آخر الأخبار
The news is by your side.

بورصة الموت والاستثمار السياسي في الرحيل

بورصة الموت والاستثمار السياسي في الرحيل

 

بقلم: حافظ الامين  

🔸️لا تكاد تمض الايام الا وتفقد البلاد احد اعلامها المعروفين في الفن والادب والعمل العام والسياسة، فقدا طبيعيا بحق الموت وساعة الدعاء.

🔸️ولكن، درجت بعض أحزاب وواجهات السودان السياسية الا ان تبيع وتشتري في رحيل منسوبيها بطريقة “الضحك على الدقون” وافتراض الغباء في الناس.

🔸️هذه الجهات لا تردعها اي قيمة أخلاقية أو معرفة علمية من أن تصف رحيل قادتها بما ليس فيهم وبما لم يكونوه ابدا وبما لم يعرفه الناس عنهم إبان حياتهم الممتدة الا عبر بيانات النعي والتمجيد التي” تتطاقش” بعد أن يرحل اهل الصفة هؤلاء و”يتوسدوا الباردة”.

فهذا الراحل -على سبيل المثال-:

– رحيله فقد كبير وجلل للأمة السودانية (جمعاء).

– كان مناضلا من اجل وحدة السودان.

– كان سياسيا محنكا وقائدا حزبيا فذا.

– ادى واجبه تجاه وطنه من اجل رفعة راية السودان.

– رحيله فقد للوطن وترك فراغا راجيا ان يحمل رايته ابناء الوطن من بعده.

– كان سياسيا مجاهدا في سبيل نهضة ……

– كان من الذين عملوا لنهضة السودان والعالم الاسلامي.

– كان احد اوائل الذين نالوا اعلى درجات التعليم الاكاديمي الحديث في اقليمه

– كان الفقيد متعلما مثقفا متصلا و متفاعلا مع قضايا (اهله) غير منبت عنها (كدأب الكثير من المثقفين).  

– كان الفقيد عاملا باذلا حاضرا في مختلف انواع الجهاد والنضال من اجل الديمقراطية في السودان.

– ظل الفقيد حاضرا في العمل الحزبي حضورا واعيا حكيما عاملا على احلال سلام عادل و شامل في السودان، وعلى تحول ديمقراطي حقيقي.

– ظل الفقيد منافحا من اجل وحدة تحترم تنوع السودان و تعدده ووطن يحفظ كرامة كل مواطنيه على اساس مواطنة متساوية للحقوق و الواجبات.

– ان ….. سوف يفتقد القائد المحنك، و العالم العامل، والسياسي الحكيم، و الرجل الانسان والوالد الحادب الحنون.

🔸️نعم هكذا يكون العبث ويتشرنق الاستثمار السياسي للرحيل.

🔸️ وعندما تنتهي المقدمات والمناقب الزائفة وتذهب البيانات والمقالات إلى التعازي فهي وبكل بساطة واستضخام تتجاوز عزاء أسرة المتوفي وتذهب إلى عزاء ديرته الاكبر وعزاء “الأمة السودانية قاطبة” ولربما العالمين العربي والاسلامي (في الفقد الكبير الجلل)، يفعلون ذلك وهم يعلمون حق العلم ان الامة السودانية المدعاة لا تنوح لأحد ولم تفقد شيئا بهذا الرحيل ولا بالذي يليه ولا تقل الا ما يفرضه الدين والوجدان السليم بأن يرحم الله الفقيد ويحسن عزاء ذويه فيه وبس.

🔸️ ان امتهان الكلام ودغدغة المشاعر وتضخيم الذات ومهانة المعاني صاروا جزء من أدب الكلام لدى أحزاب السودان الوهمانة حتى لو ادى بها ذلك إلى الافتئات على الوطنية وحساب ما قدم الرعيل.

 

*تنويه: كل الأوصاف أعلاه عن المتوفى مأخوذة بتصرف من بوست واحد فقط لأحدهم نشر يوم أمس.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.