آخر الأخبار
The news is by your side.

الأنظمة العسكرية القمعية والفكر السلفي الوهابي أكبر مهدد لإستمرار الإعلام

الأنظمة العسكرية القمعية والفكر السلفي الوهابي أكبر مهدد لإستمرار الإعلام

سوداني بوست: حسن إسحق

فى ظل وجود الأنظمة المنتخبة ديمقراطيا ، يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا مهما فى صناعة الرأي العام المحلي الإقليمي والعالمي ، كما يري بعض المهتمون ، وبينما يتمثل القمع الحكومي ، فى عملية تدجين الصحافة عبر فرض الرقابة عليها وتأميمها ، وفرض آراء من السلطة التنفيذية على عملية إتخاذ القرار ، يعتقد بعضهم ، أنه فى عهد نظام الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير ، إتخذت أساليب وطرق مختلفة لتركيع الصحفيين والصحفيات ، وبعد الثورة كان فى أمل ، أن واقع الصحافة أو الإعلام أن يحدث له تغيير ، وعدم حدوث تغيير راديكالي إنعكس على جميع أوجه الحياة ، وكشف عن وجود تعقيدات فى كل أجهزة الدولة ، ويطالب بإستضافة أفراد يسمح لهم بالحديث من داخل هذه المؤسسات ، والمطالبة بوجود منصة إعلامية تبث أفكار إصلاحية فى الدين ، بإعتبار أن فترة الإنقاذ سمحت للأفكار السلفية ، والكيزان ، وهيمنة المراجع السلفية والكيزانية التي أشانت سمعة الفكر الإصلاحي كله ، يعتقدون أن هذا أثر على البنية العقلية السودانية ، والحوجة إلى منصات تنقذ الوضع الحاصل الآن ، وتبث الأفكار الإصلاحية المطلوبة بالذات فى مجال الفكر الإصلاحي الديني .

سن قوانين تركع الإعلام :

تشير الإعلامية فاطمة غزالي ، إلى أنه فى العهود الديمقراطية تتمتع الصحافة بالحرية ، رغم ان الصحافة السودانية لم تشهد التطور الذي يتناسب مع تأريخها ، وسبقت أقطارا عديدة فى التأسيس ، وفى العهد الديمقراطي الوضع بالنسبة للصحافة يجب أن يكون أفضل ، خاصة فيما يتعلق بالحرية ، وأبرز ملاحه تتمثل فى ما بعد الإستقلال ، وعندما جاءت فترة الفريق إبراهيم عبود ، قام بتأميم الصحف ، وكان هناك شد وجذب بين الأنظمة الديكتاتورية والصحافة السودانية ، وأيضا الرئيس الأسبق جعفر نميري ، أمم الصحف ، أما فترة الديمقراطية الثالثة ، وكان فيها عدد كبير من الصحف ، وصفت تلك الفترة أن الصحافة تخطت حاجز الحرية إلى الفوضي ، وكذلك لعب الإسلاميين دورا كبيرا فى تقويض الديمقراطية عبر الصحافة ، ومع فترة حكم الإنقاذ ، وبمجرد إستيلاء الرئيس السابق عمر البشير ، على الحكم بالإنقلاب ، أوقف كل الصحف ، وأصدر قانون الصحافة والمطبوعات بقرار جمهوري لتنظيم عمل الصحافة ، وكانت خطوة لتكميم الأفواه ، وصدر قرار جمهوري بإيقاف بعض الصحف ، مثلا أوقف الرئيس صحيفة الوطن لمدة 3 اعوام ، وصحيفة التيار لمدة سنتين ، والجريدة ، وإستطاعت الإنقاذ خلق صحفيين وكتاب أعمدة موالين لها ، وأسست عددا من الصحف ، وكان عدد الصحف الذي يواجه النظام السابق قليل جدا .

