آخر الأخبار
The news is by your side.

السودان والفرص الضائعة

السودان والفرص الضائعة

بقلم: أمجد هاشم

إن صفقة التطبيع مع إسرائيل مقابل الرفع النهائي والفوري للعقوبات وتقديم حزمة دعم إقتصادي عاجل للسودان (شبيهة بحزمة الدعم الأمريكي لمصر بعد كامب ديفيد) كانت ستكون طوق النجاة الأخير للسودان لولا غباء اليسار الطفولي ومماحكات اليمين الرجعي.

والآن يبدو أن ترامب الأرعن سيحول العقوبات الى بند انتخابي بالمزايدة على النواب الديمقراطيين الرافضين أصلا للتسوية في قضية السفارتين (بسبب عدم المساواة في التعويضات بين الضحايا الأمريكيين وغير الأمريكيين) وسيطالب السودان بدفع تعويضات إضافية لأربعة آلاف مواطن أمريكي (ضحايا 11 سبتمبر) الذين بدأت عائلاتهم في تنظيم حملة ضغط مكثفة على الإدارة الأمريكية بغرض إلحاقهم بتسوية السفارتين قبل المصادقة عليها في الكونجرس.

إن الرأي العام في أمريكا مهيأ لهذا التصعيد والصحافة الأمريكية بدأت الحشد حول هذه الخطوة وترامب نفسه تداولها بإقتضاب في إحدى خطاباته فالسودان (القابل للإبتزاز بسبب أوضاعه الإقتصادية) هو الدولة الوحيدة في العالم التي أقرت ضمنيا مبدأ مقاضاة الدول على جرائم مواطنيها أمام المحاكم الأمريكية وهو المبدأ الذي رفضته السعودية من قبل عندما اعترضت على قانون (جاستا) وهددت بسحب إستثماراتها في أمريكا إذا تم تطبيقه عليها.

إن الإنضمام لإتفاقية (إبراهام) المشروط برفع العقوبات هو السبيل الوحيد لإحداث إختراق سريع ومؤثر (مرة واحدة وللأبد) قبل أن يخرج ملف العقوبات عن سيطرة البيت الأبيض تحت ضغط اللوبيهات.

بالله عليكم يا سياسيي الغفلة ما ضر أمريكا (القطب العالمي الأوحد) إذا بقي السودان تحت طائلة العقوبات برفقة كوبا وايران وكوريا الشمالية مائة عام أخرى، رحم الله إمرء عرف قدر نفسه، أخاف ان ينطبق علينا بعد عدة سنوات المثل القائل (تابوهو مملح تفتشوهو قروض) عندما يطبع الجميع مع إسرائيل بما فيهم الفلسطينيين وحينها سيصبح التطبيع مجاني بدون مقابل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.