الأفق السياسي للمكونات السياسية السودانية
الأفق السياسي للمكونات السياسية السودانية هو كالآتي:
بقلم: حليم عباس
الأحزاب الطائفية بفروعها المختلفة: لديها مورد بشري (شبه متجدد من خلال التكاثر) يمثل رصيدها السياسي. أفقها في التغيير هو أن تأتي الديمقراطية و يقوم هذا الخزان البشري بالتصويت لها.
قوى الإسلام السياسي: نفس الفكرة بشكل مختلف قليلا؛ المجتمع السوداني هو مجتمع متدين بطبيعته، و بالتالي هو دائما رصيد جاهز، كل ما عليك فعله هو تبني خطاب إسلامي لا يهم إن كان يلبي التطلعات المادية لهؤلاء الناس، المهم أن يلامس وجدانهم و يعبر عنهم، و لا بأس بالاستفادة من الخزان البشري الطائفي.
الأقليات اليسارية من شيوعيين و بعثيين و ما شابه: افق التغيير عندهم هو الثورة؛ انقلاب عسكري أو ثورة شعبية يركبوها لتحقيق أجندتهم السياسية. لا أمل لهم في أي ديمقراطية. هذا هو النموذج الوحيد الممكن للتغيير بالنسبة لهم، و بحكم طبيعتهم سيسعون اليه بشكل حتمي.
حركات الهامش: تمرد مسلح، مفاوضات و الحصول على أكبر قدر من السلطة في اطار النموذج الحاكم. لا يهم نميري، الانقاذ، قحت، المهم مشاركة في السلطة القائمة في المركز.
الناشط و الثوري: ثورة شعبية ينحاز لها العسكر و يسلموا السلطة الى الأحزاب بما في ذلك الأقليات اليسارية. نموذج الثورة عندنا دائما يتضمن العسكر كلاعب أساسي، و لا وجود للثورة بدون عسكر. هذا هو الاطار الذي يحكم الحراك الحالي لتصحيح الثورة أو لخلق ثورة جديدة، بوعي أو بدونه.
لماذا لا نجرب شيئا مختلفا هذه المرة ؟
هذا الشيء المختلف هو الحوار و التسوية الشاملة و الوصول الى نقطة تأسيس لنظام سياسي جديد حر و عادل و مستقر. التفكير داخل النمط القديم من الواضح انه يقود لدورات داخل دائرة مغلقة لن نخرج منها. بما في ذلك التفكير في الثورة طالما أنها ثورة داخل نفس الأفق.