آخر الأخبار
The news is by your side.

تحت الشمس … بقلم: ناصر حسن .. في آذانهم وقرا

تحت الشمس … بقلم: ناصر حسن .. في آذانهم وقرا

كثير من الاقتصاديين والمهتمين بالحالة الإقتصادية المزرية التي وصل لها السودان قدموا حلولا

واطروحات لحل الأزمة المستفحلة لكن المسؤولين إنطبق عليهم قول الله تعالي (ومنهم من

يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا.. إلي آخر الآية) فكل الحلول

التي قُدمت ظلت حبيسة أدراج المسؤولين وبعضها لسلة المهملات.

قدمت إحدى المنظمات الطوعية السودانية برنامجاً إلكترونياً يعتمد علي البطاقة القومية لتنظيم

السلع المدعومة وضمان وصولها لمستحقيها مع توفير نقدي ضخم للدولة بتشجيع الترشيد

الاستهلاكي لذات السلع المدعومة ، وطرقت تلك المنظمة ابواب وزارتي التجارة والبترول وبعد

إحباط عرضت ما لديها في معرض الخرطوم الدولي عسى أن تجد من المسؤولين من يلتقط

الفكرة  ويوجه بتنفيذها.

ببساطة المنظومة إلكترونية لدعم الخبز والوقود والغاز وتقبل اي سلعة تخضع للدعم. تمكنها

من التحكم في ترشيد دعم السلعة وايصالها الي مستحقيها ، ومن منع تسربها او بيعها في

السوق. ومنذ اول عام ستوفر المنظومة للدولة ما يقارب كل قيمة الدعم الكُلي المُهدر .. تعتمد

المنظومة على قاعدة بيانات سكانية يجرى اعدادها بدقة تضم كل مستحقي الدعم ،وبناء عليها

سيتم توزيع بطاقات قومية إلكترونية للأسر لشراء السلع المدعومة.

المخابز كلها قطاع خاص وستشترى الدقيق بالسعر العالمي، وتبيعه بسعر تجاري ، ماعدا حملة

البطاقات الذكية تبيع لهم بمعدل خمسة رغيف يوميا للفرد.

يتم الشراء بواسطة البطاقات الذكية ، وتلقائيا يتم تسجيل عمليات البيع إلكترونيا في حساب

كل مخبز في نظام الدعم الإلكتروني الذي انشاته الحكومة،

تقوم الحكومة يوميا وبشكل تلقائي من خلال الشبكة الإلكترونية لنظام الدعم بإيداع الفارق في

سعر الرغيف المباع بين السعر المدعوم وسعر السوق ، في الحسابات البنكية لكل المخابز في

السودان ، هذا النظام يضمن ان تقوم الحكومة بتوجيه الدعم للأسر المستحقة فقط ليس ذلك

فحسب بل انها كذلك لا تدفع الفرق في سعر الخبز الا للكمية المباعة فعلا من الرغيف.

وهذا النظام يخدم المواطنيين السودانيين فقط دون غيرهم . نفس النظام هذا تعمل به مصر

وصنفه البنك الدولي كافضل نظام دعم في العالم ومن خلال نفس المنظومة تقوم الحكومة

بتشجيع وتحفيز الأسر على خفض استهلاك السلع ، فالاسرة التي تستهلك خبزا أقل من

حصتها الشهرية، تدفع لها نصف قيمة الدعم للكمية التي تخلت عنها في اخر يوم عمل من كل

شهر عن طريق ايداع نقدي في بطاقك الأسرة. وبامكانها ان تشترى بهذا الإيداع سلع غذائية

بأسعار مخفضة من منظومة التموين.

المنظومة محمكة وبسيطة وبامكانها ان توفر مبالغ طائلة للدولة لو تم تطبيقها وتضمن توجيه

الدعم لمستحقيه إضافة لامكانية استخدامها لتقديم خدمات أخرى كالدعم الاجتماعي و اي

أموال مساعدات طارئة كما يمكن ربطها بالرقم الوطنى.

فلم لا تسعى الحكومة لانشاء منظومة كتلك، توفر لها مئات الملايين من الدولارات سنويا وكثير

من الجهد ، وتقضي تماما على التهريب واستغلال كبار راسمالية الصناعات الغذائية للدقيق

لنظام الدعم الحالي وتوفر للناس الكثير من الوقت المهدر في الصفوف …

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.