” حزب الأغلبية الصامتة/ حزب لجان المقاومة ” سراب يحسبه الظمآن ماء !!!
” حزب الأغلبية الصامتة/ حزب لجان المقاومة ” سراب يحسبه الظمآن ماء !!!
بقلم: د. احمد المفتي
اولا : اوضح المقال الذي كتب مؤخرا ، داعيا لتكوين ” حزب الأغلبية الصامتة / حزب لجان المقاومة ” ، أن حيثيات تكوين الحزب ، تتلخص في الآتي :
١. انه قد وجدت الدعوة لتكوين ” حزب الأغلبية الصامتة / حزب لجان المقاومة ” ، عقيدته السودان ، صدى إيجابياً واسعاً ، من ” جميع ” قطاعات المجتمع ما عدا الأحزاب ، التي تكرر فشلها منذ الاستقلال ، ولا شك أن ذلك بداية ” غير موفقة ” ، لأن كاتب المقال لا يملك آلية ، لمعرفة ان الدعوة قد وجدت صدي إيجابيا لدي ” جميع ” قطاعات المجتمع .
٢. ان اعتراض الأحزاب ، قد جاء بحجة أن الدعوة ، تستهدف تسيس لجان المقاومة ، وشباب الثورة ، علي الرغم من أن ذلك التسيس من حقهم ، لأنهم هم الأغلبية الصامتة غير المتحزبة ، التي صنعت الثورة .
٣. ان الحزب الجديد سوف يطرح رؤاه الخلافية ليقرر فيها الشعب ، و لا فضل فيه لمواطن على آخر إلا بمقدار حبه لهذا الوطن .
٤. وان الحزب سوف يعطي القيادة للشباب ، والكبار يدعمونهم ويساعدونهم بالرأي .
٥. والمطلوب هو جمع كل المحاولات الجارية الآن ، في كيان واحد هو حزب الأغلبية الصامتة / حزب لجان المقاومة .
ثانيا : وفي اعتقادنا ، أنه لا توجد دعوة لتكوين حزب ، اضعف من الدعوة أعلاه ، وكانما هي قد صدرت لتنفير الناس عن الحزب الجديد ، وليس للدعوة له .
ثالثا : والسبب في ذلك أن المقال لم يذكر ” نقطة واحدة ” ، تجعل الحزب الجديد ، يختلف عن الأحزاب العاملة في الساحة ، ولو نظريا .
رابعا : والشاهد علي ما نقول ، هو أن الحزب سوف يتكون من اجل تحقيق هدفين فقط ، وهما في ، ذات الوقت ، جزءا يسيرا مما تنص عليه وثائق كل الاحزاب السياسية ، بلا استثناء ، وهما :
١. إعطاء الشعب الحق في التقرير في إلرؤي الخلافية ، كما ورد في الفقرة اولا (٣) أعلاه .
٢. إعطاء القيادة للشباب التي وردت في الفقرة اولا ( ٤ ) .
خامسا : ولأن التكوين الحزبي ، لا يختلف كثيرا ، بطبيعته ، عن ما تسير عليه الأحزاب السياسية الموجودة علي الساحة السياسية ، أو التي سوف تكون لاحقا ، فإننا ندعو منذ العام 2005 ، الي توحيد الجماهير في حركة جماهيرية حقوقية سودانية ح ج ح س ، وليس حزبا سياسيا ، وذلك لإصلاح الأحزاب السياسية ، ب ” كيانات ” ، ضغط جماهيري حقوقي مستدام بعد الفترة الانتقالية ( مثل لجان المقاومة ) .
سادسا : وبصفة خاصة ، فإننا نري ، ان الزج بلجان المقاومة في المعترك السياسي الحزبي ، كحزب قائما بذاته ، اوضمن احزاب اخري ، فانه سوف يؤدي إلي ذوبانها في الأحزاب السياسية ، كما ذابت الكيانات الجماهيرية ، التي فجرت ثورة أكتوبر 1964 ، واننفاضة أبريل 1985 ، في حين أنها كان ينبغي أن تكون كيانات جماهيرية مستدامة ، حتي بعد انتهاء الفترة الانتقالية ، لتضمن استدامة الثورة .