آخر الأخبار
The news is by your side.

صباح محمد الحسن .. كسلا … كُلنا شركاء !!

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. كسلا … كُلنا شركاء !!

تجددت أمس بمدينة كسلا مواجهات حول محيط سوق المدينة بحسب الأخبار، وسقط خلالها خمسة قتلى واصيب ستة آخرون اصابات متفاوتة وذلك على خلفية تسيير الرافضين للوالي الجديد على كسلا مسيرة احتجاجية، و تشير تقارير اولية غير رسمية حصلت عليها “سونا” الى وفاة خمسة اشخاص واصابة ستة آخرين، باصابات متفاوتة ويتلقون العلاج بمستشفى كسلا ومستشفى الشرطة

وعندما تسقي دماء المواطن الأرض لأسباب عنصرية يعني هذا اننا مازلنا نسير في طريق شائك للغاية ومعقد تحفه الأشواك وتشوبه المخاطر، وتعترضه متاريس الرجعية والجهل

وبما ان الأجهزة الأمنية أخفقت اخفاقاً جعل قادتها يعترفون بذلك ويشكلون لجاناً لمحاسبة منسوبيهم الذين جعلوا هذه المجزرة ممكنة فهذا يعني اننا نبحث عن الذين اختبأوا بعيدا عن المسؤولية في لجة هذه المعارك المؤسفة والموجعة

فمعلوم ان الصراع القبلي في كسلا سببه التفرقة العنصرية التي صنعتها حكومة المخلوع بين قبائل المدينة الواحدة والتمييز العنصري والطبقي لقبيلة دون غيرها من أجل التمكين والتمدد والتجذر في الحكم بقوة المهينة والسيطرة على الولايات تلك الفتنة التي قد تلاحق قادتهم منذ بدايات حكمهم الى نهاياته

قادتهم الذين علموهم المُكر، لتبقى كسلا مرتع الطيبة والإبداع والإلهام مكاناً للخوف ومهبطا لوحي الرعب أين ماسرت في طرقاتها يلوح لك زعيم قبيلة ( مُصفح) يبرز لك عضلاته القبلية ليجعل كل همه ( البقاء مقابل الدماء).

وقحت التي فشلت في قراءة المكون المجتمعي للولاية وقراءة أعرافها وتقاليدها جيدا فشلت أن تأتي برجل من الولاية لاينتمي لا لهذه ولا لتلك او حتى رأت ان تجد مخرجاً لما ادخلت المواطن، ذلك المواطن الذي لا ناقة له ولابعير في السياسة ولايفرق حتى الآن بين صورة حميدتي وحمدوك

ومثلها فشل المكون العسكري فشلاً ذريعا وكذلك الدعم السريع في الحفاظ على سودان بلا احتراب لوعودهم ببسط الأمن والسلام التي مازال لسان قولها رطباً ولكنهم يقولون مالايفعلون ، وهبة الصراع في كسلا هي شرخ عظيم على جداريات الثورة التي ترفع شعار السلمية في كل مكان عله يكون نهجاً ومرجعاً للتحاور، والمطالبة والتأييد والاعتراض او حتى الاختلاف على وجهات النظر ولكن مالها الثورة وتلك الأيادي الآثمة التي مازالت تشتم رائحة الدماء وتستنشقه كلما حنت وتذكرت انها اصبحت خارج مقاليد الحكم ضاربة بكل القيم السمحة التي ترفعها شعاراتها الزيف ان الدين دين الشريعة السمحاء تلك الشريعة التي مانصت كتبها ولا رسالتها على القتل، والفساد والفتنة، ولكن لأن الغاية تبرر الوسيلة المطلقة فقط للذي يعاني عمى البصر والبصيرة اختار البعض نار الفتنة حتى تتحقق لهم ولو بعض امانيهم ان البلاد تدخل مرحلة من الانفلات ذلك الانفلات الذي يتسببون فيه بتخطيط سابق وبفعل حاضر ( يقتلون الميت ويمشوا في جنازته ) فبثلما يجيدون التخطيط لخراب الوطن يجيدون التعازي الزائفة.

وشركاء نحن ان ضجت منصات التواصل بتحميل الذنب على الحكومة ونسينا أنفسنا اننا نوقد شرارتها احيانا في كل حرف وكل بوست وفي تغريدة، عندما نحكي بلسان العنصرية والجهوية والقبلية البغيضة لحساب قبيلة دون الاخرى.

والانفلات العنصري اشد خطراً من الإنفلات الأمني لذلك شركاء ايضا زعماء تلك القبائل في موت اتباعهم ومناصريهم وكيف لك ان تكون سيدا بين قومك ومجلسك كله يعج بالبغضاء والكره والضغينة لأخوانك في مكان واحد ووطن واحد، وكيف لك ان تكون زعيما واهلك يموتون من أجل رفع رأية قبيلتك التي عجزت انت حتى توفر لهم العيش بسلام اذن ماذا ينتظرون منها ومنك.

وفاة خمسة اشخاص هي زهـُق لأرواح طاهرة ذنبها يقع على الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري وهو ذنب سيلاحق الفلول التي نجحت في تأجيج الصراع واشعال نار الفتنة، ويلاحق زعماء القبائل وكل من ظهر على كفة الصراع او كان محركاً لها في الخفاء، ذنب يطولنا نحن كمجتمع لا يريد ان يتحرر من قبليته التي جرته سنينا الى الوراء ولازال قلبه وشيطانه يحدثه انه الأفضل على قومة بينما هو الأجهل فعلاً، الأمم تتقدم بجنسيتها وتُقبل أعلام أوطانها ونحن مازلنا ننحني للشيخ وزعيم القبليه لنقبل يده، بربكم كيف نستطيع ان نغير في أوطاننا وحكوماتنا قبل ان نغير في أنفسنا ؟!!

طيف أخير :

باكر يعود القاش وتعود عيونو حنان وتروح تداعب الموج بجناح نسيم ريــان

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.