آخر الأخبار
The news is by your side.

حمدوك ينهي بصورة مفاجئة زيارة رسمية إلى إثيوبيا

حمدوك ينهي بصورة مفاجئة زيارة رسمية إلى إثيوبيا

الخرطوم: عبدالرحمن الكيال

أنهي رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية دكتور عبد الله حمدوك ، أمس ، بصورة مفاجئة زيارة رسمية إلي إثيوبيا ، بعد ساعات من وصوله العاصمة الإثيوبية أديس ابابا ، وكان من المقرر لها يومين كاملين مما فتح مجالا لوسائل الإعلام المختلفة للبحث حول ماتم في تلك الزيارة .

وكانت قد راجت خلال الساعات الماضيه إشاعات مفادها أن الجانب الإثيوبي طلب من الوفد السوداني إنهاء الزيارة إحتجاجا على المعارك التي يقوم بها الجيش السوداني في منطقة الفشقة الحدودية مع الجانب الإثيوبي والتي يستعيد فيها الجيش السوداني مزيدا من الأراضي السودانية الزراعية التي كانت تسيطر عليها عصابات الشفتة الإثيوبية .

وكان رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك والرئيس الإثيوبي أبي احمد ، قد عقدا إجتماعا مشتركا لثلاث ساعات توصلا فيه إلي التوافق حول مجموعة من القضايا وهي إعادة إستئناف المفاوضات المتوقفة في قضية سد النهضة لتبدأ الشهر القادم ، والتحضير لقمة مشتركة للإيقاد ، إضافة إلي مناقشة ترسيم الحدود بين البلدين .

من جانبه تمسك رئيس الوزراء الاثيوبي دكتور آبي أحمد ، بمواقفه الرافضة لعقد قمة الإيقاد المقرر لها مناقشة قضية إقليم التيغراي ، معتبرا أن ما يحدث فيه شأنا داخليا .

ووفقا لمصادر إعلامية أن دكتور حمدوك رفض مواصلة الجانب السياحي في الرحلة والطقوس التي تقام للرؤساء الأجانب لعدم رضاءه على تمسك الجانب الإثيوبي بمواقفه حول إقليم التيغراي .

وكتب دكتور عبد الله حمدوك في صفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي تويتر:” وصلت صباح يوم الأحد إلى أديس أبابا للقاء رئيس الوزراء أبيي أحمد” ، مضيفاً :”أتطلع لنقاشات بناءة حول القضايا السياسية والإنسانية والأمنية ذات الإهتمام المشترك وللتنسيق في مختلف القضايا لخدمة مستقبل السلام والإستقرار والإزدهار لشعبينا الشقيقين والمنطقة” .

وكان مكتب حمدوك أشار إلي أن الزيارة الرسمية تستمرّ يومين في ظل لجوء حوالى خمسين ألف من الفارين من القتال في إقليم تيغراي الإثيوبي إلى الحدود السودانية .

ويعتبر رئيس الوزراء الوزراء السوداني دكتور عبدالله حمدوك أول رئيس حكومة يزور دولة إثيوبيا بعد إندلاع الحرب في إقليم التيغراي .

وأكد رئيس الوزراء السوداني أنه إتفق مع نظيره الإثيوبي على التحضير لعقد قمة عاجلة للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ، التي تضم سبع دول من شرق إفريقيا (هي جيبوتي واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا) ، من أجل إيجاد حل لأزمة تيغراي . ولم يؤكد الجانب الإثيوبي هذه المعلومات على الفور .

وقال مكتب رئيس الوزراء السوداني في تصريح بعد لقاء جمع حمدوك ونظيره الاثيوبي أبيي أحمد “اتفق الجانبان على عدد من القضايا في مسار العلاقات بين البلدين ، وعلى عقد قمة عاجلة لإيغاد .

إلي ذلك ذكر مكتب أبيي أحمد في بيان بعد اللقاء بين رئيسي حكومتي البلدين أن “الجانب السوداني أكد مجددا تضامنه مع الحكومة الإثيوبية في عمليات حفظ النظام التي تقوم بها” .

وأكد وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين ، أن الجانبين عقدا مباحثات مثمرة وتم الإتفاق على كافة القضايا المطروحة خلال الإجتماع المغلق بين رئيسي وزراء البلدين ، لا سيما قمة إيغاد الطارئة وإستئناف عمل لجنة مشتركة حول ترسيم الحدود بين البلدين .

