آخر الأخبار
The news is by your side.

حتى لايجرفكم الفيضان

حتى لايجرفكم الفيضان

بقلم: عبدالدين سلامه
يبدو أن الإبادة الجماعية بسترات الأمونيوم أصبحت تقليعة جديدة ، فهاهي الخرطوم بعد بيروت ، تعلن محاصرتها بالأمونيوم من قبل أطراف لم تعرّف عنهم سوى بالعدد الذي قالت أنه تم القبض عليه ، وما يلفت النظر أن معظم تحليلات الرأي العام استقبلت الأمر بلامبالاة ولاتصديق ، وبسخرية واستهزاء .

وبغض النظر عن الإتجاهات التحليلية المتناقضة ، إلا أن الخبر يكشف مدى البون الشاسع بين ثقة المواطن في مؤسساته العسكرية برغم اجتهادات قائد الشرطة المقدرة في تحسين الصورة بمختلف الطرق والوسائل ، فعودة الثقة بين الشارع وأجهزته العسكرية هي الخطوة الأولى نحو الاستقرار ، وبالتأكيد لن يتأتى ذلك إلا عبر فاتورة قد تكون مؤلمة للعسكر ، وهي إعادة الشركات التجارية للشعب وتركيز الأجهزة العسكرية على وظائفها الأساسية التي تحتاج الكثير .

ومعظم مشاكلنا أيا كان مسببوها ، تتنزل في خاتمة المطاف لمصادمة بين الشعب والشرطه ، فخطأ اي مسؤول او جهة وأيضا شغب اي جهة مؤيدة أو معارضه ، يتم دائما دفع فاتورتها في صدام بين الشعب ومن يفترض أن تكون شرطته ، ولذلك وجب على القائمين بالأمر البداية بالشرطة والأمن اللذان يحتاجان اهتماما متزايدا في البناء والقوانين والصلاحيات وقناعة وعقيدة الارتباط بالقانون والوطن لا الزي والسلطه.

متغيرات كثيرة ستحدث في الفترة القادمه تحتاج لتقنين علاقة الشعب بشرطته وأمنه ، فوفد اتفاقية محاصصات جوبا قد نزل الميدان أخيرا ، وكل مانتمناه هو أن يسعى عبر مايقوم به من خطوات إلى تغيير قناعاتنا به ، فتصريحات مسؤوليه حتى الآن تبشّر بخير ، غير أننا تعودنا من مسؤولي وطننا بمختلف انتماءاتهم ، على معسول دبلوماسية التصريحات التي يتم ترجمتها دائما بالنّقيض.

وما أثلج الصدر أن حزب الإمام الفاقد للبوصلة لم يتأخر عن فلاشات كاميرات الاستقبال فقد كانت أميرته المنصورة في مقدمة الركب ، وكنت أتمنى أن يحذو مناوي حذوها بدلا عن الهوهوة غير المبررة التي ظل يزمجر بها رغم توقيعه الاتفاق مع المتحاصصين ، كما نتمنى أن يستجيب ساكن فنادق باريس لتكتمل خطوات نزع فتيل احتمالات التمرد في وطن نجتهد اجتهادا للملمة أشلاءه وشظاياه المبعثرة في كل الاتجاهات .

وتبقى إدانة المحكمة للثوار اليافعين بتهمة الإزعاج بسجن وغرامة ، أمر يحتاج منا الوقوف ، فيافعي الثوار حتى لو أخذتهم الحماسة وارتكبوا تجاوزات صغيرة ، فإن الفكر الثوري من المفترض أن يتجه لتقويمهم وتصحيحهم لأن ثورتنا هي ثورة بناء الانسان لا تجريمه ، وحتى السرعة الصاروخية التي تمت بها المحاكمة تجعلنا نفغر الأفواه متسائلين عن السبب الذي منع القضاء من استخدامها في قضية فضّ الاعتصام بالرغم من أن الجميع يعرف الفاعل إلا اللجنة القانونية المكلفة بالأمر ، وأيضا المحكمة المكلفة بالتحقيق في انقلاب 89 بالرغم من أن المتهمين لم ينكروا صلتهم بالانقلاب ولاقيامهم به ، ولا اللجان القضائية المختصة بأحداث اعتصام نيرتتي وكسلا وبورتسودان وغيرها ، ولاندري لماذا فقط الثوار تتم محاكمتهم دائما بسرعه !!!!!!!

سرعة التّشفي في محاكمات الثوار يجب أن تتوقف ، وبطء وجرجرة محاكمات غيرهم يجب أن يتم تسريعها وإلا فإن فيضانا آخر أشد من فيضان النيل سيغمر كل مسلحينا وعسكرنا وساستنا ، ففيضان الثورة لو تحرك لن توقفه أقوى المتاريس.
وقد بلغت

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.