.