وأضافت الخارجية السودانية أن رئيسي الوزراء قررا خلال الإجتماع إستئناف مفاوضات سد النهضة الأسبوع المقبل .

وفي السياق كشف الباحث في الشؤون الإفريقية محمد العروسي ، عن أهم الملفات التي تم طرحها على طاولة المباحثات بين رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد ونظيره السوداني دكتور عبد الله حمدوك في العاصمة الإثيوبية ، مؤكدا مدى التقارب بين هاذين المسؤولين فيما يتعلق بقضية سد النهضة والمفاوضات العالقة بشأنها ، كما توقع تسوية وضعية اللاجئين الإثيوبيين الفاريين من النزاع في إقليم تيغراي .

وأشار الباحث في الشؤون الإفريقية ، إلي أن الزيارة الرسمية التي قام بها حمدوك تأتي في خضم عدة تطورات تشهدها المنطقة ، وأنها تأتي تجسيدا للعلاقات التي تجمع بين البلدين ، مشيرا إلي القضايا المشتركة والتي يتطلع القادة في إفريقيا إلي نقاش حولها مثل قضية سد النهضة وقضايا اللاجئين ، مؤكدا أن مثل هذه القضايا تربط بين البلدين .

وقال العروسي :”نحن نعلم أننا في ظل هذه التحركات الإقليمية ، كمناورات نسور النيل والتي علق عليها الكثير آمالهم من قبل الإعلام المصري وغيره وذكروا بان هذه تعد إنحياز من السودان ضد إثيوبيا ، وهذا الامر تكذبه الوقائع التي تحدث علي أرض الواقع” ، وأضاف :” هناك لتجسيد للعلاقات من خلال التعاون المشترك وبالتالي هذه الزيارة يمكن ان نطلق عليها أنها زيارة تأتي في ظل مرور القارة الإفريقية بالعديد من المنعطفات” .

وحول مفاوضات سد النهضة ، قال الباحث في الشؤون الإفريقية :”نحن ندرك ان السودان إنسحب مؤخرا من هذه المفاوضات لتحفظه علي طريقة إدارة المفاوضات من قبل الإتحاد الإفريقي ، ومع ذلك العلاقات التي بين البلدين أكبر من كل هذه المصالح التي ربما هي لها وقت محدد” ، وتلبع:”هي مؤقته ربما بمدة معينة والقادة في البلدين مستعدون لتجاوز كافة الخلافات” .

وأكد محمد العروسي أن قادة البلدين لديهم العديد من الإستراتيجيات التي ربما تحمي المنطقة من الكوارث التي تسببها بعض الأطراف الإقليمية لنيل المصالح .

وأوضح العروسي أن هذه الزيارة تلاقي ترحيبا واسعا في الأوساط الشعبية والرسمية بالبلدين ، لافتا إلي أن هناك زيارات كانت سبقت هذه الزيارة سواءا كان علي الصعيد العسكري أو السياسي ، حيث مؤخرا كان في إثيوبيا السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وكذلك العديد من القيادات السودانية وكذلك العديد من القيادات الإثيوبية التي كانت تذهب إلي السودان لتناقش مع الأشقاء في السودان في كافة الملفات المشتركة .

وحول تقييمه للرؤية بين آبي أحمد وحمدوك لحسم مسألة سد النهضة ، ذكر الباحث في الشؤون الإفريقية ، أن في الخطابات الرسمية التي تصدر من الحكومة السودانية أو الإثيوبية هناك إشادة علي أعلي المستويات بين البلدين بدور جانب الآخر ،مضيفا أن اثيوبيا والسودان ليست هما طرفا وحيدا في الأزمة كذلك مصر ، مشددا علي أنه لابد من أن تتوفر الإرادة السياسية لدي كافة الأطراف حتي تصل القارة الإفريقية إلي بر الأمان .

وقال محمد العروسي:” وسائل الاعلام التي تستخدمها الأطراف كسلاح في أزمة سد النهضة من خلال إستغلال الأحداث التي تجري في إثيوبيا أو السودان من خلال محاولة الإيقاع بين الشعوب ، لايعلمون أن إثيوبيا تمضي لتحتل مكانتها التي تليق بها في القارة الإفريقية” ، وتابع:”وطبعا هذه الزيارة لانتفاخر كما يفعل الأشقاء المصريين بأن أي زيارة تعد إنحياز من جانب السودان لهم ، لكن نقول أنها تعزز وتجسد العلاقات المتينة التي تجمع بين البلدين الشقيقين” .

