آخر الأخبار
The news is by your side.

تعرف على السبب الحقيقي المخفي لمجزرة الرزيقات للفلاتة

تعرف على السبب الحقيقي المخفي لمجزرة الرزيقات للفلاتة في دارفور ليزول عجبك ؟
بقلم: ثروت قاسم

صباح الثلاثاء 5 مايو 2020 ، قام شباب منفلت من الرعاة الرحل من عشيرة المهارية ، عشيرة حميتي ، في قبيلة الرزيقات في قرية مرة في محافظة تلس في ولاية جنوب دارفور ، بسرقة ماشية تتبع لقبيلة الفلاتة المستوطنين قرية مرة . قاوم الفلاتة النهب المسلح ، ومات 9 في الدواس المسلح بين الفريقين ، اغلبهم من الفلاتة.

في يوم الاربعاء 6 مايو 2020 ، قاد مسلحون من الرزيقات هجوما على الفلاتة في قرية مرة انتقاما لمقتل لاثنين من شبابهم يوم الثلاثاء 5 مايو 2020 في العراك بين الطرفين ، ومات في العدوان 21 من الفلاتة ، تم حرق جثثهم والتمثيل بها … كيتن في الزرقة الذين يتطاولون على الارب ، وعشان تاني . ينطق الزرقة العين الف ، ويقصدون بالارب العرب .

بعدها قام المعتدون من الرزيقات الى تراويحهم ، فقد كانوا صائمين ؟
في يوم الخميس 7 مايو 2020 ، ارسل الفريق عبدالرحيم دلقو ، نائب قوات الدعم السريع ، متحرك اعادة الحق المكون من 300 تاتشر مزودة بمدافع الدوشكا والاربجي لحفظ الامن ومحاولة الصلح بين الفريقين … هذا من اهله وهذا من عدوه .

انكر وكيل ناظر الفلاتة عيسى ادريس يوسف ، ورئيس وفد الرزيقات محمد عيسى عليو وكذلك الفريق عبدالرحيم دقلو حدوث نهب مسلح ، وانكروا وجود اي مشاكل بين القبيلتين ، بل سمن وعسل ولبن بينهما … مؤكدين وجود طرف ثالث يؤجج الصراع بين القبيلتين ، دون تسميته .

إنعدام الشفافية ، وعدم مواجهة الحقائق الماثلة على الارض، وتجاهل تحديد اسباب الدواس المسلح بين القبيلتين من أن لآخر طيلة العقود المنصرمة ، وعدم العمل على إزالة هذه الاسباب ، وعدم تحديد المجرمين وتعويض المتضررين … هذه وتلك وغيرهما من عشوائيات اجرائية تقود الى ( الشعور ) بالظلم ، وبالتالي إلى تجدد الاشتباكات المسلحة مستقبلاً ، ليس فقط بين قبيلة الفلاتة وقبيلة الرزيقات ، بل بين قبائل الزرقة والقبائل المُسماة عربية في دارفور … كما حدث في مجازر الجنينة في يناير 2020 .

يكاد المرء يرى النيران تحت رماد دارفور ؟
زعم احدهم ، وبعضه إثم ، إن العرب والزرقة طرفان نقيضان لا يجتمع أحدهما مع الآخر على حالة واحدة، أي لا يصلح أحدهما مع الآخر. وإن كان ذلك هو مفهوم النقائض في علم المنطق، فليس الحال كذلك في علم السياسة.

السياسة هي تدبير أمور الناس الذين خلقهم الله شعوباً وقبائل لتتعارف وتتآلف، لا لتتشاكس وتتنافر. هم الناس الذين لو شاء ربك لجعل منهم أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. هم الناس الذين في اختلاف ألسنتهم وألوانهم آية للعالمين. وهم، فوق ذلك، الناس الذين لولا دفع بعضهم ببعض «لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً».

ومما لا ريب فيه أن الذين لا يدركون بدهية التنوع والتدافع واختلاف الألسنة والألوان والاعراق والاثنيات بين الناس، أو يتظنون أنهم دون غيرهم ، يملكون مفتاح مغاليق الكون هم، في حقيقة الأمر، دوغماطيون، والدوغماطي وحده هو الذي يتوهم أن للحقيقة وجهاً واحداً ، يملكه هو وحده دون غيره من عباد الرحمن ؟.

فمُحاياة الناس بعضهم بعضاً على اختلاف منابتهم العرقية ومنابعهم الإثنية ثم الرضا عن طيب خاطر بحقيقة التدافع بينهم، هو الذي يحول دون الغلو، ويحقق التوازن بين الناس والمجتمعات.
انتهى زعم صاحبنا ، وما هو بمجنون .

