آخر الأخبار
The news is by your side.

الأسرار التي لم يبح بها البشير!

الأسرار التي لم يبح بها البشير!

 بقلم: محمد عبد الماجد

(1)
معلوم ومعروف ان انقلاب 30 يونيو 1989 كان خلفه وحاضنته هي (الحركة الاسلامية)، وقد ثبت ذلك من خلال التسجيلات التى عرضتها قناة العربية في الجزء الرابع لحلقات (الاسرار الكبرى)، فقد ظهر البشير في التسجيلات الاخيرة (صورة وصوت) وهو يؤكد ان التعليمات كانت تأتي لهم من (الحركة الاسلامية)، وان الحركة كان لها تفكير جاد في (الانقلاب) في عام 1982، وصفه المخلوع بسبب فرص نجاحه الضعيفة بـ(الغربال)، ثم عادت الحركة الاسلامية (المحاولة الانقلابية) بصورة (عملية) في 18 يونيو 1989 والتى أدت لدخول الزبير محمد صالح للسجن وقد كان منهم ذلك في اطار تخطيطهم لانقلاب 30 يونيو 1989 بقيادة البشير بعد ان مهدوا الطريق وشغلوا حكومة الصادق المهدي المنتخبة بتلك (المسرحية) وصولاً لليلة الانقلاب الكبرى في 30 يونيو 89.

 من خلال تلك السلسلة (الانقلابية) للحركة الاسلامية تبدو (الانقلابات) عند الاسلاميين مثل (مراحل الزواج) في السودان فقد بدأ عندهم التفكير في الانقلاب في 1982 بما يمكن ان يقال عنه (فتح الخشم) ثم جاء الانقلاب الذي قاده الزبير محمد صالح في 18 يونيو 1989 ليكون بمثابة (الحنة الصغيرة) ليقع انقلاب الانقاذ بقيادة (عمر حسن) في 30 يونيو 1989 بما يمكن ان يطلق عليه (الحنة الكبيرة).

 ولا ننسى في بحر تلك الانقلابات المحاولة الانقلابية الفاشلة في اخر سنوات الانقاذ في نوفمبر 2012م والتى كانت بقيادة العميد محمد إبراهيم عبدالجليل -المعروف في الجيش بود إبراهيم اضافة الى صلاح قوش مع اخرين من ضباط التيار الاسلامي في خضم ما يعرف بالصراع الاسلامي الاسلامي.

 بعد ذلك وبعد سقوط نظام البشير وفي يوليو 2019م تم احباط انقلاب (اسلامي) اخر بقيادة رئيس الاركان الفريق اول هشام عبدالمطلب مع عدد من الضباط أصحاب الرتب الرفيعة بالجيش والأمن ، وأعضاء في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول بقيادة الامين العام للحركة الزبير احمد الحسن وعوض الجاز وعلي كرتي.

هذه السلسلة (الانقلابية) الطويلة التى يمكن ان تتجاوز حلقاتها مسلسل (ليالي الحلمية) تؤكد ان (الانقلابات العسكرية) تجري في دماء (الحركة الاسلامية) وهي الوسيلة الوحيدة لهم للوصول للسلطة.

 الذي نعجب منه انه بعد كل تلك الاعترافات تتم المحاكمة فقط مع القيادات (العسكرية) لانقلاب 30 يونيو تحت عنوان (محاكمة مدبري انقلاب 30 يونيو) ، وهذا خلل واضح في المحاكمة لأن الذين تتم محاكمتهم الآن مجرد (منفذين) اما المدبرون والمخططون الحقيقيون مازالوا بعيدين عن يد العدالة والقانون.

(2)
ليس هناك اساءة يمكن ان تلحق بالجيش اكثر من الاساءة التى ألحقها به (عمر حسن) ، عندما جعل (القيادة العامة للقوات المسلحة) مثل (الكبانية) وهو يقول : ( دخلنا أنا وبكري حسن صالح للقيادة العامة برجلينا لا عندنا عربية ولا عندنا سلاح ولا عندنا بندقية ولا عندنا طبنجة …لا عندنا أي شيء) ،وكأنه يريد ان يدخل لجنينة (خفيرها نائم).

