آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: إغتيال غسان أحمد الأمين لازال يعشعش فى الداخل !!

كلام بفلوس: إغتيال غسان أحمد الأمين لازال يعشعش فى الداخل !!

بقلم: تاج السر محمد حامد

تايعت كما تابع غيرى وعبر الأسافير خبر وفاة ( نافع على نافع) ولا أدرى مدى صحة هذا الخبر إلا أن الموت حق على الجميع وهو آت لكل منا إن طال الزمن أو قصر .. كل ما أريد قوله فى هذه المساحة أن أذكر الجميع بأن الله ( يمهل ولا يهمل) وفى هذا الصدد أذكركم بإغتيال الطالب غسان إبن الدكتور أحمد الأمين هارون الأستاذ بجامعة السودان (أنذاك) الذى قام بصحبة إبنه غسان لتسليمه لمعسكر الدفاع الشعبى بجبل أولياء .. علما بأن غسان قد أمضى بعض سنوات فى أمريكا مع والده وبقية الأسرة عندما كان الوالد مبتعثا لنيل شهادة الدكتوارة فى أمريكا .. وبعد حصول والد غسان للدكتوراة أجمعت الأسرة على العودة للسودان ومواصلة دراسة غسان هناك بجامعة السودان .

كان وقتها غسان شديد الحماس للإلتحاق بالدفاع الشعبى لإداء الخدمة الإلزامية أو خدمة (العلم) كما كان يسميها بعد أن أقتبس الإسم والمفهوم من مدارس (أمريكا) .. وقف الأب أمام البوابة الكبيرة ( بوابة الدفاع الشعبى) يتبادل الحديث مع إبنه (غسان) والإبن فى عجلة للدخول عبر تلك البوابة كأنه على موعد هناك لا يود أن يخلفه أحتضن الأب إبنه مودعا فلذة كبده بقوة ثم صافحة وأنصرف كل منهما فى إتجاه .. الأب للسيارة والإبن للبوابة .. إلتفت الأب يتابع إبنه بنظره حتى غاب داخل المعسكر كان ذلك آخر عهد الدكتور أحمد الأمين هارون بإبنه غسان وآخر عهد غسان بأبيه.

لا أريد أن انكأ جرحا ربما بدأ فى الإلتئام (والله أعلم) لكن فقط أريد أن أذكركم بتلك الجرائم البشعة والتى إرتكبها (نافع) وذمرته فى ذاك الوقت .. نرجع للموضوع .. فى مساء يوم الأثنين خرجت من بوابة المعسكر سيارة بيك آب (بوكس) وبداخلها جنديان وفى الجزء الخلفى (حمولة) توقفت السيارة عند المحطة الأولى (مستشفى إبراهيم مالك) قالوا لإدارة المستشفى إنها جثة شخص مجهول الهوية إدارة المستشفى رفضت إستلام الحثة .. المحطة الثانية (مستشفى الخرطوم) تعرف أحد الأطباء على شخصية المتوفى .. الطبيب كان (عم) غسان وصاحب الجثة المحمولة هو غسان نفسه .. لم يكن ممكنا الإدعاء بأن الجثة لشخص مجهول الهوية لابد من إعادة ترتيب المسألة من جديد .. صدر تقرير طبى من المعسكر يقول أن وفاة غسان كانت نتيجة لضربة شمس !!.

إدارة مستشفى الخرطوم قامت بتشريح جثة غسان بحضور عمه الدكتور .. أكد التشريح وجود إصابات شديدة فى الرأس والعينين والرئتين وضربة قوية تحت الأذن اليمنى .. زملاء غسان فى المعسكر قالوا أن غسان أشتكى فى يوم السبت من الحذاء الضيق الذى اعطى له وطلب تغييره بمقاس يناسب قدميه هذه ( الجرأة) لم ترق للجنود القائمين على المعسكر فقام بضرب غسان ضربا وحشيا حتى سقط على الأرض غارقا فى دمائه .. ففى يوم الثلاثاء تبين حجم الفجيعة كاملا .. غسان فارق الحياة بعد أقل من (48) ساعة من دخوله المعسكر .. طبيب المعسكر حاول تغطية الفضيحة وأعد تقريرا على عجل يقول فيه أن سبب الوفاة ضربة شمس .

فالسؤال الأن أين المسئولون الذين يتباكون الأن على فاجعة موت (نافع) ولماذا حاول ذاك الطبيب الذى وضع يده على القسم التستر على هذه الجريمة البشعة .. ولماذا أدعى الجنود البررة وحماة السودان بأنها جثة لشخص مجهول الهوية .. فالكذب كان شعارهم لكن وكما ذكرت فى سطورى الأولى ربنا سبحانه وتعالى (يمهل ولا يهمل) لأن تاريخهم المخزى مايزال ماثلا بين الأيادى يحدق على الجميع بعيون فاض منها الدمع السخين .. ألا رحم الطالب غسان ورفاقه الشهداء وأدخلهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء إنا لله وإنا إليه راجعون .. وكفى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.