آخر الأخبار
The news is by your side.

ليه ما نسلما عسكري ؟؟ … بقلم: بشرى أحمد علي

ليه ما نسلما عسكري ؟؟ … بقلم: بشرى أحمد علي

 

هذه هو السؤال الذي يطرحه المواطن المأزوم في السودان، يردده كلما حاصرته الأزمات وفقد الأمل في الإصلاح .

لماذا لا نسلمها لعسكري ونرتاح من القيل والقال وكثرة السياسيين ؟؟العسكري يجيد الربط والحزم يحسم الفوضى ويخرس ألسنة المعترضين المواطن البسيط يريد إجابات سهلة وبسيطة ، ويريد ان تفتح المدارس وينخفض سعر الدولار وتتلاشي صفوف العيش والبنزين ويتوفر العلاج في المستشفيات ، يريد الوظائف وبان تكون المرتبات مجزية.

وكلمة السر هي بسيطة وغير معقدة .. سلموها لعسكري فقط وينزاح عنا كل هذا الكابوس وسوف نكون قوماً صالحين .. ولكن المعضلة الكبيرة ان المواطن البسيط عليه أن يفرك مصباح علاء الدين ويستنجد بالجني المحبوس من زمن نبي الله سليمان عليه السلام فيظهر الجني فيخاطبه ويعرض عليه قائمة المطالب ، فيختفي الجني ثم يعود وهو يحمل ربطة الخبز وحزمة الخضار والفواكه والدواء.

وأعتقد بان الجني نفسه سوف يفضل العودة للقمقم حتى لا يرهق نفسه بمطالب المواطن السوداني ووقفات الشارع

 او أن ينتظر المواطن السوداني آخر الزمان ليتبع المسيح الدجال والذي يجوب العالم في ساعات ويزرع الحب ويحصده ثم يطحنه ثم يخبزه ليصبح طعاماً في متناول اليد.

ونفس هذا السؤال يُمكن طرحه بشكل مغاير ؟؟ لماذا لا نسلم الحكم للصوفية ؟؟ فهم يعلمون الأسرار الكبري ، فربما يملكون حل الأزمة الاقتصادية دون الرجوع لعلم الكفار من أمثال آدم سميث او كينز، أهل الله سوف يدلوننا على مناجم الذهب والبترول .. أو نسلمها للسلفيين ؟؟

فسبب التوحيد وترك المنكرات وهدم الأضرحة والمشاركة في حرب اليمن ربما تدخل بلادنا أرض النعيم ويعمها الخير الكثير لذلك يبدو سؤال نسلمها (لمين ) صحيحاً حسب المنصة الفكرية التي يقف عليها السائل ، ولكن في السودان يبدو اننا امام أزمة حقيقية وهي .. كيف يمكننا أن نجد عسكري بدون خلفية سياسية؟؟

معظم قادة جيشنا هم سياسيون قبل أن يكونوا عساكر ، وأغلبهم دخل المؤسسة العسكرية اما عن طريق التمكين أو ترقي عن طريق التمكين ، كما انهم رفعوا شعارات الاخوان في حرب الجنوب.

وتعمل المؤسسة العسكرية في التجارة وتصدير المواد الغذائية بما فيها الذبيح للخارج ، ضباط الجيش يستلمون حصصهم من الخبز والمحروقات قبل المواطنين ، و بدون معاناة ويتعالجون في الخارج هم وافراد أسرهم ، إذاً نحن امام حزب أو شركة وليس أمام مؤسسة قومية يحس منتموها بأزمة المواطن.

نفر من الناس يرتدون الزي العسكري ولكنهم مدنيون في الاساس ويحاربون من أجل لقمة عيشهم ، وهم يسعون لحماية امتيازاتهم ولذلك تحولت قضية إدارة شركات الجيش إلى أم معركة أم المعارك الكبرى.

وغير كل ذلك أن المخلوع البشير نفسه كان ينتمي للمؤسسة العسكرية وأستلم السلطة ولكن حدث ما حدث للسودان من اضطراب سياسي وتمزق وحروب.

قصة اللجوء للمؤسسة العسكرية لحل أزمات السودان الاقتصادية اشبه بحل اليائس أو المراهنة على الفرس الخاسر في السباق ، وعلى السودانيون ان يفيقوا من تجريب المجرب . وكيف تسلمها لشخص هو يحكم الآن ؟؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.