من جانبنا ، نزعم ، وكله حق ، بأن السبب الخفي والحقيقي بين الصراعات القبلية في دارفور بين الزرقة والعرب هو ( شعور ) الزرقة بالظلم والمهانة والحقارة من القبائل العربية ، وبالاخص قبيلة الرزيقات . و( شعور) القبائل العربية خصوصاً قبيلة الرزيقات بالتفوق العرقي والاثني على قبائل الزرقة ، وبالتالي معاملتهم كما يعامل السيد عبيده ؟.

استولد هذا ( الشعور) الشيطاني الاستاذ علي عثمان محمد طه ، الرجل الذي اوقد محارق دارفور ، كما يتهمه اهلنا في دارفور .

ولذلك قصة تُحكى ، فاصبر نفسك معي يا حبيب لتعرف الخطوط العريضة لهذه القصة الشيطانية .
في عام 2002 ، اطلق النائب الاول علي عثمان محمد طه ، سراح موسى هلال ( 1961) من عشيرة المحاميد في قبيلة الرزيقات ، من السجن ، فقد كان محبوساُ في قضية نهب مسلح وقتل . فك اسره مقابل قيادة موسى هلال لمليشيات عربية قبلية لمواجهة حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وحركات مسلحة اخرى ، كانوا يخططون ، بزعم النائب الاول ، وكله إثم ، لإبادة العرق العربي في دارفور والقضاء عليه .

صدق موسى هلال مزاعم النائب الاول الباطلة ، وزرعها في وجدان شباب قبيلة الرزيقات ، الذين هبوا للافطار بالزرقة ، قبل ان يتغدوا بهم ، كما حذرهم النائب الاول .
تحت اشراف النائب الاول ودعمه اللوجستي والمادي الا محدود ، كون موسى هلال ميليشيات الجنجويد . اسم جنجويد يرمز لجني على ظهر جواد ويحمل رشاش جيم 3 المعروف في دارفور :
G3
والجمع : جن على ظهور جياد ويحملون رشاشات جيم 3 … ولكنهم صاروا يمتطون التاتشرات ذات الدفع الرباعي ؟.

في يناير 2003 جند موسى هلال ابن عمه حميتي ( 1975 ) من عشيرة المهارية في قبيلةالرزيقات في ميليشيات الجنجويد .

تحت القيادة الميدانية لللشاب حميتي ( 27 سنة وقتها ) ، بدأت قوات الجنجويد سلخاناتها ، وحرقها لقرى الزرقة ، وقتلها لشباب الزرقة ، وسبيها لنساء الزرقة … خصوصا بعد هجوم قوات العدل والمساواة وقوات حركة تحرير السودان على مطار الفاشر في ابريل 2003 ، وتدميرهم لعدد من الطائرات .

السيناريو واحد لا يتغير خلال عام 2003 وما بعده …
يحيط حميتي وشرزمة من عصابته الإجرامية في حوالى مائة جنجويدي ، وهم على ظهور الخيل والكلاشات المُعمرة في أياديهم ، بقرية وادعة من قرى الزرقة ، ساعات قليلة قبل طلوع الفجر . يتصل بتلفونه الثريا المربوط بالأقمار الصناعية بكابتن طائرة الأنتنوف المحلقة في سموات المنطقة ، ليخبره بأنهم جاهزون .

يرمي ، عشوائياً ، كابتن الطائرة القنابل ( العويرة ) على القرية الوادعة النائمة . يقوم الناس من نومهم مذعورين ، مولين الفرار خارج القرية ، هاربين من القنابل الواقعة من السماء على قريتهم.

لا يصوب الكابتن القنابل على هدف معين ، بل يلقيها عشوائياً . ليس الهدف من القنابل تدمير قطاطي القرية أو قتل ساكنيها . الهدف الحصري من القنابل ( العويرة ) إشاعة الفزع والهلع في قلوب سكان القرية ليهربوا بجلودهم من قريتهم . عند خروجهم من القرية فزعين وجلين ، يجدون حميتي وجنجويده في إنتظارهم بكلاشتهم المعمرة . ي

صوب الجنجويد كلاشاتهم نحو الشباب والرجال الفارين ، فيقضون عليهم جميعهم كلهم ، إلا من تلحقه معجزة السماء فينجو من كلاشات حميتي وجنجويده ، ويفر في بطن الصحراء لا يلوي على شئ ، حتى يموت بلدغة ثعبان أو عقرب أو من العطش والجوع . يترك الجنجويد الشيوخ والشيخات يفرون في جوف الصحراء البهيم ، ولا يخسرون طلقاتهم في قتلهم . يحتفظون بفتيات الزرقة كسبايا للمتعة الجنسية وخادمات.

يقوم الجنجويد بقبر القتلى من الشباب والرجال في مقابر جماعية خارج القرية ، ويسون المقابر بالأرض حتى يصعب التعرف عليها لاحقاً . ثم يدخل الجنجويد القرية .