 هذا الكلام يقوله البشير وهو في طريقه لاستلام (القيادة العامة) والاستيلاء على (السلطة) في ليلة الجمعة 30 يونيو 89.

ثم لا يكتفي البشير بهذا وهو يُمرغ بعزة الرجال وبتاريخهم المشرف وبسالتهم التى حجزت موقعها في المستقبل وهو يقول : (الساعة 2 صباحاً وصلنا القيادة ووجدنا محجوب عمر كجو من سلاح المظلات مسؤولاً عن حماية القيادة العامة)…هذا الضابط الذي جاء من سلاح المظلات لحماية القيادة العامة كان (نائماً) ،وضباط المظلات لا ينومون. يقول البشير : (صحاه بكري من النوم وقال ليه قوم نحن عندنا انقلاب قائده عمر حسن)..هذا المشهد يشبه مشهد (حبوبتك) عندما تيقظك للعشاء.

 يواصل البشير في روايته ويقول : (زول يصحوه من النوم الساعة اثنين ونصف صباحاً ويقول له بكري حسن صالح رأيك شنو؟) ، فيقول محجوب عمر كجو : (أنا معاكم) رغم انه لا ينتمي للتنظيم الاسلامي ولا يقرب للبشير وبكري حسن صالح بصلة..يكمل البشير روايته السحرية ويقول :(كجو صحى الناس …خطبنا فيهم ..واستلمنا القيادة واستولينا على السلطة).
انها بركات السماء !!.

المؤامرة التى لا تشبه رجال الجيش يرويها البشير قائلاً : (في الاستخبارات كان هناك العميد حسن ضحوي وهو لا معانا ولا عندو علاقة بينا – لكن أي زول كان يضرب للاستخبارات كان ضحوي بقول ليه الناس ديل استلموا السلطة والدبابات الآن استلمت القيادة).
يا سبحان الله!!.

لم يبق للبشير إلّا ان يقول ان الله انزل جبريل وملائكته من السماء لنصرتهم ولتكليل مهمتهم بالنجاح.

 وليس في ذلك عجب فقد جعل البشير الله سبحانه وتعالى (شريكاً) لهم في الانقلاب وبالنسبة عندما قال : ( نحن اذا كان عملنا نحن 10 % في نجاح الانقلاب فان 90 % ما كتيرة على الله).
والله طيب لا يقبل إلّا كل طيب.


(3)
السر الذي لم يبح به البشير او أباح به دون ان يدري ان البشير كان يفاوض على (نسبته) في السلطة بمشاركاته في الانقلابات – وهذا ليس غريباً على من كان يمارس (السمسرة) في العملات الصعبة وهو رئيس للجمهورية.

البشير كان يساوم وهو في (الجيش) – كأنه شغال (ترحال) في (القوات المسلحة)!! – جاء اليه البعثيون وطلبوا منه ان يستلم القيادة العامة وجهاز الامن ويعتقل عمر محمد الطيب فقال لهم : (أنا وضعيتي شنو بعد الانقلاب؟) وهو يشير انه بهذا يكون قد فعل وقام بكل شيء في الانقلاب – كان البشير فقط يبحث عن وضعيته (عاوز حقو)، لذلك عندما لم يتفق معهم افشل مخططهم ليأتي له الاسلاميون في 30 يونيو 89 فيمنحوه منصب قائد الانقلاب ورئيس مجلس قيادة الثورة حسب تسميتهم.

جعل البشير القوات المسلحة الحامية للوطن (شعبه وترابه) ،ومؤدية قسم الولاء واليمين للحفاظ على الدستور وعدم تقويض النظام مجرد (دلالة) يتسابق (ضباطها) على الانقلابات وهو يقول عن الحال في الجيش وقتها (اول واحد يصل المايكرفون ويذيع البيان يستلم البلد) ، كانوا يتسابقون على ذلك.


(4)
بغم
في فترة حكومة الصادق المهدي – الديمقراطية الثالثة،كان التعاقد مع (ضباط الجيش) في القيادة العامة للقيام بانقلاب عسكري اسهل من التعاقد في اتحاد الفنانين مع (الفنانين) لإحياء (حفلة) مناسبة زواج!!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.