وفيما يدور في ملف اللاجئين الإثيوبيين الذين نزحوا إلي الحدود السودانية ، قال الباحث في الشؤون الإفريقية :”يبدو ان الحكومة الإثيوبية الآن تركيزها الاكبر واهتمامها الاكبر يتعلق بهؤلاء اللاجئين الذين نزحوا إثر هذه العمليات العسكرية ، موضحا أنها عملية لإنفاذ القانون التي بدأت بها الحكومة الفيدرالية ضد من تسميهم بالمتمردين من يزعزعون أمن واستقرار المنطقة جبهة معينة إتهمتها بأنها في قائمة الإرهاب” .

وإستعرض العروسي العديد من الخطوات التي إتخذتها الحكومة الإثيوبية ابتداءا عندما أعلنت عن العمل علي إعادة هؤلاء النازحين ومتابعة أوضاعهم وتكليف فريق لجنة تقصي الحقائق لتقديم الجناة والذين تعرضوا للمدنيين بأي شكل كان ومن أي طرف كان سواءا كان من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أو كانوا من القوات الفيدرالية أو أي من المواطنين حتي من الذين إرتكبوا أي جرائم بحق الأبرياء والمدنيين .

وأكد محمد العروسي أن الحكومة الإثيوبية تعمل علي إعادة خدمة الإنترنت وإعادة خدمات الإتصال لإقليم تيغراي وتعمل الحكومة أيضا علي مناقشة هذه المسائل بالتنسيق مع المنظمات والوكالات الدولية التي تعني بهذا الجانب .

وتمني العروسي إعادة هؤلاء اللاجئين وحمايتهم والوقوف بجانبهم وإعادة الإعمار في إقليم تيغراي الذي هو جزء من المكون الإثيوبي .

وفيما يختص بتداعيات النزاع حول إقليم تيغراي وقضايا التطبيع مع إسرائيل الذي يقدم عليه السودان ، كشف الباحث في الشؤون الإفريقية عن إعتقاده أن مسائل مايسمي التطبيع او مايسمي بالعلاقات بين دولة إسرائيل أو كذلك الدول الإفريقية الأخري ، ليس من إهتمامات إثيوبيا الفردية ،

وأضاف محمد العروسي ، ربما هناك علاقات إثيوبيا والاطراف الإقليمية الأخري ، معتقدا أن هذه قرارات سيادية لكل دولة والقضايا الإفريقية كذلك إثيوبيا تنظر إليها علي أنها قضايا داخلية .

وأشار الباحث في الشؤون الإفريقية إلي أنه لايوجد هناك مايهدد المجتمع الدولي من قبل إفريقيا إنما هي المسائل التي يتم فيها إقحام المجتمع الدولي في قضايا القارة الإفريقية ، ويستند علي بعض التقارير الفردية التي تأتي من طرف واحد فيتدخل في الشؤون الإفريقية ليمزق الوحدة الإفريقية ويفرض قراراته ، وتابع:”

يبدو أن هذا الموقف وهذا المنهج ليس له قبول في القارة الإفريقية ، وأضاف :”قام الدكتور آبي أحمد بإستلام مقاليد الحكم في البلاد وإتبع سياسة تصفير الأزمات مع كل الأطراف المتأزمة في اريتريا جيبوتي وكينيا وكذلك العديد من الدول الإفريقية” ، وأردف قائلا:” بل أن إثيوبيا ساهمت في تكوين أوتوحيد كلمة السودانيين من خلال الوساطة التي قامت بها من خلال الملفات الدولية وملف حقوق الإنسان وغيرها من القضايا ، تريد إثيوبيا أن تضع فيها بصمتها في شكل يزيد من قدرتها علي التوائم مع هذه الملفات بشكل جيد” .

الجدير بالذكر أن الوفد الذي رافق دكتور حمدوك ، كان مؤلفا من وزير الخارجية المكلف ، ومدير جهاز المخابرات العامة ، ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة ، ومدير الإستخبارات العسكرية .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.