آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور .. توظيف الغضب.!

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور .. توظيف الغضب.!

أعادت جريمة بهاء الدين نوري الذي قتلته قوات الدعم السريع داخل مقارها أثناء التحقيق ذات المشاهد البشعة التي لازمت سنوات الإنقاذ الأولى وانتهت بها بجريمة أستاذ خشم القربة؛ أحمد الخير التي أسهمت بدرجة في وضع حد للإفلات من العقاب.

حيث ينتظر قتلة أحمد الخير مصيرهم المحتوم وإن طال السفر، وسوف يواجه قتلة بهاء الدين نوري ذات المصير، حظيت القضيتان بدفع رأي عام مزلزل، وملاحقة وضغط مستمر في مواقع التواصل الاجتماعي كل ذلك مسنود بصمود وبسالة الأسر التي تصدت لصلف الأجهزة الدموية بكل ما تملك مسنودة أيضاً بدفع الشارع.

ولأن الجريمتان تمثلان أسوأ درجات الانتهاك والقتل تعذيباً كان لابد أن تحصدان كل هذا الدعم والتضامن، وحتى لا يكون هناك أحمد خير أو بهاء الدين آخر، إذ يتوقع كل سوداني أن يواجه ذات المصير إذا ما مرت هذه الجرائم مرور الكرام.

الفرق أن جريمة بهاء الدين البشعة وقعت بعد الثورة التي نهضت بالأساس لتطوي صفحة صلف الأجهزة الأمنية المنتهكة لكل شيء وليس فقط القانون. قضية بهاء الدين والتشييع المهيب والغضب والحماس الذي صاحبها ينبغي أن يوظف لصالح أن يضع حداً لصلاحيات الدعم السريع، بل ينبغي أن يمضي أكثر في اتجاه مطلب حلها عاجلاً وليس آجلا.

التجربة أثبتت أن المليشيا لا يُمكن أن تدير دولة ولا يمكن أن تتحول لقوة نظامية مهما تجملت وصرفت في سبيل صورتها أموالاً طائلة، والتجربة أثبتت أن الذين يعولون عليها بحجة أنها قوة غير مؤدلجة مقابل بقايا أجهزة البشير الدموية أنهم اخطأوا التقدير وجانبهم الصواب والآن، النتائج بين أيدينا.

قضية بهاء الدين ينبغي أن تفتح كل الملفات المتحفظ عليها وأن تعيد الأمور لنصابها، بإمكان هذا الغضب أن يتحول إلى طاقة لإنجاز مسألة هيكلة الأجهزة الأمنية والتي تحتاج إلى جراحة عميقة، تبدأ من العقيدة ولا تنتهي بالتدريب.

المؤكد أن قضية بهاء الدين ستنتهي إلى ما يبتغيه الشارع إذ لا مجال إلا لذلك، لكن بالمقابل نحتاج أن يكون بهاء الدين آخر ضحايا جرائم الأجهزة الأمنية، وهذا لن يحدث بمجرد الأمنيات فقط، هذا عمل كبير يتطلب إرادة حقيقية للإصلاح لتحقيق مطالب ماتفجرت لأجله ثورة ديسمبر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.