آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: شئ من العتاب للتلفزيون القومى!

كلام بفلوس: شئ من العتاب للتلفزيون القومى!

بقلم: تاج السر محمد حامد

لعلنا لا نحتاج إلى القول إن التفاصيل التى إنتظمت إيقاع حياتنا جعلتنا أكثر إحتياجا إلى الراحة النفسية التى تخلق توازنا يجنبنا التشتت وفقدان القدرة على التركيز بل والقدرة على تعاطى الحياة بالمستوى الذى يجعل لها طعما نتذوقة .

الترفيه .. أحد عناصر الحياة المهمة بل هو من أهم عناصرها التى تمنح الإنسان كما لا بأس به من الراحة النفسية .. لا أعنى هنا ( الترفيه) الذى ترفل فيه فئة بأرصدتها المليارية وترفيهها الذى يمد لنا لسانه ساخرا من الشقى الذى ترفل فيه .

أعنى الترفيه البسيط الذى لا يرهق جيوبنا المرهقة أصلا بالسكر والزيت والرغيف والبصل وحق فطور أولاد المدارس والمواصلات والقائمة تطول .. خاصة بعد ان أصبح مجرد التفكير فى الذهاب إلى حديقة عامة يجعلنا نتحسس جيوبنا حزنا وحرمانا لأن الذهاب إلى حديقة عامة أصبح يحتاج إلى ميزانية تتطلب الدخول إلى صندوق وإنتظار الصرفة .

فى ظل هذا الواقع الإقتصادى المرير الذى يحرم الإنسان من لحظة ترفيه بسيطة ومتواضعة كان المطلوب وعلى سبيل المثال أن يكون التلفزيون الذى ندفع قيمة كهربتة (الشئ الفلانى) كان مطلوبا منه أن يمنحنا جزءا ولو يسيرا من الترفيه الذى نفقده .

والترفيه الذى كنا نتظره من التلفزيون القومى هو أن يمنحنا مساحة من الضحك المفقود فى خارطة بثه .. لكن التلفزيون وبكل أسف كأنه يخاصم الضحك ويعتبره أحد الأشياء التى تصرف الناس عن أشياء مهمة أخرى لايعرفها إلا أهل التلفزيون وحدهم .. لذلك كرس التلفزيون كل جهده فى برامج كلامية بحيث يجمع كل مقدم برنامج ثلاثة أو أربعة من الضيوف حوله داخل الاستديو وتتوالى هكذا برامج التلفزيون وكأن المشاهد المسكين المغلوب على أمره ناقص كلام.

المتابع للتلفزيونات والقنوات الفضائية الأخرى يجد أن مساحة الترفيه والبرامج الكوميدية هى الغالبة وتقدم فى قالب رشيق وخفيف وجذاب إذ ان الملاحظ حتى فى برامج الترفيه على قلتها فى التلفزيون انها برامج جامدة وثقيلة الظل وضائعة الهوية .. هل هى برامج للترفيه أم لشئ آخر لا يعرفه التلفزيون ولا مقدمو هذه البرامج .. إن مساحة الضحك المفقود فى التلفزيون تحتاج إلى من يبحث عنها ويضعها فى الموقع اللائق بها والمساحة الزمنية الجديرة بها .. فهل من مجيب ياترى !! وكفى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.