آخر الأخبار
The news is by your side.

تحالف الغباء والوباء وشدة البلاء … بقلم: جعفر عباس

تحالف الغباء والوباء وشدة البلاء … بقلم: جعفر عباس

 

أعذر البسطاء الفقراء الذين لا يدركون خطورة الأوضاع الصحية، ويحاولون توفير ضروريات الحياة غير عابئين بقرارات الحظر، ويعملون بمنطق “في الحالتين انا الضائع: لو خرجنا من بيوتنا ووب ولو لم نغادرها ووبين”، فكما أن الضرورات تبيح المحظورات كما يقضي الشرع فإن توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة يجعلهم يغامرون بالخروج من بيوتهم في هذه الظروف الصعبة

ولكن من يستحق ان نلقمه حجرا، هو كل غبي يردد مع الكيزان في كل منبر ومنتدى “ما شفنا كورونا وما تغشونا”، وهؤلاء فيما يبدو يعيشون في قواقع، ولا يعرفون شيئا عن العالم الخارجي، ولو رأوا ما تفعل الكورونا بالطليان والامريكان والاسبان لتمنوا ان يعودوا الى بطون أمهاتهم

الوضع خطير جدا يا أعزائي فبالأمس تم تسجيل ١٥إصابة جديدة بفيروس كورونا في ولاية الخرطوم. وبهذا يرتفع العدد الكلي لحالات الي (١٠٧) حالة، وبهذه الوتيرة فمن المؤكد أنه سيحدث صعود صاروخي في عدد الإصابات والوفيات- بالآلاف- خلال الأسابيع القليلة المقبلة، علما بأن معدلات فحص المصابين متدنية جدا لعدم وجود الأجهزة اللازمة، وبالمناسبة فحتى لو عندك المال اللازم لشرائها فلن تجد من يبيعها لك، فجميع الدول تعاني من نقص تلك الأجهزة (جمعت روابط المهنيين والمرأة السودانية في قطر مليوني ريال خلال 10 أيام بالتنسيق مع جمعية قطر الخيرية ونأمل ان تسهم في نجاح حملة الوقاية من الكورونا- أكرر الوقاية لأنه لا يوجد “علاج” لها)

مكمن الخطر الأكبر هو أن الأغبياء الذين يخفون الإصابة بالكورونا او يتسترون على المصابين بها ويدلون بمعلومات كاذبة للسلطات الصحية يهددون مرافقنا الصحية بالانهيار التام كما حذرت لجنة أطباء السودان المركزية “حيث أن نزف الكوادر قد بدأ بالفعل نتيجة لعدم توفير معينات العمل والحماية الشخصية اللازمة بالإضافة لغياب نظام الفرز البصري، واذا استمر الحال كما هو عليه فقد نصل للتوقف التام وانهيار النظام الصحي ككل”

وأعلنت “اللجنة” أن مستشفيات امبدة، وجبل أولياء، وإبراهيم مالك، وبحري، والمستشفى الأكاديمي، والصيني، والتركي، والدايات، وامدرمان، والشعب. ومستشفى الحصاحيصا، والطوارئ في مدني، والذرة. لم تعد تعمل بطاقتها الكاملة بعد حجر بعض كوادرها للاشتباه في الإصابة وإغلاق بعض أقسامها ولضرورات التعقيم بعد ورود حالات إصابة

ومعنى نزف واستنزاف الكوادر الطبية والصحية هو أنه لن يكون هناك من يعالج او يجري جراحات لمن يعانون حتى من انفجار الزوائد الدودية وأمراض القلب والكلى وغيرها، وبالتالي فإن معدلات الوفاة بغير الكورونا ستكون في تصاعد خطير

ولو حافظ كل واحد منا على سلامته وسلامة أسرته يكون قد ساهم في سلامة المجتمع، وأدرك أنه تم فرض الحظر في ظروف اقتصادية صعبة جدا، ولكن من الحمق أن يخرق الناس قرار الحظر “مكاواة” للحكومة، فهذه ظروف استثنائية تمر بها جميع الدول، وحال بلادنا معلوم لدينا (وليس بالأمر الجديد)، ولا معنى لأن نزيد الطين بلة بأن نسمح للغباء بالتحالف مع الوباء، تعالوا نتدبر أمورنا بأقصى درجات الحيطة والحذر مدركين هشاشة أوضاعنا وليساعد القوي منا الضعيف والموسر المعسر، ونتعاون لمنع تفشي الجائحة لأنها لو تفشت عندنا كما تتوقع هيئة الصحة العالمية بواقع “ضحية” من بين كل مائة، فستتحول بلادنا الى خيمة عزاء ضخمة

ضريبة المواطنة تقتضي أن يكون كل واحد منا جنديا في حملة التوعية بمخاطر الكورونا، وأن يساهم كل مستطيع في مساعدة المعسرين على تخطي الأزمة بأقل الخسائر

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.