آخر الأخبار
The news is by your side.

فض الاعتصام الكوروناوي

فض الاعتصام الكوروناوي

بقلم: جعفر عباس
غدا الأحد 9 أغسطس، يستأنف ثلاثة من عيالي الأربعة أعمالهم خارج البيت (الرابع في السعودية) بعد ظلوا لخمسة أشهر يعملون من البيت، عملا بتوجيهات وزارة الصحة القطرية في سياق حملة منع انتشار الكورونا، وانتهت بذلك فترة من أجمل فترات حياتنا العائلية، فمنذ أن دخل العيال عالم المدارس ثم دنيا العمل.

صارت اللقاءات العائلية الجماعية قليلة وقصيرة، ولكن وفي ظل الانحباس الكوروناوي كنا نمضي ساعات طويلة سويا، واستعدنا لمة وجبة الغداء التي كانت تقليدا حميدا في الثقافة العائلية السودانية حتى جاء الكيزان- الله لا كسبهم- ودمروا كل شيء، فصار الغداء في السودان بعد الخامسة مساء بمن حضر، ثم صار وجبة في أول الليل أسماها الناس “مروحة” لتغطي الغداء والعشاء، ولكن وبرغم كل الأوضاع القاسية التي تسبب فيها حكم عصابة الكيزان، فما زال الاستطعام في السودان نشاطا جماعيا حتى في مواقع العمل.

بعد فرض حظر الكورونا استولى ابني لؤي على السلطة، وفرض علينا حظر التجوال وصار مسؤولا عن التموين والتوريدات، وبالتالي صارت له سلطات مالية وصحية واسعة، ولكن عبير التي تحمل لقب “ست الجيل” جعلت لؤي يهبط هبوطا ناعما، فبالتدرج انتزعت منه السلطات المالية وصارت هي التي تتولى طلب المواد الغذائية، وشهد عهدها الميمون طفرة كبيرة في حجم ونوعية الوجبات، وآلت السلطات الصحية لمروة فصارت مسؤولة عن توريدات الأدوية والكمامات والمعقمات، كما انها سعت لزعزعة سلطة عبير بأن تتولى هي طلب الوجبات الجاهزة، وحرصت على استمالتي (رشوتي) بالتركيز على سندويتشات الطعمية لأنها تعرف انني ضعيف امام الطعمية (والطحنية واللقيمات والسمسمية).

كنا طوال الأشهر الخمسة الماضية في قمة الانضباط والالتزام بالتوجيهات الخاصة بمحاصرة وضرب الكورونا، فمارسنا الاعتصام في البيت ومنعنا الناس من زيارتنا وبالتالي كان من حقنا ان نقول “ما بنمشي لناس ما بيجونا/ عشان بالكورونا ما يعذبونا”.

وبما ان الحكومة القطرية قررت فض الاعتصام سلميا، فسيخرج عيالي غدا من البيت وسيصبح البيت موحشا خاصة بالنسبة لأم الجعافر، لأنني وبدوري سأستأنف العمل في مكان العمل مثل كل شخص دون الـ55.

اللهم احفظ عيالي وعيال عموم أهل السودان وبني الانسان، واحفظ كل ولد وبنت وأم وكل أب و”أبو الـ خلفوهم” يعني الأجداد والجدات، واللهم احفظ وطننا من كيد العسكريين والمدنيين طلاب السلطة والوجاهة لغير ما يخدم مصالح المواطنين.. آآآآآمين

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.