آخر الأخبار
The news is by your side.

صفاء الفحل تكتب: أنقذوا السودان

عصب الشارع …بقلم:  صفاء الفحل

أنقذوا السودان

ليس من حق مليشيا الدعم السريع رفض دخول المعونات والمساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها النازحين في معسكرات الإيواء والمشردين من ديارهم في مختلف الولايات حتى اللاجئين خارج الديار كما لا يحق لحكومة إقليم دارفور (غير الموجودة أساساً) على أرض الواقع مطالبة المجتمع الدولي بأن تتولى هي إدخال تلك المساعدات وتضع نفسها مكان الدولة وهي في الواقع لا تمتلك القدرة أو الإمكانية لذلك في ظل سيطرة الدعم السريع على كافة الإقليم أو بالأحرى أنها لن تتمكن من ذلك، ومن الواضح أن تهافت حاكمها الإسمي المتواجد ببورتسودان (أركو مناوي) ليكون الأمر تحت سيطرته ليس من باب التعاطف مع هؤلاء الجوعى المرضى المشردين في ذلك الإقليم المنكوب بل من باب مساندة الحكومة الإنقلابية التي يدعمها وتدعمه في ذات الوقت.
ولا يكفي النداء العاطفي الذي اطلقته القوي المدنية الوطنية (تقدم) لكل العالم تحت شعار (أنقذوا السودان) ليكون نداءاً عالمياً وليس محلياً، رغم أهميته ولا بد لتلك القوى التي (تمتلك الإمكانية لذلك) ولابد لها من وضع خارطة طريق ومساعدة المجتمع الدولي العاجز حالياً رغم رغبته في ذلك في كيفية إيصال تلك المساعدات وفهم معادلة الصراع السوداني المعقدة ودفعه ليكون الأمر تحت قيادتها وهو أمر يحتاج إلى تحرك وجولات تعريفية للطريق الأمثل لوصول تلك المساعدات ودفع المجتمع الدولي إلى إصدار قرارات رادعة ضد كل من يقف أمام إيصال تلك المساعدات من طرفي النزاع وتكوين فرق دولية لإيصالها لمستحقيها دون تدخل الطرفين وإجبار الطرفين على الإعتراف والموافقة علي قيادتها لتلك العملية.
فالواضح أن التجارب السابقة لمنح أحد الطرفين الثقة أو حرية التصرف لإيصالها كانت تجربة فاشلة مع ظهور تلك المساعدات بالأسواق مما يعني أن طرفي القتال يستخدمان هذه المساعدات لتمويل قواتهم التي تقاتل خاصة خلال هذه الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعانيها الطرفان مع طول أمد الحرب الأمر الذي يحول دون وصول تلك المساعدات لمستحقيها بالإضافة لظهور سماسرة الأزمات الذين ينشطون للثراء خلال فترة الحرب خاصة وأن طرفي القتال يملكون الكثير من أمثال هؤلاء الأرزقية الذين يعتبرون جزءاً من إستمرار هذه الصراع الدموي .

النداء الذي أطلقته (تقدم) أمر بدون شك محمود ويحتاجه الوطن فعلاً خلال هذه الفترة ولكنه يظل ضعيف من خلال الطرح الذي تقدمت به ما لم يتبع بقرارات أخرى بالتعاون مع المجتمع الدولي، تبعد طرفي القتال عن التدخل كلياً والسيطرة على تلك المساعدات لعدم الثقة في رغبتهم الحقيقية في إيصالها لمستحقيها وحتى لا تكون أيضاً جزءًا من دعم طرفي القتال للاستمرار في القتال فعملية (خنق) الطرفين اقتصادياً هام لشل قدراتهما على الإستمرار في القتال وبالتالي تحقيق الغرض الأساسي من النداء لإنقاذ الوطن والمواطن البسيط من العبث والفوضى التي يمارسانها

ونظل نردد لا برهان ولا حمدان ولا كيزان ..

تظل الثورة مستمرة رغم التحديات ..

ويظل القصاص امر حتمي رغم الابتلاءات

والرحمة والخلود لشهداء ثورة ديسمبر العظيمة ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.