يركز الجنجويد اولاً على حرق مخازن الذرة والدخن في القرية حتى لا يجد ثوار حركات دارفور الحاملة السلاح أي مؤن أو شونات لقواتهم ، إذا فكروا في دخول القرية المحروقة لاحقاً . ثم يقومون بحرق جميع وكل قطاطي القرية ومبانيها ، بما فيها من دجاج وغنم وأبقار . وإذا وجدوا شيخاً مقعداً لم يستطع الفرار كغيره من الفارين ، يقومون بحرقه حياً داخل قطيته ، حتي لا يتكلم لاحقاً .

بعد أن تقضي النيران على كل القرية ، يتحرك حميتي في معية جنجويده للقرية التالية . وهكذا دواليك .

الهدف من هذه العملية التدميرية هو تجفيف البرك حتى لا يجد السمك ما يقتات به فيموت جوعاً وعطشاً … السمك هو ثوار حركات دارفور الحاملة السلاح .

يمضي حميتي وجنجويده من قرية إلى أخرى ، واحمد هارون الكوروني يغدق عليهم في المال والذخيرة والكلاشات الجديدة ، بغير حساب . سنتها ( 2003 ) كان احمدهارون وزير دولة في وزارة الداخلية ، ومسؤول لدي الرئيس البشير مباشرة عن ملف أبادات دارفور الجماعية ، بمساعدة الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، وزير الدفاع سنتها .

إستشهد في عمليات حميتي ، المدعومة من أحمد هارون وعبدالرحيم محمد حسين والمرعية من الرئيس البشير شخصياً ، اكثر من 300 الف شهيد ، رغم إن الرئيس البشير يغالط في أن الرقم لا يتعدى 10 الف قتيل فقط … فقط تحتها خطين .

العملية ليست كلها خسارات في الأنفس والثمرات ، بل فيها بعض المكاسب .

كسب الرئيس البشير أمر قبض المرحوم اوكامبو ، الذي نسيه الناس ومعه أمر قبضه . نجح إعلام الرئيس البشير في تشويه المخيلة الشعبية بأكاذيبه القوبلزية ، فصار أمر قبض الإبادات الجماعية قلادة على صدر الرئيس البشير ، وقال الوالي مالك عقار ، والى ولاية النيل الأزرق وقتها في عام 2009 عن أمر قبض الإبادات الجماعية : دي بلبصة ساي يا سيادة الرئيس ؟.

في يوم الجمعة 8 مايو 2020 ، إنضمت 16 حركة مسلحة للجبهة الثورية وتحالف قوى نداء السودان في المطالبة بتسليم الساقط البشير لمحكمة الجنايات الدولية كشرط لتحقيق السلام.

بعد كواريك المجتمع الدولي ، وضع النائب الاول ميليشيات الجنجويد تحت قيادة قوات حرس الحدود النظامية ، وضعاً شكلياً وللتمويه ، فقد كانت هذه الميليشيات مستقلة تماما .

في ذلك الوقت حدث التعارف بين الرئيس البرهان الذي كان احد قادة حرس الحدود والشاب حميتي .

في عام 2006 ، اصدر مجلس الامن عقوبات ضد موسى هلال ، لسلخاناته في دارفور . في يناير 2008 ، استدعى النائب الاول موسى هلال للخرطوم للتمويه على مجلس الامن ، وليخلى الميدان لحميتي في دارفور ، وعينه مستشارا لوزير الحكم الاتحادي .

صار موسى هلال مساعد حلة النائب الاول ، فرجع الى دارفور في عام 2013 مغاضباً ، وكون في عام 2014 قوات مجلس الصحوة ، ضد نظام الكيزان . رفض موسى هلال نزع سلاح قواته ، كما امره تلميذه حميتي .

في هذا الاثناء اشتد ساعد حميتي ، وفي عام 2013 صارت ميليشياته قوات الدعم السريع ، وتم إلحاقها ، صورياً ، بجهاز المخابرات والامن الوطني ، بعد رفض قادة الجيش ضمها للجيش السوداني لوساخاتها ؟ ولاحقا وفي عام 2015 تم تعديل الدستور السوداني لتصير قوات الدعم السريع قوات نظامية في الجيش السوداني ، ولكن تحت قيادة حميتي وليس القائد العام للجيش، وتحت رئاسة الساقط البشير مباشرة .

نرجع لموسى هلال .
سلط الساقط البشير على موسى هلال تلميذه حميتي ، الذي قبض على موسى هلال بعد معركة دامية في مستريحة في نوفمبر 2017 ، وقام حميتي بسجن استاذه في الجنجويدية موسى هلال في سجون حميتي في الخرطوم ، التي لا يزال محبوساً فيها ، جزاءً وفاقا لتعليم تلميذه الجنجويدية ، فلما اشتد ساعده جنجده ، كما جنجد حميتي الساقط البشير في ابريل 2019 ، وسجنه في كوبر ، حيث لا يزال يشتكي من البعوض ، وروائح دورات المياه العفنة .

نواصل مع حميتي …

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.