فشل اثيوبيا فى عملية الملأ تؤجل اندلاع ازمة خطيرة
فشل اثيوبيا فى عملية الملأ تؤجل اندلاع ازمة خطيرة
بقلم: هشام عباس
تابعنا خلال الاشهر الماضية الازمة الكبيرة التى صاحبت رفض السودان ومصر للقرار الاثيوبي ونيته البدء فى عملية الملأ الثاني لسد النهضة بما يقدر باكثر من 13 مليار متر مكعب دون اتفاق ملزم بين الاطراف الثلاثة وفى ظل اصرار كل طرف على موقفه والتصريحات العدائية المتبادلة عاش العالم فى ترقب من حدوث ازمة قد تصل الى مرحلة التدخل العسكري.
التقارير القادمة من اثيوبيا هذه الايام وصور الاقمار الصناعية تؤكد ان اثيوبيا لن تستطيع تنفيذ خطتها المقررة فى شهر يوليو القادم بسبب بطئ وتوقف عمليات الانشاء خلال الفترة الماضية وان قدرة اثيوبيا للمرحلة الثنية لن تتجاوز الـ4 مليار متر مكعب كما فى المرحلة الاولى لان المرحلة التى وصلت اليها الانشاءات على متسوط جدار السد لا يسمح بتخزين كمية اكبر من ذلك دعك من الـ13 مليار التى هددت بها اثيوبيا الفترة الماضية.
هذا لا يعني باى حال من الاحوال ان الازمة انتهت لان اساس المشكلة من جانب الطرفين السوداني والمصري ليس فى الكميات المقررة بخصوص مراحل الملأ انما الاساس التزام اثيوبيا باتفاق ملزم بخطط ومراحل الملأ ,,لكن بكل تأكيد العجز الاثيوبي فى تنفيذ خطته يؤجل اندلاع الازمة او يخفف من فتيلها وتهدأ الاطراف قليلا لان الكمية التى ستخزنها اثيوبيا هى اعتيادية ولا تقلق الطرفين السودانى والمصري . والاهم ان الفشل الاثويبي فى هذه المرحلة يمنح مزيدا من الوقت للاطراف الثلاث حتى موسم الفيضان القادم يوليو 2022 للوصول الى اتفاق او حل المشكلة جزريا.
لكن من ناحية اخرى الفشل الاثيوبي يجعل السودان فى صراع مع الوقت لاعادة ترتيب علميات التخزين التى جرت خلال الفترة الماضية خلف سد الروصيرص والا فان السودان سيعاني مرة اخرى من موسم فيضانات مدمرة مثل العام الماضى الذى تضرر فيه اغلب المدن والقرى السودانية . السودان فى كل الاحوال هو من يدفع الثمن الاكبر.
