آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. السلام الآن..!

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. السلام الآن..!

ساعات دامية طيلة نهار أمس قضاها مواطنو منطقة “فتابرنو” بشمال دارفور والواقعة بالقرب من مدينة كتم، مليشيات مسلحة على ظهور الدراجات النارية والخيول والجمال، تهاجم الاعتصام وتحول الأرض إلى اللون الأحمر.

على مدى الأيام الماضية شهدت عدد من المناطق في دارفور اعتصامات سلمية بعد إعلان اعتصام منطقة نيرتتي وسط دارفور، أمس الأول وقعت مواجهات بين المواطنين في مدينة كتم وقوات الشرطة، انتهت إلى إصابات وحرق ممتلكات، هدأت الأوضاع بعد ساعات لكن ظل الغبن في النفوس متراكم.

جدل وروايات متناقضة حول ما حدث في كتم، لكن الخلاصة أن الوضع الأمني على المحك.

أمس وقعت المجزرة في اعتصام “فتابرنو” وأعاد الناس صور مجرزة فض اعتصام القيادة والتي لم تغادر الأذهان بعد.

ما حدث أمس في “فتابرنو” هو ذات السيناريو، فض اعتصام عنيف بواسطة المليشيات التي استخدمت “الدراجات النارية، الجمال والخيول” دم لا يتوقف، موت لا يتوقف، استرخاص للأرواح كما جرت العادة.

أن يسيل الدم بغزارة وهكذا عمداً بعد ثورة ديسمبر يستحق أن يخرج الناس من جديد إلى الشوارع لإعادة صياغة هذا الوضع المعوج المتماهي مع الدم الذي لا يتوقف.

ما حدث في دارفور، أمس وأمس الأول يستدعي دون تردد أن يتوقف كل شيء، لأن هذا غير معقول على الإطلاق.

حاجتنا ماسة لوضع حد لهذا الدم الذي يأبى أن يتوقف، حاجتنا اليوم قبل الغد أن تضع الحكومة الانتقالية كل شيء في يدها وتتخذ موقف تجاه ما يحدث، تجاه هذا القتل المستمر.

قطعاً المقام ليس للحديث عن الدعوة لإلقاء القبض على الجناة ومحاكمتهم، لأن ما حدث ليس مجرد جريمة جنائية، هي عقلية تحكم وتفرض سيطرتها بالدم، فكلما سال دم أكثر تعتقد أنها أحكمت سيطرتها.

من اعتاد على القتل لن يتوقف، سوف يظل يقتل، لكن ما بال الحكومة المدنية مما يجري؟ فيما تفكر؟

ما حدث في دارفور يؤكد مسألة واحدة، وهي الحاجة الملحة لسلام شامل، سلام حقيقي، وهذا يبدو واضحاً أن جوبا لن تأتي به، الدور الرئيسي والمسؤولية الأم تقع على عاتق الحكومة الانتقالية، أن تظهر إرادة حقيقية في قضية السلام وأن تدرك أن هذه القضية غير قابلة للانتظار يوماً واحدا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.