الصحافة لعبت دور الأحزاب:

بينما تري غزالي , أن واقع الصحافة السودانية فى عهد الإنقاذ ، كانت هناك عوامل نفسية كثيرة ، وكانت الأجواء مسمومة ، بل كان فى إصرار ، على أن تكون هناك صحافة حرة ، والصحافة السودانية لعبت دور الأحزاب نفسها ، وكانت تصادم وتواجه ، مهما كانت التكلفة والثمن ، لذلك كانت المعركة قوية جدا بين الصحفيين والصحفيات ، والنظام السابق ، ورغم التضييق والظروف ، كان الرأي العام السوداني يجد طريقه فى الصحافة ، وأيضا أولئك الذين أنشأوا الصحف الإلكترونية التي تدعو إلى الحرية والسلام والديمقراطية ، وأما بعد إتفاقية السلام الشامل ، شهدت الصحافة هامش من الحرية ، وكانت صحيفة أجراس الحرية ، رغم تعرضها للإيقاف ، والمصادرة ، ولعبت وسائل التواصل الإجتماعي فى نشر الأخبار التي ترفض السلطات نشرها على الصحيفة ، وإعتبرتها مساحة بديلة للتعبير عن الرأي .

البرامج الدينية :

يشير الباقر العفيف , إلى أنه لم ينشأ تلفزيون للثورة ، وهذا يقود المرحلة إلى عدم الوعي بالمسألة الإعلامية ، وعدم حدوث تغيير راديكالي إنعكس على جميع أوجه الحياة ، وكشف عن وجود تعقيدات فى كل أجهزة الدولة ، ويطالب بإستضافة أفراد يسمح لهم بالحديث من داخل هذه المؤسسات ، حول القصة الداخلية لكل مؤسسة بما فيها التلفزيون والإذاعة ، أوضح الباقر أن البرامج الدينية ، مشكلة كبيرة جدا ، بالذات فى الأجهزة الرسمية للدولة ، وبنفس الوضعية القديمة ، وتساعد فى نشر الفكر السلفي المتشدد ، ولا تفسح أي مجال للأفكار الإصلاحية ، ويوجد خوف من مقاربة إصلاح البرامج الدينية ، وأوضح أنه لا يوجد برنامج ديني محايد ، وكلها برامج دينية منطلقة من منطلقات أيدولوجية ، ومن يقومون بتقديمها إما هم سلفيون أو وهابية ، أو أفكارهم محافظة جدا ، قريبة من أفكار جماعة الإخوان المسلمين ، وعندما تكون فى برامج إفتاء وأخري تقدم دروس دينية ، يصفها بالبرامج الأيدولوجية ، وإقترح عددا من الحلول حول هذه القضية ، أن تقام برامج بوجود عدد من الأفراد ليتناقشوا فى الأمور الدينية ، وفسح المجال لوجهات النظر الإصلاحية وكذلك القيام بمناظرات فقهية فى الدين ، ويرفض أن ينحاز التلفزيون إلى وجهة نظر معينة ، ويحرم أطراف أخري ، وهذا الأمر يحتاج رؤية وإستراتيجية وتخطيط .

الخوف من خطاب التعبئة :

يكرر الباقر , أن إذاعات الراديو تعمل فى بث فكر الإخوان المسلمين ، والفكر السلفي الوهابي ، وتوجد مشاكل كثيرة جدا فى المسألة الإعلامية ، فى قضايا تتعلق بالبنية الموجودة ، هي بنية الإنقاذ ، القيادة الإعلامية الحالية يجب أن يكون لها بدائل تستطيع من خلالها فرض مسائلها ، الحكومة ليس لها القدرة على مواجهة التعبئة التي تحدث فى المساجد ، ويطالب أن يدرك الجميع العلاقات الشائكة والقضايا المعقدة ، ويكون حولها تفكير ، والعمل على كل المستويات ، على سبيل المثال مستويات إصلاح الوضع القائم الآن ، والشئ الأساسي المفقود فى السودان ، وجود منصة إعلامية تبث أفكارا إصلاحية فى الدين ، وفترة الإنقاذ سمحت للأفكار السلفية ، والكيزان ، والمراجع السلفية والكيزانية ، إشانة سمعة الفكر الإصلاحي كله ، وهذا أثر على البنية العقلية السودانية ، والحوجة إلى منصات تنقذ الوضع الحاصل الآن ، وتبث الأفكار الإصلاحية المطلوبة بالذات فى مجال الفكر الإصلاحي الديني .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.