آخر الأخبار
The news is by your side.

السلام..المهمة الصعبة.!! … بقلم: شمائل النور

السلام..المهمة الصعبة.!! … بقلم: شمائل النور

ثلاثون شخصا لقوا مصرعهم قبل يومين، جراء اشتباكات بين المكونات السكانية بجنوب دارفور، يبدو الخبر ليس فيه غرابة حيث أن القتل المجاني لم يتوقف أصلاً في إقليم دارفور، لكن أن يستمر القتل وضياع الأرواح بهذه الدرجة من الطبيعية حتى بعد الثورة الشعبية التي اقتلعت نظام عاش على إشعال الحروب وتأجيج الاحتكاكات القبلية بين المكونات السكانية في المنطقة الواحدة فهذا مدعاة للتحسر.

عام كامل على سقوط نظام البشير لكن لا يزال السلام بعيد المنال وطريقه صعب وطويل.

المعلوم أن العمليات العسكرية توقفت في دارفور منذ سنوات، المعارك المباشرة بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية، لكن مع ذلك لم يتحقق السلام، لأن الصراع في الإقليم تحول إلى صراع مركب، انسحبت الأطراف الرئيسية؛ الحكومة والحركات المسلحة وتحول المدنيون العزل إلى لقمة سائغة للمليشيات العربية المتنفذة بالسلاح والسلطة.

ما حدث قبل يومين يحدث كل يوم في دارفور، بل لم يتوقف أصلا، والأسباب لا تخرج عن تعديات على الزرع أو الماشية وفي ذلك تسيل دماء وتتراكم احتقانات وغبن تحتاج لسنوات لإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

الآن تجري مفاوضات في جوبا؛ المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة لم تحقق تقدما يذكر، لكن مصيرها الاتفاق بين الأطراف الرئيسية؛ الحكومة والحركات، لكن أي اتفاق يتم التوصل إليه ومهما كان مدعوماً إقليميا أو دوليا لن يكون إلا خطوة أولى في طريق سلام طويل.

ما قد يتوصل إليه الطرفان لن يكون إلا بمثابة اتفاق لكي تدخل الحركات المسلحة إلى هياكل الحكم وتتحول إلى أحزاب سياسية، إذا ما مضت الأمور بالشكل المطلوب، لكن هل هذا يكفي لتحقق السلام.

هذا ربما يكون سلام سياسي وهو صحيح أنه مهم، لكن السلام الاجتماعي هو الهدف الأكبر والذي ينبغي أن توظف الدولة كل ما لديها لإنجازه، السلام هناك وسط الضحايا، ضحايا حرب السنوات الطوال.

لقد فتكت الحرب هناك بالمجتمع أشد فتكا بل أحدثت فيه تغييرات اجتماعية وتشوهات نفسية كبيرة، تحتاج إلى عمل دوؤب في مسار العدالة أولاً ثم التعويض وإن كانت هذه الخسارة في الأرواح والأرض لا تعوض.

الطريق طويل والمهمة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة..ما أسهل توقيع الاتفاقيات بين الأطراف المتحاربة لكن مهمة السلام الحقيقية في مصالحة اجتماعية واسعة النطاق، بعد تحقيق العدالة الذي تأخر كثيراً..السلام أن ينام كل مواطن في دارفور وهو مطمئن أن لا أحد سيقطع عليه الطريق أو يتهجم عليه في عقر داره فقط لأنه حامل سلاح ومسنود بسلطة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.