آخر الأخبار
The news is by your side.

المسلمون فى اوروبا … خطر على الكسب البشري … بقلم: هشام عباس

المسلمون فى اوروبا … خطر على الكسب البشري … بقلم: هشام عباس

حادث ذبح المعلم الفرنسي من طالب شيشاني بسبب عرض المعلم فى احد الدروس التعليمية صورا مسيئة للرسول (ص) لن يكون الحادث الاخير كما انه ليس الاول والمشكلة ليست فى هذا الطالب ولا فى الذين ارتكبوا جريمة شارل ايبدو قبل ذلك ولا الارهابيين الذين قاموا باعمال ممثالة كثيرة فهؤلاء جميعهم رغم بشاعة فعلتهم مجرد ادوات تحركها فكر عقيم وهو نتاج طبيعي لشكل الخطاب الديني الذي يعانى منه الاسلام واول متضرر منه هو الاسلام نفسه لان هذه الافعال بعيدا عن كونها مشوهة انسانيا هى تاكيد لكل الاتهامات الجاهزة فى مواجهة الاسلام .

مشكلة الخطاب الاسلامي يكمن فى كونه يجعل كل المسلمين مذنبين بلا ذنب واعنى هنا انك كمسلم عندما تجلس وتستمع لكل الخطب الدينية ان كانت فى ندوات او عبر التلفاز او خطب الجمعة تجد خطاب واحد موجه ولو اختلفت الاساليب وهو ان كل الخطب تتهم المسلم بالتقصير فى دينه حتى لو كان قائما يصلي اليوم كله حتى لو كان صائما للدهر كله حتى لو كان بعيدا عن الحرام .

هذا الخطاب يجعل المسلم يشعر مع كثرة الضخ انه بالفعل مقصر وانه بالفعل مذنب وانه يجب ان يفعل اكثر مما يقوم به فى سبيل اثبات انه يقوم بشئ من واجبه تجاه دينه ..اى ان الانسان المسلم يلازمه الشعور بالذنب طوال حياته حتى لو لم يذنب فى حياته ابدا .

اضف الى ذلك ان هذا النوع من الخطاب دائما يرافقه نوع اخر وهو الشعور الدائم لدى الانسان المسلم بنظرية المؤامرة ان كل شئ يحدث فى هذا الكون يتعلق بالاسلام فلو نبح كلب فى اوكرانيا يتساءل المسلم فى موريتانيا لماذا نبح هذا الكلب اثناء الصلاة وانه يجب اسكات هذا الكلب باى طريقة دفاعا عن الاسلام ,, هذا الشعور بالمؤامرة مع كثرة ضخه فى عقل المسلم تحول اغلب المسلمين الى حالة من العدوانية تجاه الاخر .

هذه المشاكل يعانى منها بشكل اكبر المسلمين الذين يعيشون فى الغرب ولاحظت ذلك عن قرب خلال زيارتى لاوربا ومن خلال نقاشي مع اغلبهم على مواقع التواصل .. اغلبهم وليس كلهم يعيشون شعور بالذنب والتقصير ليس لانهم ارتكبوا اى ذنب بل لمجرد انهم يعيشون فى مجتمع كافر حسب ما تم زرعه فى عقولهم ,,لذلك تشعر ان اغلب المسلمين فى هذه المجتمعات يعيشون فى حالة انفصام عن المكان والناس من حولهم ويحاولون تعويض ذلك بزراعة تدين مغلوط فى اذهان ابناءهم ربما اعتقادا منهم انهم يعوضون فى ابناءهم ذنبهم بالعيش فى هذا المجتمع .

لاحظ لكل مواقف هذه الغالبية من خلال طرحهم فى مواقع التواصل الاجتماعى ستلاحظ بوضوح انهم بشكل او باخر منحازين للجماعات الاسلامية وايمانهم بنظرية المؤامرة وهم فى مجتمع متطور ومتعلم اكبر من ايمان راعي ماعز فى البطانة وهذا يؤثر حتى على مواقفهم السياسية تجدهم وهم يدعون انهم ضد الاسلام السياسي ممثلة فى الاخوان او الكيزان مثلا بدون شعور منهم يتبنون نفس هذا الخط .

بعيدا عن الدين والتدين وعلى المستوى الانساني ما وصل اليه الغرب من نظام وحرية وديمقراطية هو كسب انسانى عظيم تم كسبه بعد تجارب مريرة من الظلام والظلم الذى كان يعم الغرب بسب التدين الجاهل وهذا الكسب الكبير اثرى حياة البشرية فى تطور ملحوظ على كافة المستويات والجميع بمختلف الاديان والاختلافات والاماكن مستفيد من هذا الكسب لكن المسلمين فى الغرب بكل صراحة اصبحوا مهدد خطير يواجه هذا الكسب الانساني بمثل هذا السلوك الذى يضر بحجم الحرية والديمقراطية ويكفى فقط حجم التشدد الامنى الذى حدث فى العالم فى اعقاب الهجمات الارهابية وكذلك حجم الكراهية الناشئة فى الغرب ضد الاسلام والمسلمين بعد ان كانوا يمارسون شعائرهم بكل حرية وامان ..

الانسان المسلم يجب ان يفهم الفرق بين طريقة تفكيره وبين طريقة تفكير الغرب ,, لا اقول انهم ملائكة ولا يسيئون للاسلام ,, لكن للحقيقة حرية الراي عندهم ليس المقصود منه الاسلام .

عادى جدا تجد افلام وبرامج تلفزيونية ومقالات ومقاطع فيديو تسخر او ستنقص من المسيح عيسي عليه السلام بل هذا نلاحظ انه اكثر من تناول الرسول (ص) والاسلام بمراحل .

المؤسف ان جريمة ذبح المعلم الفرنسي وجد تاييدا منقطع النظير من مدعى الاسلام على مواقع التواصل بل بعضهم طالب بالمزيد وهذا المؤشر يحكى ويوضح ان امام الحكومات والمثقفين فى المنطقة عمل كبير لنقل هذه الامة من المرحلة البهيمية الى المرحلة الانسانية لان هؤلاء خطر على انفسهم قبل ان يكونوا خطرا على الاسلام والحياة البشرية على كوكب الارض .

هؤلاء يعيشون بيننا باجسادهم بينما عقولهم فى ماضٍ سحيق .
اعرف انه بعد هذا المقال ساجد تعليقات تكفرني بل وتتمنى قتلى لكن فى النهاية من اجل الانسانية لا يهم ان عضك كلب .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.