آخر الأخبار
The news is by your side.

الفرق بين الأزمة الإقتصادية والإنهيار الإقتصادي

الفرق بين الأزمة الإقتصادية والإنهيار الإقتصادي

بقلم: هشام عباس

هناك فرق بين ازمة اقتصادية وانهيار اقتصادي ,, الازمات الاقتصادية هى مسالة طبيعية وتمر بها كل الدول لظرف ما ان كان داخلى او اقليمى او دولى لكن هذه الازمات هى غالبا مؤقتة بغض النظر عن سنوات اثرها وتبعاتها .

كمثال بسيط ما يحدث حاليا فى اغلب الدول بسبب جائحة كورونا وتوقف النشاط الاقتصادى او عمله فى حدوده الدنيا لدرجة انك تجد دولة مثل الكويت تطلق تحذيرا بعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها الداخلية ومنها رواتب الموظفين خلال هذه الفترة وكذلك ان تجد دولة بحجم السعودية تخضع لترتيبات اقتصادية هى الاقسى على شعبها وكذلك دولة مثل تركيا انخفض فيها التصنيف الائتمانى الى ادنى مستوى له منذ ما يقرب الـ 30 سنة .

اكبر مشكلة تواجهنا فى السودان حاليا اننا نتعامل مع الوضع السودانى على انها ازمة اقتصادية وهذه كارثة كبيرة لانها تعنى عدم ادراكنا لحجم المشكلة .. الوضع فى السودان تجاوز مرحلة الانهيار منذ فترة طويلة ويجب ان نتعامل مع هذه الحقيقة ان اردنا تجاوز هذه المرحلة .

عدم التعاطى مع هذه الحقيقة هى التي تزيد المشكلة وتوسع رقعة الانهيار لان حالة الانكار او محاولات الترقيع التى مارسها النظام السابق هى التى اوصلتنا الى هذه المرحلة وتكرار الخطأ كارثة عظيمة سنحصد ثمنها مرا لسنوات طويلة ,, المؤسف فى الموضوع ليس نظرة الشارع السودانى للوضع لانه ليس مطلوب من المواطن ان يكون خبيرا ليدقق ويفهم حجم المشكلة فالمواطن همه حياته وعيشه المؤسف ان المسؤولين يعرفون ويعون هذه المشكلة لكنهم يتماهون مع الشارع كسبا لرضاه او خوفا من غضبه دون ادراك انهم لا يحلون مشكلة لكنهم يؤخرون حالة الانفجار فقط .

السياسة التى وضعها ابراهيم البدوى وزير المالية السابق كان الحل الامثل الذى يتناسب مع واقعنا على الاقل فى هذه المرحلة ,, صحيح ان هذه السياسة مرهقة ولها تبعاتها خصوصا على مستوى الشارع لكن بكل تاكيد ثمارها على المستوى القريب كانت مضمونة ,, للاسف وجد الرجل معارضة عنيفة ليس فقط على مستوى الشارع بل حتى من الحاضنة السياسية لحكومة الثورة مما عجل برحيله وضاع وقت كبير وسيضيع المزيد من الوقت قبل ان يفهموا انه لابد مما ليس منه بد .

الحديث عن تجار العملة والحلول الامنية تحدثت عنها فى عشرة لايفات سابقة ايام النظام الساقط ووصفته حينها انه مثل شخص مصاب بالملاريا ويجرى خلف علاج اعراض الملاريا لا علاج المرض نفسه ,, تناول مسكن لتخفيف الصداع لا يعنى انك نجحت فى علاج الملاريا ,, الافضل ان تعالج المرض نفسه وسيزول الصداع وبقية الاعراض من تلقاء نفسها .

الحديث عن شركات الجيش والامن مجرد مساحيق تجميل لحجم الكارثة هذه الشركات صحيح انها من مشوهات الاقتصاد لكنها ليست اساس المشكلة .

الحديث يطول ويطول والكتابة لا تكفى حجم الوصف ,, ان شاء الله بعد الظهر نلتقى فى بث مباشر لنتحدث بالبلدى عن حجم الكارثة والمعالجات الممكنة .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.