آخر الأخبار
The news is by your side.

أصداء الساحة  … بقلم: معاوية عبد الرازق .. مديرو الأزمة وكسح الوزيرة

أصداء الساحة  … بقلم: معاوية عبد الرازق .. مديرو الأزمة وكسح الوزيرة

خبر مضحك ومبكي في آنٍ واحد تصدرته صفحات الصحف الأيام الماضية مفاده تقديم ٣٢ مدير جامعة لاستقالتهم رداً على حديث وزيرة التعليم العالي بشأن اقالتهم ونوابهم ومجالسها وعمداء الكليات، التصريح اغضب الأساتذة الأجلاء ودفعهم لعقد مؤتمر صحفي بالجامعة الإسلامية وقال فيه مديرها بروفسير حسن عباس: عرفنا اننا اشخاص غير مرغوب فينا والإجراء لم ياتِ ضغطاً على الوزيرة بل حرصاً على استمرار الجامعات واستقرارها وتأسف على طريقة حديث الوزيرة واعتبر ان عليها شكرهم خاصة وانهم يترقبون قرار الاعفاء.
علينا ان ننظر لما حدث بزوايا عديدة فهل يمثل عمل سياسي منظم خاصة وانهم لم يتفقوا قط في قضايا مصيرية ام ان ذلك مجرد (زعل ام العروس) ؟ وخوفا من طلاق حور عين المناصب والكراسي التي جلس بعضهم عليها لانتماءه السياسي وولائه للحزب الحاكم البائد، ام لتنفيذ اجندة لنافذين بعضهم يجلسون على رأس مجالس تلك الجامعات، والعجيب في الأمر ان اؤلئك الغاضبون اصحاب ارفع الدرجات العلمية تصرفوا بطريقة اقل ما نوصفها بالصبينة وعدم تحكيم العقل واستدعاء الخبرة والعلم بل غلبت المصالح الشخصية ونظرة الانتصار الذاتية الضيقة على الزخم الأكاديمي و(كوم) الشهادات والاوراق العلمية والبحوث التي كشفت جهات عن منح الرئيس المخلوع لبعض منها مجاملةً، وكأنهم يرددون (علي وعلى اعدائي).
غضب العلماء على الوزيرة لجلوسها مع تجمع الاساتذة وعدم لقائها بهم ولم يغضبوا حين نعت جهابزة الانقاذ وسادة بعضهم الشعب وهم منه باسوأ الألفاظ، ولم نسمع بانهم تأسفوا على موت الطلاب أمام اعينهم او اقتحام الأجهزة النظامية لسوح العلم والمعرفة اثناء الإحتجاجات او عند بداية الثورة، بصموا بالعشرة على استبدال الحرس الجامعي بشرطة مختصة بعد فشلهم وعجزهم عن اسكات اصوات مناوئة للنظام الذي يتبعون، سيما وان الحال وصل للقتل والملاحقة بالأزقة وىمى الجثث بالمصارف وحينها لم يتفوه احدهم بكلمة.
نسى اولئك الحاكمون صوريا ما يفرض عليهم من وحدات جهادية وتوفير مكاتب بالجامعات لطلاب ومعالجة شؤون اكاديمية لآخرين لا وزن لهم سوى انهم جميعهم من حزب واحد، في وقت يشرد ويفصل فيه الكثيرين ويُطرد فيه طلاب وطالبات من الداخليات لأسباب سياسية، ولماذ لم يستقيلوا عندما اصبحت مساجد الجامعات مستودع للأسلحة والسيخ.
بالله عليكم اسألوا انفسكم ما انجازاتكم وشهادات مؤسسات (كنكشتكم) تباع في وسط السوق العربي بمختلف التخصصات والدرجات
حدثني قدوتي واستاذي ومن اثق فيه وله علاقة وطيدة بالجامعات وهيكلها الإداري عن تشظي وصراع دائر ببعض الجامعات حول ترشيح مديرين جُدد لشغل المناصب، وتخوف الأستاذ من انهيار المؤسسات التعليمية حال إعفاء جميع العمداء ومدراء الإدارات لكفاءة بعضهم ودراية اخرين بمهامهم.
لابد من افساح المجال لآخرين في مرحلة تختلف عن سابقتها فالإعفاء خاص بالتكليف الإداري و لايعني الطرد من الخدمة خاصة وان هناك جامعات لم تعرف سوى مدير واحد واخرون مكثوا عشرات السنين لم يبارح الفشل كراسيهم فالمنصب ليس ملك حر او حكر على احد وجميعنا يعلم ان بعضهم لم يكونوا يوما اعضاء في هيئة التدريس.
أخطات الوزيرة في دخولها الجامعة الإسلامية دون مقابلة مديرها وان كنا نختلف معه فالبروتكول لم ينص على ذلك ولا من ناحية عملية ودرجات علمية، وزادت الطين بلة بعباراتها الثورية (اكنس وامسح) التي لا تليق بمقام من يفترض ان ترسخ القيم والمبادئ وكأنها جاءت لمسيرة حاشدة او تخريج لمجندين، والأكثر إدهاشا تسليمها للجامعات خطابات ترشيح تحوي بند إيمانهم باعلان قوى الحرية والتغيير وكأن الاعلان شرطا من المتطلبات والمؤهلات لتقلد المنصب، وبتلك العبارة اثبتت صغيرون التي صاحبها صغر وقصر التفكير في هذا الشرط ان فكر الإنقاذ متجزر والإنتقال من مرحلة الإنتماء الى الإيمان، وماذا يا وزيرة تعليمنا العالي اذا كان المرشح كفؤ ولا إنتماء له او إيمان باي قوى او جهة سياسية؟
تناست صاحبة الكنس ان بخطابها الممهور بتوقيعها اشعلت النار داخل قلاع المعرفة واججت الصراع وايقظت الفتنة التي ظهر بعضها في دحر اساتذة اليسار لليمين والعكس وتمددهم داخل الجامعات وفوق كل ذلك لم نتحدث عن تهئية البيئة الجامعية والدراسية وتحسين وضع الأستاذ الذي اعياه التعب للتنقل بين القاعات وملاحقة محاضرات بجهات اخرى مجابهة متطلبات الحياة، كما فات عليها ان راتب الدكتور لا يصل لخمسة الف جنيه رغم درجته العلمية الرفيعة.
صدى اخير
على رئيس الوزراء وقف تلك المهزلة التي تدور احداثها في قطاع التعليم العالي، وحسم فوضى التصريحات والتناحر ، وعلى الجميع رفع ايديه عن مؤسساتنا التعليمية والتراشق وتحقيق انتصار ذاتي بعيدا عنها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.