آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: اللهم قد بلغت اللهم فأشهد !

كلام بفلوس: اللهم قد بلغت اللهم فأشهد !

بقلم: تاج السر محمد حامد

فضلا وليس أمرا إقرأ إقرئى رسالتى أدناه حتى النهاية .. سمح

أحيانا تنظر المرأة إلى تربية الطفل وكأنه عمل لا قيمة له .. أحيانا يقلل الرجل من شأن المرأة نتيجة إنها لا تقنن عملا غير تربية الأبناء .

يندفع المرأة والرجل إلى التنافس من أجل كسب المال مع إهمال المستقبل الذى ينمو بينهما أسمه ( الطفل) ليس الصدر وحده هو الذى يغذى الطفل إن الطفل يشرب بكل حواسه الحنان من أمه .. أقول ذلك لأن صيحة مساواة الرجل بالمرأة خف ضجيجها بعد أن ثبتت الحقيقة القائلة إنه لادور فى العالم يضارع دور الأم فى تنشئة الطفل .

صحيح إن المرأة صارت مؤلفة .. وطبيبة .. وعالمة ومدرسة .. وقاضية ..وسياسية ..ومزارعة .. وصحيح أيضا أن أحدا لا يجرؤ على التقليل من أهمية عمل المرأة فى مجال تتفوق فيه شرط أن تلتفت إلى السنوات الثلاث الأولى من عمر طفلها وتعتنى به .

وقد ذكرت إحدى السيدات العاملات إنها تصبر على مرارة العمل وإزدحام الأسواق وتعب القلب طول النهار بسبب ضيق الرزق ولقمة العيش !! .. وأقول لمثل هذه السيدة أنت قادرة فى بعض اللحظات أن تعطى إبنك من الحنان ومع إنه سيكتشف هو فى الكبر أن هناك شيئا أساسيا كان ينقصه فى طفولته .. لا يدرى ماهو .. وسيترك غالبا بصمة من القلق الخفى على حياته ونفس الشئ بصمة القلق الخفى تنمو فى نفس طفل الأسرة الثرية التى تترك الأم فيها مسألة العناية بالطفل إلى المربيات!!.

وأخرى تقول .. إن تفوقى فى عملى مهم جدا بالنسبة لى .. أما تربية الأطفال فهى مسألة تجيدها المربيات أو العاملات فى دور الحضانة -عجبى – أما أنا فلا بد لى من أن أثبت أننى لست أقل من الرجل .. لقد خدع الرجل المرأة وأستقل الأعمال التى تثبت تفوقه .. أستطاع أن يكون الطبيب والواعظ والمحارب والروائى والتاجر والسياسى .. لقد حاول الرجل أن يطمس من ذاكرة البشرية أن المرأة كانت تقوم بكل الأعمال التى يختصها لنفسه الأن ولعل أهمها القتال .. كانت تصارع الثيران ولا احد يمكن ان يقنع مثل هذه السيدة بأن تغير قدرتها من الامومة سوى الامر الواقع .

فإبنها أو إبنتها عندما تمر بمراهقة صعبة فهى التى تتحمل مسؤولية مافعلت عندما فضلت العمل فى السنوات الثلاث الأولى من حياة طفلها وأهملت بشكل أو بآخر العناية النفسية بطفلها .. لأن الواقع الذى اقترحته الحضارة الغربية على البشرية منذ الحرب العالمية الأولى يقول أن المرأة خرجت إلى العمل فى المصانع والمزارع والمكاتب لأن الرجال وقفوا على جبهات القتال ومنذ ذلك التاريخ انكسر من خيال الرجل بريق الكسب الكثير ماديا الذى كان يحققه بمفرده وصارت المرأة تشاركه هذا الكسب .

فيا احبائى إن رعاية الطفل فى ماقبل الثالثة مسألة مكلفة لها لا للمال فقط ولكن ثمنها صعب نفسيا وهو يفوق ماتكسبه الأم من مال .. والأم المجبرة على العملية أن توفر مساحة كافية من الوقت بعد الظهر لتداعب الطفل وتلعب معه .

وبعض من الأزواج والزوجات من الشباب يحاولون أن يجعلوا أوقات عمل كل منهم يأخذ نصف النهار ليضمنوا بقاء الأب أو الأم مع الطفل صباحا وبقاء الأم أو الأب مساء .. وفى ذلك تبادل لرعاية الطفل رعاية كاملة .. ومثل هذا الأسلوب قد يؤفر للطفل حاجاته العاطفية وإن كان ذلك يمثل صعوبة لكل من الأم والأب .. إن مثل هذا الأتفاق أمر ناجح من الناحية النظرية لكنه أمر عسير من الناحية العملية وتنتج عنه خلافات كبيرة بين الزوج والزوجة .

إننى ومن هذا المنبر أتمنى أن تلتفت كل المجتمعات البشرية إلى أن تدرس فى المدارس الثانوية والجامعات مادة (رعاية الأبناء نفسيا وصحيا) لأن ذلك من أهم ما يجب أن يتعلمه الشاب أو الفتاة أثناء المراهقة ومابعد المراهقة هو القدرة على تنشئة الطفل تنشئة صحيحة سليمة .. وان أى عمل مهما بلغ النجاح فيه لن يساوى نجاح الإنسان فى الإحساس بقيمته الفعلية وعمق الرضا النفسى عندما ينشأ طفله بصحة نفسية جيدة .. كما أتمنى أن يوجد فى المواد الدراسية فصل عن كيفية الحياة فى العائلة حتى نجد فى المستقبل أبناء يفخرون بأنهم تلقوا الرعاية الجديدة من أباء ممتلئين بالود ومن أمهات قادرات على عطاء الحب .. اللهم إنى قد بلغت فأشهد .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.